بعد يومين من إعلانه اتفاقه مع الأميركيين على عدم انسحاب قوات البيشمركة من المناطق المحررة من سيطرة داعش في محافظة نينوى، عاد اليوم وأكد التزامه بالاتفاق المبرم مع الحكومة المركزية بتنفيذ الانسحاب فور انتهاء معركة تحرير الموصل عاصمة المحافظة.

إيلاف من لندن: أكدت رئاسة إقليم كردستان الجمعة أن رئيس الاقليم مسعود بارزاني ملتزم بالانسحاب أو بقاء قوات البيشمركة في المناطق المحررة من تنظيم داعش خلال عمليات تحرير الموصل مع الحكومة المركزية في بغداد.. موضحة أن خطابه في مدينة بعشيقة الاربعاء، والذي ألقاه باللغة الكردية بشأن الموضوع ترجم إلى العربية بصورة خاطئة.

واضافت الرئاسة الكردستانية في بيان صحافي، اطلعت على نصه "إيلاف"، أن العديد من وسائل الإعلام العربية تطرقت إلى خطاب بارزاني، والذي ألقاه في مدينة بعشيقه الأربعاء الماضي، لكن "البعض أشار خطأ إلى فقرة تتعلق بسحب أو بقاء قوات البيشمركة من أو في المناطق المحررة" من سيطرة تنظيم داعش.

واوضحت "كان الخطاب باللغة الكردية وتمت ترجمة جمل معينه منه من قبل البعض إلى العربية وبصورة خاطئة بحيث أدت إلى خروج هذه الجمل عن سياقاتها ومضمونها". وشددت بالقول إن "الرئيس بارزاني يؤكد في مجمل خطابه على التزام الإقليم بأي إتفاق مبرم بهذا الخصوص ونص الترجمة الرسمية للخطاب منشور على موقع رئاسة الإقليم".

مكتب العبادي يرد

وكانت الحكومة العراقية ردت أمس على إعلان بارزاني الاربعاء عدم سحب قوات البيشمركة من المناطق التي حررتها من تنظيم داعش، مؤكدة ان اتفاقًا بين الطرفين كان قد تم التوصل اليه على ضرورة انسحابها منها بعد تحرير الموصل في اول خلاف علني بين الطرفين أثار مخاوف تفجر صراعات بعد طرد التنظيم من محافظة نينوى، لكن توضيح الرئاسة هذا جاء ليضع الامور في نصابها الصحيح.

وقال المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إنه "في الوقت الذي تواصل القوات العراقية انتصاراتها وتقدمها في جميع محاور القتال في عمليات (قادمون يا نينوى) لتحرير اهلها من بطش عصابات داعش الارهابية نود التأكيد أن الاتفاق بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان حول تحرير محافظة نينوى مازال ثابتاً ولا يوجد أي تغيير فيه، حيث تقاتل قوات البيشمركة جنبًا إلى جنب مع القوات العسكرية الاتحادية لتحرير محافظة نينوى من ارهاب داعش".&

واضاف قائلاً "نشير إلى أن الاتفاق يتضمن بندًا صريحًا بانسحاب قوات البيشمركة من المناطق المحررة بعد تحرير الموصل إلى أماكنها السابقة التي كانت تمسكها قبل انطلاق عمليات التحرير، وهذا الامر تم تطبيقه في عدد من المناطق، اما المناطق التي كانت تتواجد فيها قوات البيشمركة في فترة الحكومات السابقة، والتي تم تحرير بعضها قبل بدء عمليات (قادمون يا نينوى) فلم يتم أي اتفاق جديد بشأنها، وهي خاضعة للنصوص الدستورية في تحديد عائديتها"، في إشارة إلى المادة 140 من الدستور التي تنص على اجراء استفتاء في المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة اقليم كردستان في اربيل لمعرفة رغبة سكانها في الانضمام إلى الاقليم أو في البقاء في استمرار ارتباطها مع بغداد اداريا.
&
بارزاني: اتفقنا مع الأميركيين على عدم الانسحاب من المناطق التي حررناها

وكان رئيس اقليم كردستان العراق قال أمس إنه اتفق مع الأميركيين على عدم انسحاب قوات البيشمركة الكردية من المناطق التي حررتها من سيطرة تنظيم داعش، في إشارة إلى امكانية ضمها إلى الاقليم بالضد من معارضة الحكومة المركزية معلناً أن هذه القوات قدمت 11 الفًا و500 قتيل وجريح في المعارك ضد التنظيم.

&وأشار بارزاني إلى انه بحث مسألة استقلال الاقليم بوضوح خلال زيارته الأخيرة إلى بغداد الشهر الماضي، مؤكدًا بالقول "اتفقنا مع أميركا على عدم انسحابنا من المناطق الكردستانية". واضاف خلال تفقده امس جبهات القتال ضد تنظيم داعش واجتماعه مع قادة البيشمركة "لا أجد كلمة لأعبر بها عن شكري وفخري بالبيشمركة وليس هنالك أي قوة أخرى في العالم قادرة على تحقيق الانتصارات التي حققتها البيشمركة".. متابعاً أن "اختلاط دماء البيشمركة الابطال واحساسهم بالمسؤولية تجاه أمن كردستان هو الإنتصار الأكبر".

وقال مؤكدًا: "نحن متفقون مع الولايات المتحدة على عدم الانسحاب من المناطق الكردستانية". وأضاف أن "هذه المناطق حررت بدماء 11 ألفاً و500 شهيد وجريح من البيشمركة ومن غير الممكن بعد كل هذه التضحيات أن نقبل بالتعامل المباشر للمركز مع المحافظات".&

وأوضح انه اكد في بغداد على وحوب التفاهم وحسن الجوار وتجنب الصراعات.. لكنه حذر قائلاً "اذا لم نتوصل إلى حل مع بغداد فالاستفتاء على الاستقلال هو الحل".&

يذكر ان سلطات الاقليم تسعى إلى ضم سهل نينوى إلى الاقليم من خلال انشاء محافظة خاصة بالمسيحيين هناك وضمها إلى الاقليم، فيما يرى مختصون في الشأن الامني أن المخطط الكردي يهدف إلى سيطرة البيشمركة على أكبر قدر ممكن من الاقضية كسنجار وسهل نينوى ومخمور ومن ثم المطالبة بإعلانها محافظات مستقلة ليتم بعدها ضمها إلى الاقليم وهو امر ترفضه الحكومة المركزية ومعظم القوى السياسية ما يثير مخاوف مبكرة من اندلاع صراع جديد بين بغداد واربيل بعد تحرير محافظة نينوى وعاصمتها الموصل من قبضة تنظيم داعش، الذي سيطر عليها في يونيو عام 2014.&

&وتنص المادة 140 من الدستور العراقي الحالي على: أن تنجز السلطة التنفيذية بشكل كامل عمليات (التطبيع، الإحصاء، وتنتهي باستفتاء في كركوك والمناطق الأخرى المتنازع عليها، لتحديد إرادة مواطنيها).