«إيلاف» من لندن: قال الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي العميد موطي الموز لـ«إيلاف»، إن الجيش الاسرائيلي جاهز لأي تطور، لكي لا يتفاجأ بأي عملية، وأضاف: «إن حادثة الاشتباك مع داعش في القنيطرة هي أمر غير عادي الا انه لا يشير الى تغيير في عمل داعش أو الفصائل المختلفة في سوريا» وأكد أن الجيش الاسرائيلي اثبت انه جاهز للرد الحازم، ولا يمكن مفاجأته.

هذا وكانت اسرائيل قد قتلت أربعة عناصر لداعش بحسب بيان الجيش الاسرائيلي، وعادت فجر اليوم الاثنين لتقصف موقعاً مهجورًا لداعش كان في السابق موقعاً لقوات حفظ وقف اطلاق النار الاوندوف في الجولان، وذلك كرسالة توضيح أخرى لداعش أن اسرائيل لن تسكت عن أي إستهداف لجنودها وسيادتها في الجولان وانها جادة في ما تفعله بحسب ما تقوله المصادر.

ومن المتعارف عليه أن العميد موطي الموز مطلع على كل صغيرة وكبيرة تحصل في الجيش الاسرائيلي، ولديه كم هائل من المعلومات والاسرار والتي يفضل عادة الاحتفاظ بها لنفسه والاجابة على الاسئلة بدبلوماسية ومحاولة الابتعاد عن إجابات من شأنها الكشف عن شيء تريد اسرائيل التستر عليه، التقته «إيلاف» في مكتبه بمقر قيادة الاركان الاسرائيلية بتل ابيب، وفي ما يلي نص الحوار:

ماذا تعني لكم عملية داعش في القنيطرة والاشتباك مع الجيش الاسرائيلي؟

العملية على ما يبدو هي محاولة لتجربة وفحص جهوزية وقدرة اسرائيل وردها على مثل هذا العمل وجهوزية الجيش والقوات الاسرائيلية على الحدود السورية، وكنت قد اكدت لمن قام بالعملية مدى إصرار اسرائيل على الدفاع عن سيادتها واراضيها وان أي اعتداء سيقابل بنفس الطريقة وقوة الرد ولكن الاهم بنظري هو الجهوزية في وقت الهدوء العام والرد بمكان العملية وبحزم دون الانجرار وراء الحدث وتصعيده ونحن اوعزنا لكل القوات الحذر دائمًا والرد على كل اعتداء على السيادة الاسرائيلية مع عدم الانجرار لأي استفزاز وقتل العناصر الاربعة رسالة لكل من تسول له نفسه الاعتداء على اسرائيل او المس بسيادتها في اي مكان.

هل تعتقدون ان داعش تعد لمرحلة جديدة في الجولان؟

لا اعتقد ذلك ولا نرى أي تغيير لدى داعش أو أي فصيل آخر في سوريا والعملية جاءت كما ذكرت ربما لفحص قدراتنا وجاهزيتنا ولم تكن صدفة يوم الاحد صباحًا بعد السبت، وهو يوم العطلة الاسبوعي وبالعادة يكون يومًا هادئًا وقليل العمل العسكري الروتيني.

تعزيز القوات

هل توقعتم مثل هذا الهجوم في منطقة مليئة بالفصائل والمقاتلين وتشهد قتالاً مستمرًا منذ خمس سنوات ونيف؟

نحن منذ بدء الازمة قرأنا الصورة جيدًا وبنينا جداراً على خط وقف النار بطول 110 كيلومترات وابعدنا انفسنا عن الحرب الدائرة هناك، ونظمنا الجيش بشكل آخر وفقًا لمتطلبات الوضع الراهن وعززنا القوات الخاصة لجمع المعلومات والاستخبارات، ونحن جاهزون لكل طارئ على طول الحدود ومستعدون للدفاع عن اسرائيل ومواطنيها بكل مكان وزمان وضد أي إعتداء سواء كان من فصائل المعارضة او النظام، وسياستنا التي ننتهجها هي عدم السماح لاحد بالمس بسيادتنا أو مواطنينا أو جنودنا، ومن ناحية اخرى الابتعاد عن أي عمل من شأنه ان يجرنا او يدخلنا في الازمة السورية او التصعيد مع القوى الفاعلة في سوريا فنحن لم ولن نتدخل ما دام الامر لا يمسنا مباشرة.

حزب الله يحارب في سوريا وهو يشكل خطرًا عليكم بصواريخه والان يكتسب خبرة في الحرب الى جانب الجيش السوري والروسي والايراني

نحن نرى الامور بشكل آخر بما يتعلق بحزب الله هو يحارب ويكتسب خبرة من جهة، ومن الناحية الاخرى يدفع ثمنًا باهظًا في عدد قتلاه وجرحاه والاموال التي ينفقها من ناحية أخرى، يمكننا قياس الامور بما يحصل على الارض فمنذ 2006 هناك هدوء على الحدود الشمالية وهذا هو ما يهمنا وان الجيش يقوم بكل ما يلزم من اجل امن وامان المواطنين وجلب الهدوء لهم وهذا الحاصل على الحدود منذ عشر سنوات وتخللتها هنا وهناك بعض العمليات لكننا عرفنا كيف لا نصعد.

اسرائيل وحزب الله

كيف ترون استعراض حزب الله العسكري في القصير قبل فترة، هل هو رسالة لكم؟

حزب الله يعرف اننا نعرف ما يوجد لديه وما هي قوته الحقيقية، وهو يعلم ايضا اننا مثلهم لا نريد التصعيد ومصلحة الطرفين في الهدوء وهذا هو الواقع على الارض وليس التصريحات والاخبار هنا وهناك الاهم هو ما يحصل على ارض الواقع والحقيقة على الارض أن الهدوء يسود منذ حرب تموز 2006 وأن كلا الطرفين لا ينويان التصعيد ونصر الله ذكر ذلك اكثر من مرة، اما ما يهمنا نحن كجيش اسرائيلي هو ان نكون على جهوزية واجزم انه لن تتم مفاجأتنا ابدا كما حصل سابقًا وسنرد بشكل يجعل الطرف الاخر يعرف ما هي قوتنا وقدرتنا.

هل تعتقد انه بعد انتهاء الازمة السورية وتفرغ حزب الله لاسرائيل سيواجهكم ؟

لا اعرف ماذا سيحصل والسؤال متى ستنتهي الازمة اسورية؟ لا احد يعرف ربما بعد اشهر ربما سنوات والى ذلك الحين نحن نبقى جاهزين والجيش يقوم بالتدريبات المكثفة على مدار العام وفي كل عام لذلك مسألة مواجهة أو لا هي أمر نأخذه بالحسبان ولا يمكنني الان ان اعرف أو اقول او اجزم متى يمكن ان يكون ذلك ولا تنسى اننا في منطقة كل شيء فيها وارد، لذلك نحن نتحضر ونتدرب، وكما ذكرت سابقًا لن نتفاجأ مرة أخرى.

كيف ترون مسألة التنسيق الميداني بين حزب الله والجيش الروسي بحسب ما نشر مؤخرًا في صحيفة لبنانية؟

هناك فارق زمني كبير بين ما ينشر وبين ما يحدث على الارض ولا اعتقد أن كل ما يقال يحدث فعلاً، فهناك الكثير من الاخبار والمعلومات تنشر ويتحدون بها ويتناقلونها الا انها تكون بعيدة كل البعد عن الواقع والحقيقة، ومن ناحية أخرى نحن لا نعلق على هذه الامور فلدينا معلوماتنا الخاصة ونجمع المعلومات ونقوم بالرص والمراقبة والعمليات الاستخباراتية لنعرف كيف نتصرف مع اي تطور، والوضع في سوريا متغير جدًا، وكل يوم هناك شيء جديد في المنطقة وهذا ينطبق على حزب الله ومهمة الجيش هي ايجاد الحلول والمخارج لاي تطور أو تغيير في المنطقة، وللمثال سابقًا عندما كانت هناك دولة سورية كان عنوان واحد وهو النظام والامور معروفة وواضحة وأي خلل او حادث كان يمكن فهمه بشكل سريع وواضح للجانبين، اما الان فهناك نحو 150 فصيلاً يقاتلون في سوريا ونحو 150 علماً سوريًا جديدًا واحيانًا تلك الفصائل لا تعرف ما تريده من عملها او قتالها هنا وهناك، لذلك مهمة الجيش اصبحت معقدة وحساسة اكثر، ولهذا عززنا القوات في الشمال خاصة الاستطلاع والاستخبارات وجمع المعلومات بشتى الوسائل.

تعزيز القوات والرد العنيف هل هو رسالة ردع لاحد في المنطقة، وكيف ترون ايران في المعادلة؟

ايران لم تتغيّر لا قبل الاتفاق حول ملفها النووي ولا بعده، فهدفها يبقى نفسه وهو الحفاظ على موطئ قدم في المنطقة وابقاء نار الارهاب مشتعلة ونحن نعلم ذلك ونواجهه بأساليبنا وطرقنا، واقول دون أن يفهم ذلك تهديدا أن الجميع يعرف قدرة اسرائيل وقوتها وامكاناتها، وماذا نفعل ولا نتكلم كثيرًا، خذ قطاع غزة على سبيل المثال خلال خمس سنوات، ثلاث عمليات عسكرية وكل مائة متر شاهد على قدرة اسرائيل الحربية وما قد تفعله في المرة القادمة فهل هذا ما يريده الجانب الآخر؟ لا اعتقد ذلك ولا نحن ايضًا فنحن لا نهاجم احدًا بل ندافع عن مواطنينا وسيادتنا ونحن نعلم اننا في منطقة مشتعلة من حولنا واعتقد ان الطرف الاخر يعرف كيف يمكن ان نرد وما حصل في القنيطرة والاشتباك مع داعش يجسد السياسة الاسرائيلية، وهي تتلخص بعدم التدخل بشؤون الاخرين ولكن لن نقبل المس بسيادتنا أو مواطنينا، والجميع من حولنا يعلم ما هي قدراتنا ويعرف تمامًا اننا سندافع عن حدودنا وانفسنا بقوة.