إيلاف من لندن: بعد قمته الوداعية مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، من المتوقع ان يعقد الرئيس الأميركي باراك أوباما محادثات في برلين مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وزعماء فرنسا وايطاليا واسبانيا يوم الجمعة، قبل أن يتوجه إلى بيرو في آخر جولة خارجية له كرئيس للولايات المتحدة.

وتناولت محادثات الرئيس الأميركي ومضيفته الألمانية الأزمة في أوكرانيا وسوريا، ومكافحة ما يسمى الدولة الإسلامية (داعش) والتجارة عبر الأطلسي، فضلا عن نتائج الانتخابات الاميركية التي تثي قلقا لدى الحلفاء الأوروبيين.

وحث الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، خلفه دونالد ترامب للوقوف في وجه روسيا إذا كانت تصرفاتها تشي بالانحراف عن "القيم والأعراف الدولية" التي تتمسك بها الولايات المتحدة. كما دعاه إلى الالتزام الكامل مع حلف (ناتو).

وفي مؤتمر صحفي مشترك أكد أوباما وميركل على ضرورة مواصلة التعاون الوثيق بين البلدين، وكذلك بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

العولمة

وفى موقف يتناقض مع الخطاب المعارض للعولمة الأقرب إلى "الانعزالية" الذى يعتمده خلفه المنتخب، وجه أوباما وميركل رسالة فى مقالة مشتركة باللغة الألمانية، نشرتها مجلة الأعمال Wirtschaftswoche مساء الأربعاء، دافع أوباما وميركل فيها عن العلاقة التى تربط ضفتى الأطلسى وعن التبادل التجاري الحر والشراكة الاستثمارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. 

يشار إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب يعتبر من أشد المنتقدين للاتفاقات التجارة الحرة العالمية، كما أنه كان رحب باستفتاء المملكة المتحدة في حزيران/ يونيو لمغادرة الاتحاد الأوروبي.

وكتب أوباما وميركل: "لن تكون هناك عودة إلى عالم ما قبل العولمة"، مؤكدين "نكون أقوى حين نعمل معا". واضاف أوباما وميركل: "لن تكون هناك عودة إلى العالم قبل العولمة"، وكتب أوباما وميركل. "نحن مدينون لشركاتنا ومواطنينا، بل للمجتمع الدولي بأسره، لتوسيع وتعميق تعاوننا".

وإلى ذلك، جدد أوباما تمسك الولايات المتحدة بأن المفاوضات هي الطريق الوحيد لتسوية الأزمة في سوريا. وقال في المؤتمر الصحفي المشترك مع المستشارة الألمانية: "تعد المفاوضات طريقا وحيدا لإحلال سلام راسخ في سوريا".

روسيا وسوريا

كما جدد اتهاماته الموجهة إلى السلطات السورية والروسية بشن "عمليات قصف همجية عمياء" للمنشآت المدنية في سوريا وقمع المعارضة هناك. وأضاف أنه لا يتوقع تغيرا جذريا في سياسات روسيا في سوريا، شأنها شأن سياسة دمشق وطهران.

وفي تطرقه إلى العلاقات الروسية ـ الأميركية في ظل فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الماضية، أعرب أوباما عن أمله في أن "يواجه" رئيس الولايات المتحدة الجديد الحكومة الروسية "في القضايا التي تلتزم منها موسكو وواشنطن بمواقف مختلفة"، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أنه يتوقع مواصلة ترامب التعاون مع روسيا في المجالات الأخرى.

كما شدد أوباما، على أن موقفه المبدئي من التعامل مع روسيا لم يتغير منذ اليوم الأول من رئاسته، موضحا: "إن روسيا هي بلد مهم، وهي قوة عسكرية كبرى وتتمتع بنفوذ على المستوى الإقليمي بل العالمي". وأضاف الرئيس الأمريكي في هذا السياق: "إن التعاون مع روسيا يخدم مصالحنا".