برلين: يفترض ان تعلن المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الاحد ترشحها لولاية جديدة في منصبها بينما يرى فيها انصارها الحصن الاخير في مواجهة صعود الشعبويين الذي عكسه قرار البريطانيين الخروج من الاتحاد الاوروبي وفوز دونالد ترامب.

وستتحدث ميركل التي تشغل هذا المنصب منذ احد عشر عاما الى الصحافيين حوالى الساعة 19,00 (18,00 ت غ) بعد اجتماع لحزبها المحافظ الاتحاد المسيحي الديموقراطي.

وتتوقع كل وسائل الاعلام في البلاد ان تعلن صاحبة الرقم القياسي في مدة البقاء في الحكم في الدول الغربية حاليا، رسميا قرارها في هذه المناسبة.

وقال النائب الاوروبي العضو في الحزب ايلمار بروك ان "الجميع يعرفون انها ستترشح".

ويؤيده في هذا الرأي زعيم الاشتراكيين الديموقراطيين سيغمار غابرييل الذي قال "ننتظر لتقول ميركل الاحد ما يعرفه كل واحد اصلا، انها ستقود الاتحاد المسيحي الديموقراطي في الحملة الانتخابية المقبلة".

وتشير استطلاعات الرأي الى ان ميركل (62 عاما) تتمتع بفرص كبيرة للفوز في الانتخابات لولاية رابعة في منصب المستشارية. وهي تطمح الى انتخابها رئيسة لحزبها قبل الانتخابات التشريعية التي ستجرى في ايلول/سبتمبر او تشرين الاول/اكتوبر 2017.

مدة قياسية سبقها اليها كول

بذلك ستحطم ميركل الرقم القياسي في مدة الحكم لـ14 عاما في المانيا الذي سجله المستشار كونراد اديناور بعد الحرب العالمية الثانية. لكنها ستعادل سلفها وراعيها السياسي هلموت كول الذي بقي مستشارا لـ16 عاما.

وتواجه ميركل وضعين متناقضين. فهي تلقى الاشادات في الخارج حيث يعول عليها كثيرون منذ فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الاميركية. لكنها داخليا ستجتاز السنة الانتخابية وقد اضعفها وصول مليون لاجئ الى المانيا.

واشاد بها الرئيس الاميركي المنتهية ولايته باراك اوباما هذا الاسبوع في برلين، قائلا "لو كنت المانيا، فمن الممكن ان اقدم لها دعمي".

وفي مواجهة صعود التوجهات الاستبدادية في العالم، تعتبر صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية ان ميركل هي "المدافع الاخير عن القيم الانسانية للغرب". وقد دافعت عن سياستها السخية حيال الهجرة وذكرت دونالد ترامب مؤخرا بوضوح باهمية القيم الديموقراطية.

وكتبت صحيفة "دي تسايت" هذا الاسبوع ان "سلطتها في بلدها تتفتت".

بالتأكيد تشهد شعبيتها تحسنا بعد تراجعها على اثر ازمة الهجرة، لكن عائلتها السياسية لا تتمتع بتأييد اكثر من 32 بالمئة من نوايا التصويت، اي اقل بحوالى عشر نقاط عن الانتخابات السابقة التي جرت في 2013.

تراجع شعبية في المانيا

قالت "دي تسايت" ان "تأثير فوز ترامب بلغ ميركل بينما تبدو امكانياتها القيادية محدودة"، موضحة انها "لم تعد تستطيع الاعتماد على اوروبا للسير قدما ولا تستفيد من حزب موحد وراءها ولا تتمتع بالدعم الواضح من السكان الذي كانت تلقاه قبل سنة ونصف السنة".

والجدل الذي يرافق منذ اشهر ترشحها جاء نتيجة هذا الضعف. فقد اضطرت للتفاوض في قضية المهاجرين مع المتمردين عليها من الفرع البافاري لحزبها الذي هدد مرارا بعدم دعمها في 2017، قبل ان يتراجع في غياب اي بديل.

وواجهت المستشارة ايضا نكسة مؤخرا باخفاقها في طرح مرشح من حزبها ليتولى رئاسة المانيا في2017 وتفوق عليها الاشتراكيون الديموقراطيون.

والاهم من كل ذلك، ان عهدها شهد نمو حزب شعبوي في المانيا ينافس حزبها اليميني. وحزب البديل من اجل المانيا يتمتع بفرص كبيرة لدخول البرلمان في سابقة لحزب من هذا النوع منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية في 1945.

لكن ميركل تستفيد من نقاط مهمة ايضا. فليس هناك منافس جدي لها في معسكرها، ويعتبرها الرأي العام ضامنا للاستقرار في فترة تغيرات فيما تبقى الاكثر شعبية من خصومها الاشتراكيين الديموقراطيين.