أعلن توني بلير انه يريد مكافحة القوى الشعبوية التي أخرجت بريطانيا من الاتحاد الاوروبي وأوصلت دونالد ترامب الى البيت الأبيض بردود سياسية قوية على مشاعر الغضب والاستياء من العولمة.

لندن: بادر رئيس الوزراء البريطاني الأسبق الى تشكيل منظمة جديدة سيُعلن عنها في السنة الجديدة. وستعمل المنظمة كقوة مناهضة لبريكسيت، لكنها لن تقصر نشاطها على بريطانيا، بل ستواجه القوى العالمية التي أدت الى بريكسيت، وتعالج اسباب الضعف الذي اعترى يسار الوسط في الساحة السياسية.

وقال بلير انه يهدف الى تعبئة ما يسميه "الوسط الذي لا صوت له" ليستعيد جاذبيته التي فقدها في السنوات الأخيرة الى القوى الشعبوية الصاعدة.

ولا تزال تفاصيل التنظيم الجديد قيد الدرس، ولكن هدفه الرئيسي سيكون تقديم اجابات سياسية قوية عن قضايا مثل ركود الأجور والهجرة ومعاداة السامية والمواقف المناهضة للعولمة.

ويشير خصوم بلير الى انه يجسد النخبة العالمية ويمثل طبقة سياسية فقدت ثقة الناخبين وبالتالي فانه سيقدم خدمة لقضية بريكسيت.

فراغ

ولكن صحيفة الغارديان نقلت عن مصدر متحالف مع بلير قوله ان رئيس الوزراء الأسبق "يعتقد ان هناك فراغاً في معسكر الوسط في السياسة البريطانية حيث لا يوجد من يعبر عن وجهة نظر ملايين المواطنين. كما انه يعتقد ان يسار الوسط يجب ان يستعيد راديكاليته ويرى ان حزب العمال عطَّل الفكر". واضاف حليف بلير ان اهتمامه يتركز على طرح سياسات بديلة لا تقتصر على اوروبا وحدها لأسباب منها "شرعنة رده السياسي".

ويمكن ان يواجه بلير تحدياً لتنظيمه الجديد من قوى وسطية منافسة مؤيدة للاتحاد الاوروبي ترى ان رئيس الوزراء الأسبق ليس السفير المناسب لتمثيل الوسط ضد الشعبوية. ويقترح البعض ان الن ميلبرن، رئيس حزب العمال السابق، سيكون ممثلا أفضل لقضية الوحدة الاوروبية، لا سيما وانه يعمل من اجل اجراء استفتاء جديد.

واختار بلير الرئيس السابق لفرع حزب العمال في اسكتلندا ووزير الدفاع السابق في حكومة الظل جيم مرفي كأحد مستشاريه بشأن التنظيم الجديد.

كما سيعمل في التنظيم الجديد باتريك لاوفران مستشار بيتر ماندلسن حين كان الأخير وزير الأعمال.

واجرى بلير مباحثات بشأن مبادرته الجديدة مع وزير الخزانة السابق جورج اوزبورن ونواب عماليين قياديين مؤيدين للاتحاد الاوروبي وزعيم الديمقراطيين الأحرار السابق نك كليغ الذي ينصرف الآن الى دراسة آثار بريكسيت على قطاعات مختلفة من الاقتصاد البريطاني.

عودة نشطة

وينظر بلير الى بريكسيت على انه أكبر تحدٍ يواجه السياسة البريطانية وهو يرفض الرأي القائل ان سجله لا يؤهله لطرح بديل بسبب قرارات مثل المشاركة في حرب العراق. وقال المصدر ان بلير "يعتقد ان هناك من هم مستعدون للاستماع الى تحليله، وربما السير خلفه". 

وكان بلير لمح في مناسبات مختلفة الى امكانية عودته الى معترك السياسة بنشاط. وقال ذات مرة "ان الوسط فقد القدرة على الاقناع وأداته الأساسية للتواصل مع المواطنين الذين يسعى الى تمثيلهم. وبدلا من ذلك نشهد تقارب اليسار المتطرف واليمين المتطرف".

واضاف "ان اليمين يهاجم المهاجرين في حين ان اليسار يهاجم المصرفيين ولكن روح التمرد وصب الغضب على من يمسكون مقاليد السلطة والادمان على اجابات ديماغوجية مبسطة عن قضايا معقدة واحدة لدى المعسكرين المتطرفين. ويكمن في اساس ذلك كله عداء مشترك للعولمة". 

أعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". المادة الأصلية منشورة على الرابط التالي:

https://www.theguardian.com/politics/2016/nov/21/tony-blair-hoping-to-revitalise-centre-ground-with-political-comeback