إيلاف - متابعة: قال الرئيس الاميركي باراك أوباما الذي سيغادر البيت الابيض في 20 يناير، انه يريد التقيد بالتقاليد الاميركية ممتنعا عن انتقاد خليفته في آخر مؤتمر صحافي له في الخارج بعد ثماني سنوات في السلطة.

وصرّح اوباما في ختام قمة "منظمة التعاون الاقتصادي آسيا المحيط الهادئ" (ابيك) "اريد ان احترم المنصب (الرئاسي) وان اترك للرئيس المنتخب فرصة تشكيل فريقه ووضع سياسته من دون ان نعلن مواقف في كل لحظة".

وذكر الرئيس الاميركي بأن سلفه جورج بوش الابن (2000-2008) "كان لائقا الى ابعد حد" عندما تولى هو السلطة في 2008. لكنه اضاف على الفور انه سيتابع بدقة اي مساس محتمل بالقيم الاساسية للولايات المتحدة.

وقال "كمواطن معني بعمق ببلدنا، اذا بدت لي بعض الامور المحددة وبعيدا عن الافكار والخلافات السياسية، تضر بقيمنا ومثلنا الاساسية وارى انه من الضروري الدفاع عنها، فسأفعل ذلك".

حوار لبضع دقائق حول سوريا 

في لقاء غير رسمي استمر بضع دقائق على هامش قمة "ابيك" في ليما، حض اوباما نظيره الروسي فلاديمير بوتين على بذل مزيد من الجهود للحد من اعمال العنف ومعاناة السكان في سوريا.

وقال مصدر في البيت الابيض لوكالة فرانس برس ان اوباما ابلغ بوتين بان "وزير الخارجية جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يجب ان يواصلا القيام بمبادرات مع المجتمع الدولي للحد من العنف والتخفيف من معاناة الشعب السوري".

من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف كما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية ان اوباما وبوتين "تبادلا التحية في مستهل اللقاء واجريا مناقشة مقتضبة جدا"، من دون ان يدلي بمزيد من التفاصيل.

وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس في المكان ان الرئيسين تحادثا لوقت قصير ثم تصافحا قبل ان ينضما الى القادة الاخرين الذين يشاركون في قمة ابيك.

كذلك، حض الرئيس الاميركي بوتين على احترام التزامات روسيا التي نصت عليها اتفاقات مينسك، مشددا على تمسك الولايات المتحدة وشركائها باحترام سيادة اوكرانيا.

تسوية أزمة اوكرانيا

قال باراك اوباما انه في الوقت الحالي "انوي انهاء عملي في الشهرين المقبلين وبعد ذلك اذهب مع ميشيل في عطلة وامضي فترة راحة وبعض الوقت مع ابنتي واكتب قليلا وافكر".

كان اوباما قد انتقد بقسوة ترامب خلال الحملة الانتخابية. وقد اتهمه خصوصا بتقويض "الديمقراطية الاميركية" بينما كان رجل الاعمال الشعبوي متوترا بشأن الطريقة التي سيتلقى فيها حكم صناديق الاقتراع في الثامن من نوفمبر.

واثار اوباما مفاجأة في ليما بتأكيده انه يريد التأثير بشكل حاسم على السياسة الدولية حتى النهاية، خصوصا في الملف الاوكراني مع روسيا بينما بدأ بوتين وترامب بحث القضية.

وقال الرئيس المنتهية ولايته "دعوته (بوتين) الى اعطاء توجيهات الى مفاوضيه ليعملوا معنا، فرنسا والمانيا واوكرانيا، لنرى ما اذا كان من الممكن التوصل الى تسوية قبل نهاية ولايتي".

وبعد ضم شبه جزيرة القرم من قبل روسيا في مارس 2014، الخطوة التي سببت توترا غير مسبوق منذ انتهاء الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن، فرضت الولايات المتحدة عقوبات قاسية جدا على روسيا.

فرصة لترامب

اثار فوز ترامب قلقا في اوكرانيا، الجمهورية السوفياتية السابقة، خصوصا بعدما اتهم منافسته هيلاري كلينتون بانها "دمية" بيد بوتين.

وفي ما يتعلق بالمشاريع الحمائية لترامب، سعى اوباما الى تهدئة قلق شركائه. وطلب منهم منح الرئيس المنتخب "فرصة"، مؤكدا ان "الحكم لا يجري دائما مثل الحملة الانتخابية".

وتشعر دول آسيا المحيط الهادئ بالقلق خصوصا من تهديدات تخلي ادارة ترامب عن "الشراكة عبر المحيط الهادئ"، اتفاق التبادل الحر الذي وقع في 2015 بين 12 بلدا في المنطقة ويستبعد الصين.

وانتهزت الصين فرصة قمة "ابيك" في ليما لتطلق مبادرتها البديلة "الشراكة الاقتصادية التكاملية" وهي مشروع اتفاق للتبادل الحر بين دول رابطة جنوب شرق آسيا، واستراليا والصين والهند، لكن من دون الولايات المتحدة.

وكان قد قال اوباما ان "شركاءنا قالوا بوضوح انهم سيسيرون قدما في الشراكة عبر المحيط الهادئ ويرغبون في القيام بذلك مع الولايات المتحدة".

وحذر بشكل غير مباشر ترامب من التخلي عن هذه الاتفاقية معتبرا ان ذلك سيفتح طريقا واسعا للمبادرة الصينية المطروحة وهذا قد لا يكون بالضرورة مفيدا للولايات المتحدة. وقال "نشهد دعوات الى اتفاقات تجارية اقل طموحا في المنطقة بشروط اقل وحماية اقل للعمال والبيئة".