«إيلاف المغرب» من مراكش: اعلن رئيس قمة المناخ وزير خارجية المغرب صلاح الدين مزوار الجمعة في مراكش انه يعول على "براغماتية" الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب و"روح الالتزام" لديه.

وردا على سؤال بشان الرسالة التي يود توجيهها الى ترامب الذي كان وصف احترار الارض بانه "خدعة"، قال مزوار "ان رسالة مؤتمر الامم المتحدة للمناخ للرئيس الاميركي الجديد هي ببساطة ان نقول (نعول على نزعتكم البراغماتية وروح الالتزام لديكم).

واضاف "ان المجتمع الدولي منخرط في معركة كبيرة من اجل مستقبل كوكبنا .. وكرامة ملايين الناس".

وتابع "ان ما ننتظره واضح نحن نواصل المشوار ورسم وجهتنا، ليس لدينا ادنى شك في الروح البراغماتية للرئيس دونالد ترامب ولكن ايضا في التزام (..) الشعب الاميركي".

وأنهى مفاوضون من حوالى 190 بلدا اليوم الجمعة في مراكش اعمال المؤتمر المناخي الدولي الثاني والعشرين الذي من شأنه الدفع قدما في اتجاه تطبيق اتفاق باريس على رغم المخاوف السائدة في هذا المسار منذ فوز دونالد ترامب المشكك بمخاطر التغير المناخي في الانتخابات الرئاسية الاميركية.

إتفاق باريس

وقال مفاوض اوروبي لوكالة فرانس برس إن "اتفاق باريس اصدر القرارات الواجب تنفيذها، والمحادثات في مؤتمر الاطراف الثاني والعشرين تركزت على طريقة القيام بذلك".

وأضاف "لكن احدا لم يكن يريد الذهاب في اتجاه المواجهة هنا، النقاشات كانت بناءة لكنها اتسمت ايضا بشيء من الفوضوية ولا يزال ثمة الكثير الواجب فعله".

لكن كيف التأكد من تحقيق الوعد بتقديم مبلغ مائة مليار دولار سنويا للبلدان النامية بحلول سنة 2020؟ وكيف التحضير لاستحقاق 2018 المناخي الذي يتعين خلاله تقديم حصيلة عن نتيجة الخطوات التي اتخذتها البلدان؟ وما هي المعلومات التي يتعين على الدول تقديمها في شأن سياساتها المناخية لجعل هذه العملية تتسم بالمقدار الاكبر من الشفافية؟

وقال ممثل دولة غرينادا متحدثا باسم البلدان الجزر الصغيرة إن "التقدم المحقق لم يكن كبيرا (...) لكن على الاقل لم تحصل عرقلة".

وفي اتفاق باريس الذي تم التوصل اليه سنة 2015، حدد المجتمع الدولي هدفا له باحتواء الارتفاع المسجل في درجات الحرارة في العالم الى ما دون درجتين مئويتين وبزيادة تعهدات البلدان غير الكافية حاليا للالتزام بهذه الحدود.

كذلك تعهدت البلدان المتطورة بمساعدة تلك النامية على الحد من انبعاثاتها من غازات مفعول الدفيئة للحماية من تبعات الاحترار (بينها موجات الجفاف والفيضانات وارتفاع مستوى المحيطات). وستكون المساعدة المقدمة مالية غير انها ستشمل ايضا نقل المعارف التكنولوجية والخبرة.

وشكلت مسألة التمويل احد المواضيع الحساسة خلال المحادثات في مراكش بالاضافة الى المسائل المتعلقة بالآلية الواجب اعتمادها في وجود اكثر من 190 بلدا حول الطاولة.

وعادت مسألة الهوة بين الدول المتطورة وتلك النامية الى الواجهة فيما لم تسمح الاجتماعات على المستوى الوزاري هذا الاسبوع بتحقيق اي تقدم ملحوظ.

وعلقت ليز غالاغر الخبيرة في منظمة "3 جي" غير الحكومية قائلة إن "مبلغ 20 مليار دولار لسنة 2020 لتمويل خطوات التكيف (انظمة الانذار للاحوال الجوية والري وتوفير مياه الشفة والسدود) غير كاف البتة".

ما بعد "صدمة" ترامب 

ولتدعيم موقفها، تركز البلدان النامية على التقييم الاخير الصادر عن برنامج الامم المتحدة للبيئة الذي يحدد الحاجات المطلوبة لخطوات التكيف عند مستوى يراوح بين 140 و300 مليار دولار سنويا بحلول سنة 2030.

وأسف المتحدث باسم "مؤسسة نيكولا اولو" البيئية دوني فوازان لأن "البلدان الغنية أتت عموما خالية الوفاض الى مؤتمر الاطراف هذا".

وتضمن "اعلان مراكش" الصادر مساء الخميس بموافقة كل الدول المشاركة، دعوة لزيادة المبلغ والدفعات والحصول على التمويل للمشاريع المناخية".

ويأتي هذا النص بمثابة رد على انتخاب دونالد ترامب الذي وصف التغير المناخي خلال حملته للانتخابات الرئاسية الاميركية بأنه "خدعة".

وجاء في هذا "الاعلان من اجل مناخنا وتنميتنا المستدامة" مساء الخميس "نحن، رؤساء الدول والحكومات والوفود، المجتمعون في مراكش على الارض الافريقية (...) ندعو الى التزام سياسي اقصى لمكافحة التغير المناخي كأولوية ملحة".

تخوفات

وشكل انتخاب الرئيس الاميركي الجديد المشكك بمخاطر التغير المناخي صدمة للمفاوضين في مؤتمر مراكش الذين جاؤوا الى هذا الملتقى بهدف الاحتفاء بالدخول السريع حيز التنفيذ لاتفاق باريس منذ الرابع من نوفمبر.

وبعد الغضب والقلق، حل الانتظار والرغبة في المضي قدما في مواجهة اي عرقلة لمسار مكافحة التغير المناخي.

وقال المفاوض الصيني شي جينهوا الخميس إن "السياسة الصينية لا تتغير" و"ارادة الصين في العمل مع البلدان الاخرى لا تزال قائمة واعتقد ان اي زعيم واع سيسلك المسار العالمي والتاريخي" لمكافحة الاحترار.

ومنذ انطلاق مؤتمر مراكش في السابع من نوفمبر، قدمت دول جديدة دفعة اضافية للمحادثات مع توقيعها على اتفاق باريس، من بينها بريطانيا التي رفعت الخميس الى 111 عدد البلدان الموقعة.