خاص بإيلاف من جنيف: بمناسبة الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات السويسرية الكويتية، تقيم جامعة جنيف ووزارة الخارجية السويسرية حفلًا على شرف الشيخ ناصر المحمد الأحمد الجابر الصباح، وذلك في الرابعة من عصر الجمعة بتوقيت جنيف. وعلمت «إيلاف» أن الشيخ ناصر المحمد سيتوجه إلى الكويت حالما ينتهي التكريم، ليكون في مقدمة المشاركين في الاقتراع في 26 الجاري، لانتخاب مجلس أمة جديد. 

في خلال الاحتفال، سيُمنح الشيخ ناصر المحمد أرفع ميدالية تقدمها جامعة جنيف، امتنانًا لمساهمته في إشعاع الجامعة في جميع إنحاء العالم، وتقديرًا لجهوده في تعزيز العلاقات الثنائية بين الكويت وسويسرا في المجالات كلها.

وكان جيوم بارازوان، عمدة مدينة جنيف بالاتحاد السويسري، وجه الدعوة للشيخ ناصر المحمد ليحل ضيف شرف على جنيف في 25 نوفمبر من أجل تكريمه، وذلك حين زار بارازوان الكويت في 14 من الشهر الجاري، احتفالًا بمرور خمسين عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين الكويت وسويسرا. 

علاقات عميقة

وكان الشيخ ناصر المحمد أكد عمق العلاقات الثنائية الدبلوماسية بين الكويت وسويسرا التي بدأت منذ ستينيات القرن الماضي، إذ قال في كلمة ألقاها في مأدبة غداء اقامها على شرف بارازوان والوفد المرافق له، بمناسبة زيارته الكويت، خصوصًا أن الشيخ ناصر الصباح أول مندوب دائم للكويت في المكتب الأوروبي والمكتب الدائم لهيئة الأمم المتحدة في جنيف بالاتحاد السويسري، تم تعيينه في عام 1966.

الشيخ ناصر المحمد والوفد المرافق له في صورة تذكارية مع جيوم بارازوان

أضاف الشيخ ناصر المحمد أن تجار الكويت كانوا يصدرون اللؤلؤ الثمين إلى الأسواق السويسرية في القرن التاسع عشر، وساهموا في الخمسينيات من القرن الماضي بفتح أسواق الخليج أمام المنتجات السويسرية، كما ساهمت الشركات السويسرية الخبيرة في المجال التقني بمشروعات إنشاء البنية التحتية الكويتية، ما حفز الجانب السويسري على افتتاح سفارة في الكويت عام 1975.

تفاهم بين الطرفين

وأكد الشيخ ناصر المحمد ان العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة تجلت بالزيارات المتبادلة بين المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين وتوقيع الاتفاقيات التي تعكس تفاهماً جيداً بين الطرفين في العديد من القضايا، معربًا عن اعتزازه بالزيارة الرسمية التي قام بها إلى مدينة بيرن في عام 2011 اذ إلتقى رئيسة الاتحاد السويسري وزار البرلمان السويسري حينها، مشيرًا الى ان العلاقات بين البلدين لا تزال تشهد تعاونًا مستمرًا في مختلف المجالات، «والاتفاقيات التي تم التوصل إليها مع الحكومة السويسرية في السنوات الأخيرة في المجالات المالية والقانونية والسياسية تعكس التفاهم الجيد بين الطرفين، وهذا التفاهم هو ما نعول عليه في استكمال مسيرة العلاقات المتميزة بين البلدين على مختلف الصعد».

موقف ثابت

في الحفل نفسه، استذكر الشيخ ناصر المحمد مواقف سويسرا المؤيدة للكويت في أثناء «عدوان صدام حسين على الكويت عام 1990 وتفاعل سويسرا مع الشعب الكويتي في محنته من خلال مطالبتها المستمرة بضرورة تطبيق القوانين والمواثيق الدولية وانهاء العدوان، وإننا لا ننسى موقف سويسرا ولا كيف تفاعلت مدينة جنيف مع معاناتنا إبان غزو صدام حسين عندما فتحت مدارسها لأبنائنا وقدمت خدماتها لكل الكويتيين المقيمين على أراضيها بالمجان».

وأعرب بارازوان عن اعتزازه بهذه الزيارة التي تتزامن مع الذكرى الخمسين للعلاقات السويسرية، وأشاد بموقف الكويت الثابت في الساحة الدولية في دعم الحوار في عملية السلام، الذي يتفق مع موقف سويسرا. وأضاف: «الكويت هي البلد الوحيد بالعالم الذي يخصص جزءًا من دخله السنوي لدعم البلدان والشعوب المحتاجة».​