إيلاف من لندن: أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن مشروع القرار بشأن مواجهة وسائل الإعلام الروسية الذي يبحثه البرلمان الأوروبي يعد تمييزا بحق الصحافة الروسية وانتهاكا للقانون الدولي.

وقال قسطنطين دولغوف، مفوض حقوق الإنسان والديمقراطية في الخارجية الروسية في حديث لـ"روسيا اليوم ـ RT"، إن روسيا ستواصل العمل ضد محاولات حظر نشاط وسائل إعلام روسية في عدد من الدول، مشيرا إلى أن معدي مشروع القرار هذا يخشون العمل الفعال الذي يقوم به الإعلام الروسي. 

وقالت مارغاريتا سيمونيان رئيسة تحرير قناة (روسيا اليوم ـ RT) إن القرار الأوروبي حول مواجهة الإعلام الروسي انتهاك مباشر لحرية الإعلام وحقوق الإنسان.

واعتمد البرلمان الأوروبي ومقره ستراسبورغ، اليوم الأربعاء، قراراً اعتبر فيه أن قناة "RT"، ووكالة "سبوتنيك"، وصندق "العالم الروسي"، إضافة إلى وكالة "روس سوترودنيتشيستفو" التابعة لوزارة الخارجية الروسية، تمثل تهديدا إعلاميا للاتحاد الأوروبي وشركائه في شرق أوروبا.

وقد صوت لصالح هذا القرار من بين 691 نائبا شاركوا في الاجتماع 304 نواب، فيما عارضه 179 نائبا، وامتنع 208 عن التصويت. يذكر أن الوثيقة المعتمدة لا تعتبر ملزمة وتحمل طابع توصية. 

دعم مالي

وجاء في القرار الذي يحمل اسم "التواصل الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي حول كيفية مواجهة دعاية دول ثالثة"، والذي تقدمت به النائبة عن بولندا آنا فوتيغا، أن "روسيا تقدم الدعم المالي للأحزاب السياسية والمنظمات المعارضة في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وتستخدم عامل العلاقات الثنائية من أجل التفريق بين أعضاء الحلف".

ويقول قرار البرلمان الأوروبي الذي يطلق عليه اسم "اتصالات استراتيجية للاتحاد الأوروبي كوسيلة لمواجهة دعاية أطراف ثالثة"، إن روسيا تقوم بتمويل المؤسسات، والأحزاب المعارضة في الدول الأعضاء في الاتحاد، وتستخدم علاقاتها الثنائية بغية "بث الشقاق بين أعضاء الاتحاد".

ويشير القرار إلى أن موسكو تقوم بـ"الدعاية العدائية" ضد الاتحاد الأوروبي، حيث يعتبر معدو القرار أن "مواجهة روسيا تضاهي محاربة تنظيم داعش الإرهابي"، ويطالبون بتخصيص اعتمادات مالية أكثر للتصدي لوسائل الإعلام الروسية.

وكان موقع "EU Observer" أفاد في وقت سابق بأن مجموعة العمل في الاتحاد الأوروبي للتصدي للإعلام الروسي ستحصل على مليون يورو، كما ستحصل قناة " Euronews" على دعم مالي إضافي.

اسباب شخصية

واعترفت أنا فوتيغا، النائبة في البرلمان الأوروبي عن بولندا، التي أعدت القرار، بوجود أسباب شخصية استندت إليها أثناء إعداده.

وأوضحت فوتيغا في أثناء كلمتها التي ألقتها أمام نواب البرلمان الأوروبي أنها واجهت طيلة حياتها العلنية سياسة الاتحاد السوفياتي السابق والاتحاد الروسي التي تمارسها موسكو في مناطق نفوذها التقليدية، بحسب تعبيرها.

وأضافت فوتيغا أن هذا الأمر (نفوذ روسيا) يمثل تهديدا لسيادة الاتحاد الأوروبي عموما، ولدول أوروبا الشرقية والوسطى خاصة.

انتقادات

وتعرض قرار برلمان ستراسبورغ للانتقادات من قبل بعض النواب الأوروبيين. فقد أعرب إيميريك شوبارد النائب الأوروبي عن فرنسا عن أمله في أن عدد الأصوات المطلوبة للموافقة على القرار لن تكون كافية لذلك، مشيرا إلى أن هذا القرار لا يأخذ في الاعتبار وجود دعاية مضادة لروسيا.

وأعلن جان لوك شافاوزير، النائب الأوروبي الآخر عن فرنسا أن النشاط الإعلامي الأميركي هو الذي يمثل خطرا على الاتحاد الأوروبي، وليست الدعاية الروسية، بحسب تعبيره.

وكان هافير كاوسو، النائب في البرلمان الأوروبي عن إسبانيا طالب في وقت سابق باعتبار روسيا شريكا محوريا للاتحاد الأوروبي ولاعبا رئيسا على صعيد الأمن الدولي، وفي محاربة تنظيم "داعش"، إضافة إلى مطالبته برفع العقوبات المفروضة على موسكو، واستئناف عمل اتفاقية روسيا ـ الاتحاد الأوروبي.