أكد "إيكون"، مغني "الآر أند بي" الأميركي الشهير، السنغالي الأصل، بمشاركته في فعاليات مؤتمر المناخ في مراكش، الذي يختتم، اليوم، الجمعة، أن قيمة الفنان يجب ألا تتوقف عند حدود ما يبدعه من فن، بل أن تتعداه إلى توظيف نجاحاته لخدمة الإنسانية، أفرادًا وجماعات، خصوصًا التي توجد في وضعية هشة، وذلك بشكل يمنح فنه عمقًا ومعنى، وبعدًا إنسانيًا.

إيلاف من الرباط: ولد إيكون، الفنان الشهير والمؤسس المشارك في مبادرة "إيكون لإنارة أفريقيا"، التي تهدف إلى المساهمة في التخفيف من أزمة الطاقة في أفريقيا، واسمه الحقيقي أليون ثيام، سنة 1973، في سانت لويس، ميزوري، في الولايات المتحدة؛ لكنه عاش في دكار في السنغال، حتى سن السابعة، حيث سيتنقل بين ضفتي المحيط الأطلسي، حتى سن الخامسة عشرة، قبل أن يستقر، بشكل دائم، في الولايات المتحدة، ويشتهر ككاتب أغان ومغني راب ومنتج أغان، حتى بلغ إجمالي دخله 30 مليون دولار، وفقًا لمجلة "فوربس".

النجم العالمي "إيكون" 

إنارة أفريقيا
بمناسبة مؤتمر المناخ في مراكش، حضر إيكون قمة "النساء الرائدات والتحول العالمي"، التي نظمت على هامش مؤتمر المناخ، حيث تدخل بكلمة، قال فيها: "أتفهم قوة النساء، لذلك قدمت إلى هنا لأدعمهن، وأعرف أن كل المفاوضات والأمور التي ستتحقق في هذه القمة، لا بد أن تسفر على تشجيع المسؤولين لتنفيذ "اتفاق باريس"".

كما دافع، بشدة عن المرأة، معتبرًا أن القرارات التي تتخذ، عبر العالم، تستدعي إشراك النساء فيها. وزاد قائلًا: "غالبية الأعمال الميدانية تقوم بها النساء، خاصة أنهن الوحيدات القادرات على إنجاز أعمال وأهداف متعددة وفي وقت واحد".

وعند حديثه عن مشروعه الرائد (أيكون لإنارة أفريقيا)، أكد حرصه على توظيف شهرته لمساعدة أفريقيا، مشيرًا إلى أن مبادرته تصب في مساعدة النساء في أفريقيا، بشكل خاص.

الشمس والجريمة
توسع "إيكون" في الحديث عن مبادرته (إيكون لإنارة أفريقيا)، فقال إنه سعى، من خلالها، في البداية، إلى جلب الطاقة الشمسية لقرية جدته، بعدما كان يرغب في اقتناء منزل لها في المدينة، لكنها فضلت العودة إلى قريتها، الشيء الذي أجبره على تحمل التكاليف الضرورية لتوسيع الشبكة الكهربائية إلى غاية منزل جدته. 

النجم العالمي "إيكون" خلال مشاركته في حفل "الضوء من أجل الحياة" بقصر البديع التاريخي بمراكش

غير أنه اندهش للكلفة المرتفعة، وصعوبة إنجاز عمل من هذا الحجم برفقة المسؤولين المحليين. وفي الأخير، اهتدى إلى حل، في المتناول وأقل تكلفة، وله منافع جمة: الشمس. لذلك، قال: "الإنارة الشمسية تساعد على تخفيض الجريمة، تتيح للباعة المتجولين العمل حتى وقت متأخر، وللأطفال إنجاز واجباتهم المدرسية".

ضوء من أجل الحياة
فضلًا عن مداخلاته ولقاءاته المتعددة التي قدم فيها مبادرة "إيكون لإنارة أفريقيا"، كما قدم دعمه لكل المبادرات الهادفة إلى التصدي لمخاطر التغيرات المناخية، نشط هذا النجم العالمي، إلى جانب فنانين آخرين، أبرزهم سميرة بن سعيد وساليف كيتا، حفلًا موسيقيًا بالفضاء التاريخي "قصر البديع"، في مراكش، تحت عنوان "الضوء من أجل الحياة"، تغيا "جمع الموسيقيين والفنانين والفاعلين في مجال تغير المناخ لزيادة الوعي وخلق حركة حول الطاقات المتجددة في محاولة للتصدي لتغير المناخ، وخاصة ما يتصل بالبلدان النامية والدول الجزرية الصغيرة"، بشكل يؤكد أننا "كلنا معنيون بظاهرة الاحتباس الحراري"، وأن "إنقاذ كوكبنا من آثاره السلبية لن يتم إلا من خلال العمل الجماعي على جميع مستويات المجتمع".

النجم العالمي "إيكون" متحدثا في مؤتمر المناخ بمراكش

ماما أفريكا
خلال مشاركته في حفل "الضوء من أجل الحياة"، قال "إيكون" للجمهور: "أحب أفريقيا، وسأغني للقارة التي أحب"، فغنّى "ماما أفريكا"، مؤكدًا هذا الحب، ومعبّرًا عن استعداده لدعم تنمية القارة السمراء، ومشددًا على أنه يفضل نجاح العالم على النجاح الذاتي. 

النجم العالمي "إيكون" في إحدى فعاليات مؤتمر المناخ بمراكش، وبجانبه صلاح الدين مزوار، رئيس (كوب 22)

ثم زاد معلقًا على قيمة الحدث العالمي الذي يشارك فيه، في مراكش: "عندما نشارك في حدث من هذا النوع والحجم، نفهم ما يحدث في العالم، حيث كثرة المشاكل وتنوع الآفات، التي تتطلب من الجميع تعبئة الموارد والطاقات لمواجهتها".