عادل الثقيل: يصف الأميركيون مدينة لاس فيغاس بأنها مدينة الخطيئة، بإعتبار أن من يزورها يرتكب جميع الخطايا التي يتحرج من فعلها في حياته العادية، لذا اشتهر المثل الذي يقول "ما يحدث في فيغاس يبقى في فيغاس".

لاس فيغاس هي أكبر مدينة في ولاية نيفادا وهي الولاية الوحيدة في أميركا التي تسمح بالدعارة، وكذلك ببيع الخمور طوال اليوم، ولعب القمار بلا قيود.

لكن الحقيقة، أن لاس فيغاس تغيّرت في السنوات الأخيرة فهي لم تعد عاصمة القمار في العالم فقط، بل تحولت إلى مدينة تسوق وتعرض على أرضها يومياً عشرات إن لم يكن المئات من العروض الفنية والمسرحية.

يشاع أن المدينة كان وراء نموها في خمسينات القرن الماضي عصابات المافيا التي كانت "صالات القمار" أحد مواردها الرئيسية، لكنها اليوم هي عاصمة عروض الأزياء ومسابقات الجمال ليس للنساء البالغات فقط، بل حتى للأطفال، ويزورها سنوياً أكثر من ٤٢ مليون شخص.

مشهد ليلي للشارع الرئيسي في لاس فيغاس

اللافت أن فنادق فيغاس هي من الأرخص أجرة في الولايات المتحدة، فحجز غرفة في فندق من أربع نجوم لا يكلف عادة أكثر من ٥٠ دولارًا، وربما هذا يعود إلى هذه الفنادق التي توصف بأنها "منتجعات" فهي عبارة عن مدن كاملة مغلقة فيها مطاعم ومحال تجارية وحانات وصالات قمار، وهذه المتاجر هي مصدر دخلها الرئيسي.

لا شك أن فيغاس هي كما توصف مدينة "مجنونة" فهي لا تنام مطلقاً وتقوم على الإبهار من خلال ما تبثه عبر شاشات العرض العملاقة في شارعها الرئيسي المسمى "ذا استرب" أو في العروض السحرية التي تقام في شوارعها ومطاعمها المزدحمة طوال العام.

الأكيد أن فيغاس التي سخر منها الأميركيون بأنها تسمح بكل خطيئة ترتكب على أرضها من أجل المال، أثبتت أنها وجهة لكل سيّاح العالم، حتى وإن كانت تقع في قلب صحراء قاحلة تتجاوز فيها درجات الحرارة 44 مئوية في الصيف، فعدد سياحها الآخذ بالتزايد دفع بعض المؤسسات المالية الكبرى وبيوت الأزياء العالمية إلى اتخاذها مقراً لبعض مراكزها الرئيسية، إضافة إلى اختيارها مكاناً لإقامة مسابقات الجمال،ومسرحاً للمناظرات بين المتسابقين إلى البيت الأبيض.