هي حرب مستعرة ضد الفساد والسرقة و"مغارات علي بابا" داخل القطاع العام، حرب تواجه العهد الجديد بعد تأليف الحكومة في لبنان، فهل يكون القبض على التاجر كامل أمهز في لبنان بداية الخطوة الأولى للقضاء على الفساد؟.

إيلاف من بيروت: تمكنت شعبة المعلومات اللبنانية وجهاز الأنتربول الدولي بعد ملاحقة الشبكة التي يقودها التاجر كامل أمهز من القبض على المتورطين في عملية تهريب أجهزة خلوية منذ العام 2000 حتى عام 2016، بمعاونة عسكريين من شعبة الجمارك، وقد اعترفوا في ‏التحقيقات ‏الأولية بإدخالهم ‏أكثر من مليون ونصف مليون جهاز‏ الى لبنان، ‏تقدر قيمتهم بأكثر من 45.000.000 دولار.

بعد هذه العملية النوعية، هل يمكن القول إن محاربة الفساد بدأت مراحلها تتمظهر في لبنان؟. يقول الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة لـ"إيلاف" إنه ما زال باكرًا القول إن محاربة الفساد بدأت في لبنان، رغم المؤشرات التي تدل على ذلك، واليوم محاربة الفساد تقررها الحكومة الجديدة التي حتى الساعة لم تبصر النور بعد، ويكون الامتحان الجديد للعهد بعد تأليف الحكومة، وكيف ستتعامل هذه الأخيرة مع محاربة الفساد.

ولدى سؤاله هل سيلقى القبض على الفاسدين الكبار في لبنان أم ستكون الضحايا فقط رؤوسًا صغيرة؟، يؤكد حبيقة أن التجارب السابقة لا تجعلنا متفائلين في هذا الخصوص، لأنه بمجرد أن نأتي برئيس للجمهورية في لبنان لا يكفي لمحاربة الفساد، يجب أن ننتظر كيف سيكون شكل الحكومة المقبلة، وطريقة تشكيل الحكومة اليوم يجعلنا لا نتفاءل كثيرًا، ومحاربة الفساد في لبنان قد يضرب قسمًا كبيرًا من الطبقة السياسية الحاكمة، وهل العهد قوي الى درجة القيام بهذه المعركة؟، يضيف حبيقة :"نلاحظ اليوم أن تأليف الحكومة يواجه بعض العراقيل، فكيف محاربة الفساد؟.

فساد وعهد جديد
ولدى سؤاله كيف يمكن للعهد الجديد أن يحاسب الفساد المستشري في لبنان؟
يؤكد حبيقة أن عليه القيام بقضية فساد تلو الأخرى، وأن يذهب بكل قضية على حدة إلى النهاية، ثم يلجأ الى القضية الثانية، ويذهب بها إلى النهاية في المعالجة أيضًا.

وعلى وزير العدل أن يتناول إحدى قضايا الفساد بعد تشكيل الحكومة، مثلًا موضوع التخابر غير الشرعي، فيذهب به إلى النهاية ومن ثم يلجأ إلى موضوع تلزيمات المطار وينهيه أيضًا. فهناك جهات عدة للفساد، وبعد معالجة قضية واحدة حتى النهاية قد يرتدع الفاسدون.

ولدى سؤاله هل من الممكن أن يصبح لبنان دولة باتجاه القضاء على الفساد؟، يلفت حبيقة إلى أن العهد الجديد بحاجة إلى تثبيت نفسه أكثر، وقد بدأ فعلًا بذلك، مع دعم كبير له، هناك جهات تسعى إلى إفشال العهد الجديد في موضوع الفساد، من خلال كيفية تأليف الحكومة، وتسعى هذه الجهات إلى تفشيل العهد قبل أن يبدأ.

قطاعات فاسدة
أي قطاعات في لبنان تشهد فسادًا أكثر من غيرها؟ يؤكد حبيقة أن القطاع العام هو الأكثر فسادًا في لبنان، وقطاع الأشغال جزء منه وكذلك قطاع الاتصالات، والتنظيم المدني في الأشغال، وهناك مجال لاكتشاف "مغارات علي بابا" داخل هذه القطاعات.

لماذا حتى اليوم لم يتم القضاء على الفساد في لبنان خلال العهود الماضية؟، يؤكد حبيقة أن الإدارة في لبنان منذ عهدها الأول كانت فاسدة، ولكن هذا لا يعني أن كل الموظفين فاسدين، هناك رؤوس كبيرة تقوم بالفساد، مع سياسيين فاسدين وعدم إيلاء محاربة الفساد الإهتمام المطلوب، مع عهود ضعيفة لا تقوم بهذه الحرب ضد الفساد.

ثقافة محاربة الفساد
وردًا على سؤال كيف يمكن تثقيف المواطن لجهة محاربة الفساد في لبنان، يرى حبيقة أن التربية يجب أن تبدأ في المنزل مع الأهل وفي المدرسة والجامعات، وللأهل الدور الأساس في تربية أولادهم ضد الفساد.

رغم أن القضاء على الفساد ليس بعملية سهلة في لبنان، ويجب القيام باعلانات وبرامج توجيهية في قنوات التلفزيون. ويلفت حبيقة إلى أن وصول لبنان إلى مرحلة خالية من الفساد لن يكون في أيامنا الحالية، ربما بعد 30 عامًا، وربما نحلم بضرب الفاسدين في لبنان، لإعطاء أمثولة للفاسدين الآخرين.

الشباب ضد الفساد
عن دور توظيف الشباب اللبناني في الإدارات العامة في تعزيز ثقافة محاربة الفساد يعتبر حبيقة أن توظيف الشباب يبقى مهمًا في الإدارة العامة، ويجب تعزيز الأجور في هذه القطاعات، كي يتشجع الشباب على ولوج قطاعات الإدارات العامة، ويجب تشجيع مبدأ الحساب والعقاب في الإدارات العامة أيضًا من أجل تعزيز ثقافة محاربة الفساد.