باريس: تشكل الجولة الاولى من الانتخابات التمهيدية الرئاسية لليمين الفرنسي التي تنظم الاحد، بداية لعملية اختبار مرشح اليمين للانتخابات الرئاسية وسط احتدام المنافسة بين ثلاثة مرشحين بارزين هم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي ورئيسا الوزراء السابقان الان جوبيه وفرنسوا فيون.

والرهان اكبر من مجرد انتخابات تمهيدية حزبية. 

فازاء يسار منقسم يتوقع ان تكون للفائز في الانتخابات التمهيدية لليمين فرصة كبيرة للفوز بالانتخابات الرئاسية التي تنظم بعد اقل من ستة اشهر في فرنسا امام مارين لوبن مرشحة اليمين المتطرف التي حفزها فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الاميركية.

وبعد شهرين من الحملات التمهيدية تخللتها ثلاث مناظرات تلفزيونية، عمق ثلاثة من المرشحين السبعة الفارق مع الباقين وبدوا الاقدر على العبور الى الجولة الثانية في 27 تشرين الثاني/نوفمبر.

ولا يزال آلان جوبيه ونيكولا ساركوزي في المقدمة يليهما مرشح ثالث هو فرنسوا فيون، ما اضفى طابعا حماسيا على المنافسة.

ولاحظ جيروم جافري مدير مركز الدراسات والمعارف حول الراي العام، لصحيفة لوفيغارو اليمينية المحافظة "تم الاعلان عن مبارزة (بين اثنين) فاذا هي مباراة بين ثلاثة" مرشحين.

وبحسب استطلاعات الراي فان فيون (رئيس وزراء ساركوزي بين 2007 و2012) الذي بقي لفترة طويلة متاخرا في السباق، تمكن خلال شهر من مضاعفة نوايا التصويت له. وبات قريبا جدا من ساركوزي بنسبة 30 بالمئة من نوايا التصويت، علما بان الرئيس السابق يخوض منافسة محتدمة مع جوبيه الذي تقلص تقدمه بعض الشيء.

وبعد مناظرة الخميس غير الحاسمة يلف الغموض نتيجة تصويت الاحد وخصوصا انها المرة الاولى التي ينظم فيها اليمين الفرنسي انتخابات تمهيدية على غرار اليسار وانصار البيئة.

-سيادة الارتياب-

الامر الاساسي المجهول هو نسبة المشاركة التي يتوقع ان تكون بين رقمين متباعدين، من مليوني مشارك الى اربعة ملايين.

ومقابل 2 يورو يمكن لاي فرنسي في سن الانتخاب ان يشارك في الانتخابات التمهيدية الاحد، شرط ان يوقع اعلانا يلتزم فيه تبني "القيم الجمهورية لليمين والوسط".

لكن ازاء اهمية الرهان يمكن ان يشارك بعض انصار اليسار واليمين المتطرف في هذه الانتخابات للتاثير على نتيجتها.

ولذلك يلزم المراقبون السياسيون الحذر.

واشار جافري الى ان "تنقل الناخبين اسهل داخل العائلة السياسية ذاتها حيث يمكن تغيير المرشح (المفضل) بدون تغيير القناعات".

وعلى مستوى المضمون تتشابه برامج المرشحين الثلاثة الابرز والتي تركز على رغبة مشتركة في تعزيز الامن الداخلي ومراقبة الحدود الاوروبية وتخفيض الضرائب وعدد الموظفين والحد بشكل كبير من الهجرة.

ولهذا فان الاختيار سيكون على الاسلوب اكثر منه على مضمون البرنامج.

 ويجتذب ساركوزي من خلال التركيز على "حيويته" وصرامته وتجربته في الرئاسة ومقترحاته المتصلبة من قبيل انهاء تجميع الاسر (للمهاجرين)، القاعدة المتشددة في حزب الجمهوريين.

اما الان جوبيه رئيس الوزراء الاسبق فانه يجتذب بتصريحاته الاكثر اعتدالا ورغبته المعلنة في جمع الفرنسيين، اليمين المعتدل والوسط.

اما فرنسوا فيون الذي يحظى بشعبية لدى اوساط الاعمال، فيراهن على ورقة التصلب مع "مشروع راديكالي" في المجال الاقتصادي واجراءات اكثر محافظة في المستوى الاجتماعي.

ولئن حافظت النقاشات بين المرشحين على اللياقة فان انصار المرشحين انفلتوا احيانا في الكواليس.

وفي هذا السياق نعت ساركوزي مثلا ب "ترامب-المصغر" وجوبيه ب "علي جوبيه" لاتهامه بالتعاطف مع المتطرفين الاسلاميين.

ويسود الارتياب بشان حسن سير التصويت بعد اقتراع داخلي شابته اتهامات تزوير في 2012.

ولتفادي اي احتجاج منعت الانابات وستراقب هيئة عليا للانتخابات التمهيدية الاقتراع.

وطلب بعض المرشحين من مندوبيهم جلب وجبات غداء معهم حتى لا يتغيبوا عن مكاتب التصويت.

ودعا فريق فيون في مذكرة ضد التزوير الى التنبه لمحاولات كتابة اشارات على بطاقات التصويت عند الفرز حتى تعتبر ملغاة.