«إيلاف المغرب» من الرباط: أجرى عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربيةالمعين أمس من المشاورات مع ادريس لشكر الامين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وجاء في بيان لحزب العدالة والتنمية أن عبد الإله ابن كيران استقبل صباح أمس إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وأضاف البيان أن اللقاء، الذي جرى بدعوة من ابن كيران، "دام زهاء ساعة، ومر في أجواء إيجابية، وتناولت المناقشة مسار تشكيل الحكومة". وأشار البيان إلى أن اللقاء "توج بتسجيل تقدم مهم في مواقف الطرفين حيث أصبحت اليوم أكثر تقاربا، كما أن الوضعية بخصوص المشاركة في الحكومة تحسنت عن السابق".

وأثار تعثر تشكيل الحكومة الجديدة بعد شهرين من تعيين الملك محمد السادس ابن كيران رئيسا لها جدلا واسعا في المغرب. ويتوفر حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه ابن كيران، والذي تصدر اقتراع 7 أكتوبر ، على 125 مقعدا في مجلس النواب . غير أنه يحتاج إلى أزيد من 200 مقعد ليشكل غالبية حكومية. وهذا الوضع يحتم عليه التفاوض مع باقي الأحزاب السياسية.

تشكيل الحكومة الجديدة

وكان يمكن تشكيل الحكومة الجديدة انطلاقا من الغالبية السابقة، والتي ضمت حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الحركة الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية، الى جانب الحزب القائد"العدالة والتنمية"، إذ تتوفر هذه الأحزاب مجتمعة في البرلمان الحالي على 201 من المقاعد، أي نحو 56 في المائة من الأصوات. غير أن التحولات التي وقعت في حزب التجمع الوطني للأحرار عقب الانتخابات واستقالة رئيسه صلاح الدين مزوار ، وعقد مؤتمر استثنائي انتخب خلاله عزيز أخنوش رئيسا جديدا للحزب، أثر على سير تشكيل الحكومة. بعد ذلك برز خلاف بين أخنوش وابن كيران حول دعوة هذا الأخير لحزب الاستقلال ليشارك في الحكومة المقبلة. وراجت انباء عن اجتماع حرى بين أخنوش وابن كيران قبل أسبوع في مراكش على هامش المؤتمر العالمي للمناخ ، قرب بين الرجلين.

 ويرتقب أن تعود المشاورات بين الحزبين من أجل تشكيل الحكومة بعد عودة أخنوش من الجولة الملكية في إفريقيا.

من جانبه ، أكد حزب الحركة الشعبية رغبته في المشاركة، وجدد المكتب السياسي للحزب خلال اجتماع جرى الأربعاء الماضي الثقة في المشاورات التي يجريها أمينه العام محند العنصر مع ابن كيران في هذا الشأن. 

و ثمن أعضاء المكتب السياسي للحركة بالإجماع المقاربة التفاوضية التي تبناها الأمين العام،مؤكدين تفويضهم له للإستمرار في المشاورات.

وأضاف البيان "فيما يخص ما تعرفه المشاورات من تعثر أكد أعضاء المكتب السياسي ثقتهم بأن رئيس الحكومة المكلف لديه ما يكفي من الحنكة والدراية لاقتراح حلول تنعش المفاوضات وتدفع بها إلى الأمام لتسريع بلورة أغلبية قوية ومتماسكة".

ومع الصدى الإيجابي للقاء أمس بين لشكر وابن كيران ، فإن معالم الحكومة المقبلة بدأت تتضح. ويرتقب أن تتشكل من خمسة أحزاب وتتوفر على 221 مقعدا في مجلس النواب .

التحالف المعلن

وتبقى الإشكالية التي على ابن كيران وأخنوش أن يجدا حلا لها ، هي التحالف المعلن قبل أسابيع بين حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الإتحاد الدستوري.

 وكان ابن كيران أبدى عدم ارتياحه لإشراك "الدستوري" في حكومته، مثلما أبدى حزب الأحرار عدم ارتياحه لاقتراح ابن كيران إشراك حزب الاستقلال.

وفي حالة عدم تفاهم ابن كيران وأخنوش يبقى البديل أمام ابن كيران هو حزب الإستقلال الذي يتوفر على 46 مقعدا نيابيا مقابل 37 مقعدا لحزب التجمع الوطني للأحرار.

ويرتقب أن يحسم أمر الأحزاب المشاركة في الحكومة خلال الأيام القليلة المقبلة، بعدهاستبدأ مرحلة اخرى من المفاوضات ، ويتعلق الامر بتوزيع الحقائب الوزارية ، واختيار رئيس لمجلس النواب.