أكدت دكتور هيلين ستوكس-لامبارد، الرئيس الجديد للكلية الملكية للأطباء العموميين في لندن، أن العالم الذي نعيشه الآن "أضحى مخيفاً" في ظل تزايد معدلات الإصابة بالبدانة، العته والسرطان وتنامي مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي.

وبدأت لامبارد بالحديث عن سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي ودورها المباشر في الإصابة باعتلال الصحة، وبالأخص الصحة النفسية، وكيف أن أعداداً متزايدةً من الأشخاص قد وصل بهم الحال لزيارة الأطباء للحصول على استشاراتهم في العيادات.

وقالت لامبارد بهذا الخصوص " لا أود أن أكون مراهقة هذه الأيام. فالضغوط التي تُشَكِّلُها وسائل التواصل الاجتماعي تحظي بتأثيرات ضخمة. وأضحى الناس أكثر ميلاً للحكم على الأشياء من المظهر. وأنا لو مراهقة بدينة، فلن يعرف ذلك عني إلا المحيطين بي فقط، لكن الغرباء في الجانب الآخر من العالم لديهم رأي في الطريقة التي يبدو بها المراهقون. فهل لك أن تتخيل كيف أن ذلك لابد أن يكون شيئاً مروعاً ؟ إلا إذا كان لديك قدراً كبيراً من المرونة، ووقتها ستتعرض لخطر حقيقي. فهذا الأمر يسحق الناس. وما نتحدث عنه لكي نكون واضحين هو تلك الضغوط التي لا ترحم".

وأضافت لامبارد في مقابلة مطولة أجرتها معها صحيفة الغارديان "وأتصور أن انستقرام وسناب شات هما أكثر المنصات التي تُسَهِّل ذلك الاتجاه المثير للقلق. فأنت أمام أطفال في سن الـ 8 أو الـ 9 يأتونك ليعبرون لك عن قلقهم بشأن مظهرهم، وكذلك أطفال في سن الـ 9 يتحدثون لأولياء أمورهم لكن لا يريدون تناول الطعام لأنه يزيد من أوزانهم. وأنا شخصياً أشعر بتنميل في البشرة عند سماعي قصص كهذه، فهذا الأمر سبب حقيقي للقلق بالنسبة لنا جميعاً. ويمكنني القول إن وسائل التواصل الاجتماعي خلقت مجموعة جديدة من المعايير والقيم دون أن نعطي أطفالنا الحكمة والمرونة التي تضمن لهم طريقة استخدام تلك الأشياء بشكل آمن".

ومضت لامبارد تقول " وبدأ يلاحظ الأطباء الآن إصابة أطفال ما قبل سن البلوغ الذين يتم تخويفهم – عبر الإنترنت – بأعراض الاكتئاب نظراً لأن لديهم نمش، لأنهم يرتدون نظارات أو لأنهم يعانون من زيادة في أوزانهم. وهو ما يوضح السلبيات التي يعاني منها الأشخاص بسبب التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي".

وواصلت لامبارد بقولها " ومن خلال الفحوصات التي يجريها الأطباء، يمكن القول إن هناك تفشياً في معدلات الإصابة بالبدانة، فنصف الحالات التي أتعامل معها على الأقل لأشخاص مصابين بالبدانة، وذلك لكون المجتمع مجتمع بدين. وهو ما يؤثر على الصحة العامة للأشخاص بكثير من الطرق، حيث أنها تؤثر على التنفس أو المفاصل، تزيد من خطر الإصابة بالسكري أو تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان".

وأكملت لامبارد " وأعترف بأن لدينا كثير من المشكلات المتعلقة بالأماكن التي يمكن أن نحيل إليها المرضى، والمقصود هنا الفئة التالية من خدمات الإحالة الخاصة بنا – كمسؤولي العلاج الطبيعي وعياداتنا المنوطة بمشكلات الذاكرة للمرضى المصابين بالعته والجهات المنوطة بإدارة وضبط الوزن. وهذه مشكلة كبرى".

وواصلت لامبارد "وانصب كامل التركيز السياسي والإعلامي خلال العام أو العامين الماضيين على نقص الأطباء العموميين في عموم المملكة المتحدة. لكننا بحاجة لعدد كبير من الممرضات الممارسات، عدد أكبر من ممرضات المناطق، عدد أكبر من مفتشي الصحة، عدد أكبر من عمال دعم الصحة النفسية المجتمعية وعدد أكبر من أخصائي العلاج السلوكي المعرفي. وتلك المشكلة مرتبطة بالنقص المزمن في التمويل".

وعبَّرت لامبارد في الختام عن تمنياتها بأن يتم إدخال تغييرات كبرى على سياسة الصحة العامة، وأن يبادر الجميع بزيادة مستوى نشاطهم، بممارسة المشي أو ركوب الدراجات، لأن زيادة النشاط سيساعدهم على صعيد الوزن، السعادة وصحة القلب، فضلاً عن أهمية انتباههم للحميات الغذائية التي يجب أن تكون جيدة للحد من الأمراض.


اعدت "إيلاف" المادة نقلا عن صحيفة الغارديان، الرابط الاصل:

https://www.theguardian.com/society/2016/nov/20/cyber-bullies-obesity-stress-scary-world-says-new-gp-leader?CMP=oth_b-aplnews_d-2