باريس: اعلنت الحكومة الفرنسية الاثنين احباط اعتداء "كان يخطط له منذ وقت طويل" في عطلة نهاية الاسبوع الماضي، مشيرة الى ان الخطر الارهابي يبقى "مرتفعا جدا" بعد سلسلة من الهجمات الدامية.

وقال وزير الداخلية برنار كازنوف ان التوقيفات كانت نتيجة تحقيق استمر "أكثر من ثمانية أشهر" و"سمح باحباط عمل ارهابي كان قيد التخطيط منذ فترة طويلة على ارضنا".

وتم توقيف الأشخاص السبعة الذين تراوح أعمارهم بين 29 و37 عاما، ليل السبت الاحد في ستراسبورغ (شرق) ومارسيليا (جنوب شرق) وهم من جنسيات فرنسية ومغربية وافغانية.

وأوضح كازنوف ان ستة منهم كانوا معروفين لدى أجهزة الاستخبارات، غير أن بينهم مغربيا "لم يكن مقيما في فرنسا، وأبلغ به بلد شريك".

وقال مصدر قريب من التحقيق انه تم العثور على اسلحة عدة أثناء المداهمات في ستراسبورغ.

وكشف التحقيق عن ارتباط بتنظيم الدولة الاسلامية. وقال مصدر مطلع على التحقيق "يشتبه بأن بعضهم توجه الى سوريا" مشيرا الى "اعتراض العديد من الرسائل المشفرة بين سوريا وأعضاء في الشبكة".

وأعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عن العديد من الاعتداءات التي ضربت فرنسا وأوقعت 238 قتيلا من باريس الى نيس، منذ كانون الثاني/يناير 2015.

وأكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "ازاء خطر يبقى بمستوى مرتفع جدا في فرنسا، اننا نبذل كل ما في وسعنا في كل لحظة لحماية الفرنسيين" مهنئا اجهزة مكافحة الارهاب بالتوقيفات الاخيرة.

وسيعلن الرئيس في كانون الاول/ديسمبر ما اذا كان ينوي الترشح لولاية ثانية في انتخابات 2017، غير ان الحملة بدأت في المعارضة اليمينية التي وضعت الأمن في صلب خطابها.

وبعدما أعلن الاسبوع الماضي عزمه على تمديد حال الطوارئ حتى موعد الانتخابات، كشف هولاند الاثنين انه تم توقيف 418 شخصا على ارتباط بشبكات ارهابية منذ مطلع العام.

وأفاد مصدر مطلع على الملف عن احباط حوالى عشرين اعتداء ومخطط اعتداء في فرنسا خلال العام 2016 وحده.

مخبأ اسلحة

وقال برنار كازنوف ان عملية نهاية الاسبوع تأتي في ختام تحقيق طويل اتاح في 14 حزيران/يونيو توقيف "خمسة افراد على ارتباط بهذه الشبكة"، اثناء بطولة امم اوروبا لكرة القدم.

ووجهت التهمة الى اثنين منهم واودعا السجن. وقال مصدر مطلع على التحقيق انه "يشتبه بانهما حصلا على قروض استهلاكية من أجل تمويل انشطة ارهابية".

وقررت اجهزة الاستخبارات الداخلية اقامة مخبأ اسلحة في ضاحية باريس جرت مراقبته على مدار الساعة على مدى اشهر، لمحاولة نصب فخ لعناصر الشبكة الاخرين الذين كان يشتبه بأنهم على استعداد لتنفيذ اعتداء.

واوضحت المصادر انه "استنادا الى عناصر جدية" و"شبهات حول التخطيط لاعتداءات"، تحركت الاجهزة بصورة عاجلة ونفذت التوقيفات في نهاية الاسبوع.

لكنها اشارت الى انه "لم يتم كشف اي هدف محدد في المرحلة الراهنة".

وقال وزير الداخلية انه سيتعين على التحقيق ان "يثبت إن كان الاعتداء الذي تم احباطه هجوما منسقا يهدف الى ضرب مواقع عدة على الاراضي الفرنسية في شكل متزامن".

وتم كشف الشبكة وتفكيكها قبل اقل من اسبوع من افتتاح "معرض عيد الميلاد" الشهير في ستراسبورغ، وهو يجتذب كل سنة حوالى مليوني زائر.

وقال رئيس بلدية المدينة رولان ريس "أكد لي كازنوف أن ستراسبورغ لم تكن مستهدفة، الهدف كان بالاحرى في المنطقة الباريسية". واضاف "إن معرض عيد الميلاد سيقام، ما لم يطرأ حدث او تهديد مباشر أو خطير".

واكد ان التدابير الامنية المقررة "أشد من العام الماضي" وانه "سيتم تطوير الاجراءات اكثر".