انطلقت اليوم دعوات سياسية لحكومة انقاذ وطنية عاجلة في اقليم كردستان العراق واستقالة رئيس الاقليم بارزاني.. فيما طالب نجل طالباني القيادي بالاتحاد الكردستاني بأنهاء الخلافات الداخلية في الاقليم قبل بحث حل المشاكل مع بغداد.

إيلاف من لندن: دعا رئيس البرلمان الكردستاني يوسف محمد الى حل حكومة اقليم كردستان الحالية التي وصفها بالحزبية وتشكيل حكومة وطنية محلها بشكل عاجل. وأكد محمد القيادي في حركة التغيير التي يتزعمها نوشيروان مصطفى خلال مؤتمر صحافي عقده في مدينة السليمانية الشمالية الاحد على الحاجة الى حل الحكومة الحالية التي يترأسها نجيرفان بارزاني صهر مسعود بارزاني وابن شقيقه.. مشددا على ان هذه الحكومة " محتكرة من قبل جهة سياسية بعينها" في إشارة الى الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة رئيس الاقليم مسعود بارزاني.

وقال ان الحكومة التي يطالب بها يجب ان تتحمل مسؤولياتها تجاه مواطني كردستان وتلبية مطاليبهم وحل الازمة الاقتصادية في الاقليم الذي يشهد منذ ايام تجدد تظاهرات ينظمها التدريسيون احتجاجا على عدم صرف مرتباتهم منذ اشهر. وشدد على انه من الضروري إقامة سلطة وطنية في إقليم كردستان لانه لا يوجد حاليا سلطة وطنية في رئاسة الإقليم والبرلمان والحكومة بحسب قوله. وطالب حكومة الاقليم بالعمل على انقاذ المواطنين والموظفين الذين يدفعون ثمن السياسات الخاطئة للحكومة.

وأضاف "إذا أردنا الحفاظ على وحدة إقليم كردستان علينا رفض الانقلاب" في اشارة الى منع حكومة اربيل دخوله ووزراء الحكومة من اعضاء حركة التغيير اليها لممارسة عملهم في مقر البرلمان والحكومة هناك.. مطالبا جميع الأطراف بـتحديد موقفها من استخدام السلاح في المنافسة السياسية.. داعيا الى تفعيل البرلمان لمراقبة السلطة التنفيذية في الإقليم. 

وأشار الى ان مكتبا سياسيا في الاقليم يصدر اوامره وقراراته بدلا من الحكومة في اشارة الى حزب بارزاني موضحا ان هذا المكتب يطرد وزراء ويعطل المؤسسات التشريعية دون رقيب او حسيب.

وشدد رئيس البرلمان على ان مسعود بارزاني يمارس السلطات الرئاسية بشكل غير شرعي.. موضحا ان الاقليم منقسم عمليا في المرحلة الراهنة مما يتطلب جهودا حثيثة لبناء اقليم موحد بحسم قضية رئاسة الاقليم وانتخاب رئيس شرعي.

 ومن جانبها طالبت حركة الإصلاح والتنمية في إقليم كردستان بتشكيل حكومة إنقاذ وطني في الإقليم لإخراجه من الأزمة التي يعاني منها. 

وأكد الأمين العام للحركة محمد بازياني أن حكومة تكنوقراط ذات صلاحيات فعلية يمكنها تجاوز الأزمات. وحذر من خروج الأوضاع في الإقليم عن السيطرة من الناحيتين السياسية والاقتصادية.. وقال أن غياب الثقة بين المواطنين وحكومة الإقليم سببها عدم إيفاء الأخيرة بوعودها في العديد من المجالات.

وكانت قوات أمن كردية في محافظة أربيل قد منعت في اكتوبر 2015 رئيس برلمان إقليم كردستان يوسف محمد، من الدخول إلى المدينة. وقال محمد في تصريحات عقب عودته إلى السليمانية إن قوة خاصة في إحدى نقاط التفتيش على الطريق إلى أربيل منعته من الدخول إلى عاصمة إقليم كردستان مضيفا "نفهم الآن أن هناك احتلالا لأربيل ومحاولة للانقلاب على الشرعية القانونية لبرلمان الإقليم".

كما قام رئيس وزراء الإقليم نيجيرفان بارزاني في القوت نفسه بعزل أربعة من وزرائه المنتمين لحركة التغيير وسط أزمة سياسية متصاعدة وطلب من وزراء الأوقاف والشؤون الدينية والمالية والتجارة وشؤون البيشمركة بترك مناصبهم. وأثر ذلك اتهم أعضاء في برلمان إلاقليم مسعود بارزاني بالقيام بـ"انقلاب سياسي" 

 قوباد طالباني لحل الخلافات في الاقليم قبل بحث المشاكل مع بغداد

ودعا نائب رئيس وزراء اقليم كردستان قوباد طالباني القيادي بحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة والده الرئيس العراقي السابق جلال طالباني اليوم الى الابتعاد عن الخطابات التهديدية في الاقليم مشيراً الى أهمية حل الخلافات الداخلية في الاقليم قبل حل المشاكل مع بغداد.

وقال طالباني في كلمة القاها بمناسبة افتتاح الدورة العشرين من مهرجان كلاويز الثقافي الذي يقام في السليمانية برعاية شبكة رووداو الاعلامية التي بثت كلمته واطلعت عليها "أيلاف" انه "يجب أن تتم معالجة الخلافات الداخلية في اقليم كردستان قبل حل المشاكل مع بغداد".

وأضاف أن "مجلس وزراء اقليم كردستان بدأ ببحث اصلاح نظام الحكم وهذا يحتاج الى تفعيل البرلمان والابتعاد عن الكراهية".. مشيراً الى امكانية "الاتفاق على اللجوء الى نظام لا مركزي في اقليم كردستان اذا لم ترد السليمانية التعايش مع أربيل".

وتابع طالباني انه "يتم استخدام خلافاتنا ضدنا وهناك تهديدات مدمرة منتشرة في اقليم كردستان ضد العقل الحر الذي يفكر من اجل البناء"..لافتاً الى أن "اغلب ما يثار في الاقليم خرج من اطار الانتقاد وتحول الى سب وعدم احترام وتجريح شخصي كما ان بعض الكتاب والصحافيين يفضلون ان يعرفوا باطلاقهم الانتقادات لا ان يعرفوا بمستوى ثقافتهم فالمعطيات السياسية لم تكن مستعدة للتغيير".

واوضح نائب رئيس وزراء اقليم كردستان قائلا "اني أعي جيداً الظروف المعيشية لشعب كردستان واتفهم معاناته وبدأنا بالاصلاح في جميع المجالات ومنها قطاع بيع النفط".

وأوضح أن "تنظيم داعش ليس تنظيماً خارجياً بل هو تنظيم عراقي بالدرجة الاساس"..مؤكداً ان "تحقيق الانتصارات العسكرية اسهل بكثير من الانتصار الفكري حيث ان اقتلاع جذوره الفكرية يحتاج الى استراتيجية وعمل جدي ولن نصل الى ذلك بدون وجود تفكير حر ووحدة الصف".

يذكر ان اقليم كردستان العراق يعاني من مشاكل سياسية نتيجة الخلافات على رئاسة الاقليم وحكومته.. وأخرى اقتصادية بسبب نفقات الحرب الباهظة ضد تنظيم داعش وانخفاض اسعار النفط وايواء الاقليم لحوالي مليون ونصف المليون نازح هارب من مناطق قتال القوات العراقية ضد التنظيم.