اثينا: قالت الشرطة اليونانية ان حوالى 18 الف شخص شاركوا الخميس في اثينا بمسيرة الى السفارة الاميركية في ذكرى قمع التمرد الطلابي على حكم العسكر في 1973 قبل عام واحد من سقوط المجلس العسكري الحاكم المدعوم من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه).

والمسيرة التي تنظم سنويا، جرت بهدوء. لكن حوالى الساعة 17,00 ت غ بدأ عشرات الشبان في رشق الشرطة بالحجارة. ورد رجال الشرطة باطلاق الغاز المسيل للدموع داخل مدرسة البوليتيكنيك التي تبعد بضعة كيلومترات عن سفارة الولايات المتحدة.

وتنظم التظاهرة هذه السنة غداة مغادرة الرئيس الاميركي باراك اوباما اثينا بعد زيارة قام بها الثلاثاء والاربعاء ودافع خلالها عن الديموقراطية. كما وجه رسالة دعم اقتصادي الى اليونان مثيرا ارتياح حكومة اليكسيس تسيبراس اليسارية.

وتظاهر حوالى ثمانية آلاف شخص في تيسالونيكي بشمال البلاد حيث قاموا باحراق العلم الاميركي امام قنصلية الولايات المتحدة

وفي اثينا رفع المتظاهرون لافتات ورددوا شعارات تدين الفاشية والامبريالية وحلف شمال الاطلسي والحروب التي تشنها الولايات المتحدة في الخارج وكذلك "ديكتاتورية" الرئيس التركي رجب طيب اردوغان. وشارك لاجئون سوريون رفعوا علم بلدهم، في التظاهرة.

وقال مصدر في الشرطة لوكالة فرانس برس ان حوالى اربعين شخصا اوقفوا لاستجوابهم قبل التظاهرة.

واغلقت الشرطة بشاحنات صغيرة الطرق المؤدية الى ساحة سينتاغما التي تحولت مرارا في تظاهرات سابقة الى ميدان قتال.

وتهدف المسيرة الى السفارة الاميركية التي تنظم سنويا منذ سقوط "حكم الكولونيلات" (1967-1974) وشارك فيها في الماضي عشرات الآلاف من الاشخاص، الى ادانة دعم الولايات المتحدة لانقلاب 1967.

وفي زيارة قام بها الى اثينا في 1999، قدم الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون اعتذارات بلاده على هذا التدخل الذي غذى لسنوات مشاعر كراهية للولايات المتحدة في اليونان. واشاد تسيبراس بهذه الخطوة خلال لقائه اوباما الاربعاء.

وقال رئيس الحكومة اليونانية امام البرلمان الخميس ان هذه الاحتفالات "تكرم كل الذين كانوا في العشرين من العمر ووقفوا في مواجهة آليات، وكذلك لاحياء ذكرى حدث سياسي كبير".

واضاف رئيس الوزراء الذي ولد سنة سقوط الحكم العسكري ان "المطالبة بمزيد من الديموقراطية (...) ستستمر الى الابد".

وكانت السلطة العسكرية الحاكمة ارسلت في 17 تشرين الثاني/نوفمبر 1973 دباباتها لتقتحم مدرسة البوليتيكنيك في اثينا التي احتلها طلاب ومواطنون كانوا يحتجون على النظام. وقتل 24 شخصا على الاقل وجرح عشرات آخرون.

ويحمل المتظاهرون كل سنة على طبق العلم اليوناني الذي كان يزين بوابة المعهد وما زال ملطخا بدماء القتلى.