إيلاف من لندن: قالت تقارير من العاصمة الأردنية عمّان إن ساحات وحرم الجامعة الأردنية التي تعتبر (أم الجامعات)، تحولت اليوم الخميس إلى ساحة حرب بين طلابها مع اقتحام نحو 200 شخص من الخارج لها، بعد اشتباكات طالبية منذ يوم الإثنين الماضي واستمرت ليوم الأربعاء، كما فقد جهاز الامن العام السيطرة على الأمور.

وغادر رئيس الوزراء الأردني الدكتور هاني الملقي ووزير الداخلية سلامة حماد مبنى مجلس الأمة، حيث كان النواب ينوون التصويت على الثقة بالحكومة لمتابعة التطورات في الجامعة.&

وكان وزير الداخلية اختلى مع رئيس الوزراء ليبلغه بآخر التطورات، حيث غادر الرجلان مقر المجلس على نحو مفاجىء وسريع يثير تساؤلات عن مدى عمق أزمة الجامعة الأردنية.&

ورغم أن مصدراً أمنياً أعلن اليوم الخميس عن السيطرة على المشاجرة التي اندلعت مجدداً اليوم الخميس واعتقال 14 شخصًا من المساهمين فيها، إلا أن رئيس الجامعة الدكتور عزمي محافظة أعلن تعليق الدوام فيها اثر اقتحام مجهولين يقدر عددهم بـ 200 شخص مبنى الجامعة الاردنية، اثر مشاجرة سابقة، حسب موقع (عمون) الإخباري.

جانب من مشاجرات الخميس في الجامعة&

نشر قوات

وقالت التقارير إن جهازي الأمن العام والدرك نشرا قواتهما في محيط الجامعة، بعد أن خرجت الأمور عن السيطرة وعمت الفوضى في الجامعة الاردنية، التي طالما كانت مصدر إزعاج أمني للسلطات الأردنية في السنوات القلية الماضية.&

واضافت التقارير إلى أن حرم الجماعة تحول إلى ساحة معركة، خاصة بعد ان تبادل الطرفان اطلاق النار والرشق بالحجارة، فيما رشق الدرك الطرفين بالقنابل المسيلة للدموع.

وجرى تهريب الطالبات خوفًا على حياتهنّ من بعض بوابات الجامعة منها بوابة الاستشارات والهندسة، ودعا اساتذة الجامعة الطلبة الى البقاء داخل المباني خوفًا من اصابتهم بالرصاص الحي.

وتحدثت معلومات عن أن ملثمين من خارج الجامعة الأردنية اقتحموا حرم الجامعة يوم الثلاثاء، وتشاجروا مع آخرين، على خلفية احتكاك حدث يوم الاثنين، بين طالب ورجل أمن جامعي على البوابة الشمالية للجامعة.

رئيس الحكومة ووزير الداخلية غادرا جلسة النواب&

أسلحة&

وإلى ذلك، تساءلت حملة الدفاع عن حقوق الطلبة (ذبحتونا) عن كيفية دخل هذا الكم من الأسلحة والقناوي والسيوف والسواطير الى حرم الجامعة اليوم الخميس، علماً أن التهديدات باقتحام الجامعة كانت على أشدها منذ الأمس، وقالت على موقعها على (فيسبوك): لقد حذرنا من ذلك يوم أمس ها هو حدث اليوم.&

وتحدثت الحملة عن اقتحام أشخاص مجهولين لمبنى الكليات الإنسانية في الجامعة الأردنية، ويقومون بتكسير الأبواب بالسواطير والقناوي و"السيوف".&

اتهامات&

واتهم منسق حملة (ذبحتونا) الدكتور فاخر دعاس جهات خارج الجامعة بأن لها مآربها، فيما يجري داخل الجامعة الأردنية.

وقال في بيان نشره على موقعه على (فيسبوك) إن حجم تدخل قوى مناطقية وعشائرية من خارج اسوار الحرم الجامعي يؤكد على أن هنالك جهات خارجية مستفيدة مما يحدث ولها مآربها.

واضاف دعاس: من يتابع البيانات والبيانات المضادة التي تصدر عن طرفي المشكلة في الجامعة الاردنية وحجم تأجيج النزعات العشائرية والمناطقية الضيقة يصل الى الخلاصة أن اللغة المستخدمة في هذه البيانات لا يمكن ان تكون صادرة عن طلبة جامعات، وحجم الشتائم في التعليقات من كلا الطرفين يدلل على خطورة ما آلت إليه أوضاع جامعاتنا وانخفاض مستوى وعي طلبتنا وانصياعهم لنعرات عشائرية ومناطقية على حساب هيبة جامعتهم وسمعتها وسمعة واسم وطنهم.

وقال: لقد حذرت قبل أشهر قليلة من أن انخفاض حجم العنف الطلابي في جامعاتنا لا يعني أن المشكلة قد حلت، وان الظاهرة قد اختفت، بل على العكس، نرى أن هذه الظاهرة تراجعت في الاونة الاخيرة نتيجة تغليظ العقوبات، لكن لم يتم حل جذر الظاهرة المتمثل في غياب الوعي وتغليب الولاءات العشائرية والمناطقية على حساب الولاء للوطن.

واشار البيان الى عدم كفاءة أفراد الامن الجامعي الذين وصف ان بعضهم يجري تعيينه من دون تأهيله، وقال جزء كبير منهم اضحى جزءًا من مشكلة العنف الجامعي وليس جزءًا من الحل.
&