إيلاف من واشنطن: تحتفل الولايات المتحدة اليوم بعيد الشكر، بالتزامن مع ما يمكن وصفه بـ "الانتفاضة" من بعض سكان البلاد الأصليين في ولاية شمال داكوتا.

وبدأ الاحتفال بهذه المناسبة منذ عام 1621، حينما انقذت مجموعة من سكان البلاد الأصليين (الهنود الحمر) أول طليعة من المستعمرين البيض من الموت على السواحل الشرقية لما يعرف اليوم بالولايات المتحدة.

ومنذ أربعينات القرن الماضي تحول "عيد الشكر" إلى يوم عطلة رسمية، وحدد له الخميس الذي يسبق السبت الأخير من شهر نوفمبر، وصار بالنسبة للأميركيين حدثاً "يشكرون فيه الله على ما أتاهم خلال العام" وتوازي أهميته عيد الميلاد.

لكن بالنسبة للهنود الحمر، يمثل "عيد الشكر" إحياء &لـ "الخيانة التي تعرضوا لها من الرجل الأبيض الذي ردّ على الإحسان بحملات إبادة ضدهم أدت إلى مقتل الملايين منهم على مدى قرنين"، رغم أن كثيراً من المدارس الحكومية بدأت منذ سنوات طويلة في استغلال هذه المناسبة لإطلاع تلاميذها على تراثهم، وأنهم يحصلون على مميزات من الحكومة لا تتوافر لغيرهم من الأميركيين من الأعراق الأخرى.

خرق معاهدة

وهذا العام تحل هذه المناسبة، مع مظاهرات أخذت طابعًا عنيفًا ينفذها المئات من الهنود الأميركيين في ولاية شمال داكوتا، إذ يقولون إن الحكومة الأميركية خرقت معاهدة وقعتها عام 1851 مع أجدادهم، تقضي بأحقيتهم في ملكية مقاطعات في الولاية الواقعة شمال البلاد على حدود كندا.

ويعترض هؤلاء على أنبوب نفط يمر من خلال أراضيهم، إضافة إلى إنهم يقولون إنه سيلوث مياه أحد الأنهار، وهو ما تنفيه الحكومة. وقالت السلطة الامنية المحلية إن معارضي المشروع ارتكبوا اعمال "شغب" واضرموا عشر حرائق.

وتعتبر قبيلة ستاندينغ روك، وهي من السيو، خط الانابيب تهديدًا لينابيع مياه الشرب ولمواقع دفن فيها أجدادها.

واثار مشروع خط الانابيب التابع لشركة انيرجي ترنسفير بارتنرز حركة احتجاج متزايدة في الاشهر الاخيرة في الولايات المتحدة لدى قبائل الهنود وانصار البيئة والمدافعين عن السكان الاصليين لاميركا.

ووفقاً لوسائل إعلام أميركية، نقل نحو 26 من المتظاهرين إلى المستشفيات الاثنين الماضي، بعدما استخدمت قوات الشرطة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، للمعترضين على الأنبوب الذي يضخ النفط إلى ولاية ألنيوي في الجنوب وكلف 3.7 مليارات دولار وطوله 1172 ميلاً.

ونشرت محطة "سي ان ان" الأربعاء صوراً لإنفجار وقع في الأنبوب، ما كاد أن يؤدي إلى بتر يد أحد المحتجين، ونقلت عن شهود قولهم إن الشرطة أطلقت النار بإتجاه المتظاهرين.

ونقلت محطة "أن بي سي" الأميركية أمس، عن ديف أرشامبو، وهو زعيم إحدى القبائل في الولاية، قوله&"عشنا مع كثير مع الوعود التي تنقضها الحكومة... ونرى أراضينا تؤخذ منا بشكل غير شرعي".

إعلان حرب

وقالت المحطة إن المظاهرات مستمرة منذ أشهر، واعتقل المئات من الهنود الحمر ومن داعميهم، بتهمة "الاعتداء على ممتلكات الغير"، وهو ما ينفونه ويقولون إنهم ضحية لكسر معاهدات وقعتها حكومة الولايات المتحدة مع أسلافهم.&

واعتبر فرانك سانشيز، وهو من قبيلة سيوكس، في حديث مع صحيفة هافينغتون نُشر الأربعاء، "إن إنشاء هذا الأنبوب هو إعلان حرب".

وقالت الصحيفة إن هناك جهوداً تبذلها مجموعات ضغط في العاصمة واشنطن لتعطيل مشروع الأنبوب.