الرباط: أعلنت كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر وسلطنة عمان والأردن واليمن والصومال، بالاضافة الى المغرب، انسحابها من القمة العربية - الافريقية التي تحتضنها مالابو عاصمة غينيا الاستوائية، ما لم تعد الأمور إلى نصابها، بطرد وفد "الجمهورية الصحراوية" من القمة، وهي "الجمهورية" التي اعلنتها جبهة البوليساريو من جانب واحد عام 1976 بدعم من الجزائر وليبيا، وسط مساندة جل الدول المشاركة، لهذا الموقف الواضح والمنسجم مع مبادئ القانون الدولي وعلى رأسها احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية.

وذكرت وزارة الخارجية المغربية في بيان، تلقت "إيلاف المغرب" نسخة منه، أن المملكة المغربية ومعها دول عربية وأفريقية أخرى حرصت على توفير جميع وسائل الدعم وجميع الظروف الملائمة لإنجاح القمة العربية - الأفريقية الرابعة التي تحتضنها جمهورية غينيا الاستوائية، مجددة التقدير الكبير لهذا البلد الأفريقي الصديق، رئيساً وحكومة وشعباً، على المجهودات الجبارة التي قام بها في هذا الشأن.

وأضاف البيان أن المغرب وتلك الدول كانت ولا تزال على وعي تام بما تمثله الشراكة العربية- الأفريقية من أهمية وما تشكله من رهان يصب في اتجاه تعزيز مكانة المجموعتين ودورهما في إحلال الأمن والسلام في العالم، وخدمة تطلعات الشعوب في التنمية وصيانة كرامة المواطن العربي والافريقي، مع احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية والمساواة بينها.

وأبرز البيان ذاته أن تشبث تلك الدول بهذه المبادئ كان ولايزال قوياً بنفس القدر الذي حرصت به على التقيد بالضوابط المشتركة التي سمحت بإعادة إطلاق الشراكة العربية - الافريقية عبر القمة الثانية التي عقدت في سرت سنة 2010 ، والقمة الثالثة التي إلتأمت في الكويت سنة 2013.اذ كان من بين هذه الضوابط، المنبثقة عن احترام الوحدة الترابية للبلدان، أن تقتصر المشاركة في الأنشطة التي تجمع الطرفين على الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة. بيد أنه لوحظ إخلال بهذه الضوابط، إذ وضع علم ويافطة باسم كيان وهمي داخل قاعات الاجتماعات.

وشدد البيان على انه وبعد أن بذلت تلك الدول ومعها دول أخرى جهوداً مسؤولة وصادقة للتشبث بالضوابط التي أجازتها القمم العربية - الافريقية السابقة، ظل الوضع على ما هو عليه. فوجدت تلك الدول نفسها مضطرة، مع كامل الأسف، إلى الانسحاب من أشغال المؤتمر حتى لا تكون طرفاً في الإخلال بالضوابط المشتركة العربية - الإفريقية، وحتى لا يسجل عليها التاريخ أنها تراجعت عن المكتسبات المشتركة التي ستسمح للعرب والأفارقة ببناء المستقبل ومواجهة التحديات الأمنية والتنموية الماثلة أمامهم.

وكان أنيس بيرو، رئيس الوفد المغربي المشارك في القمة، والوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة في الخارج، قد احتج على حضور "الجمهورية الصحراوية" في قمة مالابو.

وبذل نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح الذي يرأس اجتماع وزراء خارجية القمة المستمر لليوم الثاني على التوالي، جهداً دبلوماسياً لإنقاذ الاجتماع من الانهيار، غير أنه لم ينجح في ذلك في ظل تمسك الجانبين بمواقفهما المتباينة، مما عزز عوامل انهيار القمة العربية - الإفريقية، المقرر انطلاقها اليوم الأربعاء.

وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن هناك تباينًا في الرؤى بين الجانبين، حيث تتمسك الجامعة العربية بإبعاد وفد جبهة البوليساريو من القمة، فيما تصر مفوضية الاتحاد الإفريقي على مشاركته، مدعومة من طرف الوفد الجزائري.

وأضافت المصادر ذاتها أن القمة العربية - الافريقية أصبحت مرهونة بتلك الأزمة التي خطفت الأضواء، فيما فشلت الدولة المضيفة في اتخاذ قرار لمنع وفد "البوليساريو" كما فعلت الكويت في القمة الثالثة التي استضافتها في نوفمبر عام 2011.

وقال مصدر دبلوماسي افريقي رفيع، إن انسحاب المغرب ودول الخليج ودول عربية أخرى من القمة تسبب في "إخلال كبير بأعمالها، مما اضطر إلى رفع أعمال اجتماعات المجلس الوزاري إلى وقت لاحق لم يحدد بعد".