ثقافة غوغل غير اعتيادية، فهذه الشركة تعتمد أسلوباً فريداً في التعامل مع الموظفين وتؤمّن جواً من الراحة يشجّعهم على الإبداع والتقدم، فاسحة المجال أمامهم ليتصرّفوا كما يحلو لهم، فيرتدون ما يشاؤون حتى أنّهم يجلبون حيواناتهم الأليفة معهم، وقد أكّد على ذلك رئيس غوغل ومديرها التنفيذي السابق إيريك شميت في مقابلة مع وكالة بلومبرغ، حيث عبّر عن وجهة نظره وتجاربه الشخصية في هذه الثقافة الاستثنائية، لكنّه لفت إلى أنّ التساهل لا يصل إلى درجة السماح للموظف بالنوم في الشركة والعيش فيها.

ثقافة إيجابية

ومن التجارب الملفتة التي ذكرها شميت، تصرّف لاري بيج، أحد مؤسسي شركة غوغل، حين لم تعجبه بعض الإعلانات التي حضّرها فريق العمل المتخصص في هذا المجال، فعلّق لافتة على أحد الجدران كتب عليها:"هذه الإعلانات مثيرة للاشمئزاز"، وقد حدث ذلك يوم الجمعة، أما ردة فعل الموظفين الآخرين في الشركة الذين رأوا اللافتة فكان العمل بكدّ في عطلة نهاية الأسبوع ليخترعوا ما يعرف اليوم بالنظام الأساسي للإعلانات في غوغل، وبحسب شميت "لولا هذه الثقافة، لما حصل هذا مطلقاً".

فلسفة الـ20%

أما في ما يتعلق بفلسفة الـ20% الإدارية التي تعتمدها غوغل، حيث يخصص الموظفون 20% من وقتهم ليساهموا في أفكار مفيدة للشركة، فيقول شميت إنّها أنتجت الخرائط ومكونات مختلفة لنظام الإعلانات، ما جعل الكثيرين يعتبرونها مصدر الإبداع الحقيقي.

تساهل لا حدود له

ويروي شميت موقفاً غريباً واجهه في إحدى المرات حين وصل إلى الشركة فاستقبلته مساعدته الخاصة بنظرة مقلقة على وجهها، فدخل إلى مكتبه الذي يبلغ طوله 12 قدمًا وعرضه 8 أقدام، ليجد شخصاً ما يعمل في الداخل، ومع أنّ شميت كان المدير التنفيذي آنذاك، لم يتمّ إعلامه بالأمر، وعندما سأل الشاب عن سبب وجوده في مكتبه الخاص أجابه: "كان مكتبك فارغاً فأنت بالكاد تحضر، وأنا كنت في مكتب يضمّ 6 أشخاص حيث يعمّ الضجيج والأصوات المرتفعة".&

لكنّ شميت لم يطرده، وعوضاً عن ذلك، جلس الإثنان جنباً إلى جنب سنة كاملة إلى أن أصبحا أعزّ أصدقاء.

&

&

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرّف نقلاً عن "بلومبرغ". المادة الأصلية منشورة على الرابط التالي:

http://www.bloomberg.com/news/videos/2016-11-16/eric-schmidt-on-google-s-unique-culture