نصر المجالي: اجتمع المشير خليفة بلقاسم حفتر القائد العام للجيش الليبي، الزائر لموسكو منذ يوم السبت الماضي، مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ووزير الدفاع سيرغي شويغو وعدد آخر من القادة الروس لبحث توطيد العلاقات الليبية ـ الروسية وخاصة في المجالات الدفاعية والحرب ضد الإرهاب. 

وكشف مصدر دبلوماسي روسي لصحيفة (إزفيستيا) أنه بالإضافة إلى المحادثات التي أجراها القائد العسكري الليبي في وزارتي الدفاع والخارجية، تم استقباله «على مستوى أرفع»، وذلك في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأضاف المصدر أنه من المتوقع أن يصل إلى موسكو قريبًا عقيلة صالح عيسى، رئيس مجلس النواب الليبي، الذي يقوم حاليًا بجولة في عدد من الدول العربية، بما فيها دول الخليج.

لافروف ـ حفتر 

وخلال استقباله للمشير خليفة حفتر، يوم الثلاثاء، قال وزير الخارجية الروسي إن موسكو تقيّم عاليًا دور العسكريين الليبيين في الدفاع عن استقلال ليبيا. وخاطب لافروف ضيفه الليبي قائلاً: "نقيّم دوركم في الدفاع عن استقلال الدولة ووحدة أراضيها. ونرى عمق تفهمكم للروابط دفاعًا عن السيادة وضرورة سحق الإرهابيين".

ونقل موقع (روسيا اليوم-RT ) عن لافروف قوله إن الجانب الروسي يدعو دائما إلى البحث عن سبل للمصالحة الوطنية في ليبيا بمراعاة القرارات المتخذة من قبل مجلس الأمن الدولي. ولفت إلى أهمية تبادل التقييمات حول هذه الأمور.

من جانبه، ثمن حفتر عاليًا الدعم الروسي في ما يخص تسوية الوضع في ليبيا. وأكد أن الجانب الليبي يريد أن تكون له دائمًا علاقات طيبة ومصيرية مع روسيا، ودعا إلى إعطاء دفعة جديدة لإحياء هذه العلاقات.

لقاء شويغو

وتابع أنه بحث خلال اللقاء مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، يوم الاثنين، عدداً كبيراً من المسائل المتعلقة بالأمور العسكرية، إذ استعرض الجانب الليبي كافة احتياجاته في مجال محاربة الإرهاب في هذه المرحلة، التي وصفها قائد الجيش بأنها عصيبة. وأعرب حفتر عن أمله في القضاء على الإرهاب في ليبيا قريبًا بدعم من روسيا.

وفي معرض الإجابة عن سؤال لـ RT إثر المحادثات في مقر الخارجية الروسية، أشاد حفتر بالدور الروسي في ما يخص الدفاع عن حقوق ليبيا في الأمم المتحدة، ولا سيما في ما يخص مسألة رفع حظر توريد الأسلحة المفروض على بلاده. وأعرب عن أمله في تسوية هذه المسألة قريباً، نظراً لوجود تفهم لاحتياجات ليبيا التي تقاتل الإرهاب، الذي هو عدو للعالم برمته. وأردف قائلاً: "نقوم بواجبنا، لكن إمكانياتنا متواضعة. الحمد لله نقترب من القضاء عليه (الإرهاب)".

وشدد المشير حفتر على أن خبرة ليبيا في مجال محاربة الإرهاب لا تقل عن خبرة الآخرين، كونها حاربت الإرهاب قبل أي دولة أخرى. وأعرب عن ثقته بأن الجانب الروسي يتفهم الوضع السياسي في ليبيا، مؤكدًا في الوقت نفسه أن موسكو تحترم الحظر المفروض على توريد الأسلحة إلى ليبيا، طالما لم يتم التأكيد على كون هذا الحظر قرارًا ظالماً.

توريد أسلحة 

ويشار في الختام، إلى أن السفير الروسي لدى طرابلس إيفان مولوتكوف كان كشف أن حفتر ناقش مع شويغو موضوع توريد أسلحة روسية إلى ليبيا. وتابع أن القائد العام للجيش الليبي اجتمع أيضًا مع أمين عام مجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف، مضيفا أن الموضوع الرئيسي للمحادثات الروسية الليبية يتعلق بسبل مساهمة موسكو في تعزيز وحدة ليبيا وسلامة أراضيها.