الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

دعا الرئيس المصري إلى دعم الجيوش الوطنية في سوريا والعراق وليبيا.

ناقش عدد من الكتاب في الصحف العربية الدور الذي يتعين أن تلعبه مصر بشأن الحرب الدائرة في سوريا.

وبينما تساءل العديد من الكتاب عن حقيقة "الموقف المصري من الوضع في سوريا"، وصفه بعضهم بأنه "غير واضح وشديد الالتباس".

ويتزامن ذلك مع نفي مصادر رئاسية وعسكرية مصرية صحة تقارير تحدثت عن وجود قوات مصرية في سوريا ردًا. وكانت صحيفة "السفير" اللبنانية قد قالت يوم الخميس الماضي إن وحدة مصرية تضم 18 طيارا التحقوا بمقر هيئة الأركان السورية منذ نحو شهرين.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤخرا في مقابلة مع قناة برتغالية إنه من الأولى دعم الجيوش العربية الوطنية في سوريا والعراق وليبيا.

"موقف غير واضح"

ورأى علاء عريبي في صحيفة الوفد المصرية أن "الموقف المصري من الوضع في سوريا يبدو غير واضح وشديد الالتباس للعديد من البلدان، العربية والأجنبية، الكبيرة والصغيرة، لا أحد يعرف على وجه التحديد: مصر ضد من ومع من".

وتساءل عريبي: "هل تؤيد [مصر] مطالب الشعب السورى أم مع بقاء بشار الأسد؟، هل هي مع المعارضة أم مع ضرب المدن والمدنيين؟، هل تضع المعارضة المسلحة في سلة واحدة مع جبهة النصرة وغيرها من الإرهابيين أم أنها ضد تنظيم القاعدة فقط؟، هل تساند بشار عنداً في المملكة السعودية والإدارة الأمريكية أم خوفاً على أمنها القومي من الإرهابيين؟"

وكتب أحمد سيد حسن في القبس الكويتية قائلا: "يبدو أن القاهرة ما زالت تنظر إلى الجيش السوري بوصفه 'الجيش الأول' كما كان يطلق عليه أيام الوحدة بين البلدين (1958-1961)، واحتفظ الجيش المصري ولا يزال إلى الآن بلقب الجيشين الثاني والثالث. وتعتبر مصر حالياً أن هناك عناصر مشتركة بينها وبين النظام في دمشق تستدعي التنسيق والتقارب على رأسها القتال ضد التنظيمات الارهابية".

وتساءل حسن بدوره: "يبقي السؤال حول حدود الدعم المصري للجيش الأول، وهل يرقي إلى مستوى الدعم المقدم للجيش الليبي والجيش العراقي بالعتاد والتدريب؟"

أما محمود سلطان فانتقد في جريدة المصريون دعم السيسي للقوات الحكومية السورية، واصفاً ذلك بأنه "قرار سياسي وليس قرار للمؤسسة العسكرية".

واعتبر سلطان تصريحات الرئيس "أول إعلان رسمي مصري بشأن شكل 'المشاركة' المصرية في الأزمة السورية.. ويشير صراحة إلى وجود 'دعم'.. وطالما تحدث عن الجيش السوري، فهو في الحقيقة يتحدث عن دعمه عسكريًا... وحتى الآن، لا نعرف نوع وحجم وشكل هذا الدعم: تزويده بالسلاح أم المشاركة بقوات مصرية!"

وتساءل سلطان تحت عنوان "ندعم جيش بشار من 'وراء ظهر' البرلمان": "هل يجوز للرئيس أن يعلن رسميًا عن دعمه 'عسكريًا' لجيش بشار، بدون أخذ رأي مجلس الدفاع الوطني وموافقة ثلثي مجلس النواب؟"

وأضاف الكاتب: "سواء كان هذا 'الدعم' موجودًا فعلاً ... أم لا يزال معلقًا قيد الترتيب والتحضير له، فمن الضروري أن يخضع للنقاش القانوني والدستوري".

"مصر تستعيد دورها"

من ناحية أخرى، كتب نبيه البرجي في الديار اللبنانية مشيداً بتصريحات السيسي: "من زمان، ونحن ننتظر من مصر الموقف المدوي، كما الصوت المدوي. الآن، يعلو صوت الرئيس السيسي بعدما تبين له ان المساعدات التي قدمها بعض العرب لمصر انما تتوخى وضع اليد على مصر... والسيسي لم يقل إنه مع أي نظام بل قال إنه مع الجيش الوطني السوري ومع الجيش الوطني العراقي". وأضاف البرجي " بدا أن مصر تريد أن تستعيد دورها ".

وأشارت موناليزا فريحة في النهار اللبنانية إلى أن تصريحات السيسي كما التقارير الاعلامية "اكتسبت أهمية متزايدة لأنها تزامنت مع توتر متجدد بين القاهرة والسعودية ... بعدما أيدت مصر مشروع قرار روسي حول سوريا عارضته المملكة".

وأضافت فريحة: "لكن كلام السيسي ليس جديداً، خصوصاً أن القاهرة تمايزت دائماً في الملف السوري من حيث تركيزها على وجوب الحفاظ على الجيش السوري ووحدته وقوته... ومصر أكدت دوماً أن لا حل لتلك الأزمة إلا الحلول الدبلوماسية، وأن الحوار هو السبيل الوحيد لإنهائها، مع تكرار رفضها أي خيار يهدد وحدة الدولة السورية".