اسطنبول: اكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء ان بلاده لم تتخل عن طموحها بالانضمام الى الاتحاد الاوروبي لكن لديها "العديد من البدائل الاخرى" في حال تعثر ذلك، في حين تشهد العلاقات بين انقرة وبروكسل توترا شديدا.

وقال اردوغان في خطاب القاه في مؤتمر دولي في اسطنبول "لم نغلق بعد مسالة الانضمام الى الاتحاد الاوروبي (...) لكن يجب ان لا ينسى احد ان تركيا لديها دائما العديد من البدائل الاخرى". 

وفي الاسبوع الماضي هدد الرئيس التركي الاتحاد الاوروبي ب"فتح الحدود" للسماح بمرور المهاجرين الراغبين في الوصول الى اوروبا غداة تبني البرلمان الاوروبي قرارا غير ملزم يدعو الى تجميد مؤقت لمفاوضات انضمام انقرة الى الاتحاد.

وقال اردوغان ان التصويت غير الملزم في البرلمان الاوروبي "اغضب" تركيا مضيفا ان بلاده ليست لديها حاليا مشاعر "ايجابية" حيال محدثات الانضمام. واكد انه اذا توقفت مساعي الانضمام الى الاتحاد الاوروبي "فسنواصل طريقنا بتقييم احد هذه البدائل". واضاف "لا اجد من الصواب الكشف عنها هنا لكننا بالتاكيد سنواصل محادثاتنا مع هذه البدائل". 

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، طرح اردوغان مرة اخرى فكرة الانضمام الى روسيا والصين في منظمة شنغهاي للتعاون، وهي تجمع امني واقتصادي فضفاض، يضم دولا اخرى هي كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان. 

الا ان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قال في مقابلة متلفزة في الاسبوع الماضي ان منظمة شنغهاي ليست بديلا من محادثات تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي. 

الانتظار عند الباب
تقدمت تركيا رسميا بطلب الانضمام الى الاتحاد الاوروبي العام 1987، الا ان المحادثات لم تبدأ الا العام 2005، رغم ان تطلعات انقرة لأن تصبح جزءا من الاتحاد تعود الى ستينات القرن الماضي. 

وقال اردوغان "اقولها للاتحاد الاوروبي: انتم لستم افضل بضاعة في السوق" مستخدما عبارة تركية تقليدية تعني ان الخيارات الاخرى عديدة. 

واضاف "لقد مارستم ضغوطا مماثلة على العديد من دول العالم. ماذا حدث؟ هل تدمرت؟ بمشيئة الله لا تستطيعون تدمير تركيا". 
وتزايدت الضغوط في العلاقات بين تركيا والاتحاد الاوروبي منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة للاطاحة بالرئيس التركي في 15 يوليو. 

وردا على المحاولة الانقلابية شنت السلطات حملة قمع شملت اعتقالات واقالات لعشرات الاف الاشخاص من المؤسسات الحكومية لتطهير "فيروس" الداعية الاسلامي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن الذي تتهمه انقرة بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل. 
وينفي غولن اية علاقة بالانقلاب. 

ويقول معارضو النظام التركي ان حملة القمع تجاوزت المشتبه بضلوعهم في الارهاب وان الحكومة تستخدمها لاسكات المعارضة، فيما تحض اوروبا تركيا على تنفيذ التزاماتها بشان حقوق الانسان. 

وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس الثلاثاء، اعتبر كزافييه بيتل رئيس وزراء لوكسمبورغ ان تركيا "تدوس يوميا" قيم الاتحاد الاوروبي، من خلال التفكير في اعادة تطبيق عقوبة الاعدام وتنفيذ حملات تطهير واسعة في الاشهر الاخيرة.

واضاف ان "القيم التي بني عليها الاتحاد الاوروبي تداس يوميا، لكني آمل في عودة تركيا هذا الشريك الذي كنت اثق به في الفترة الاخيرة". وقال بيتل ان "هذه الثقة ضعيفة، ضعيفة جدا" اليوم.

واضاف "في الوقت الراهن، لدينا اتفاق مع تركيا. نحترم الالتزامات، هذا مبدأ. واذا كان ثمة ارادة من جانبهم لخرقه، سآخذ علما بالامر، وسأعرب عن اسفي. لكن القول في الوقت الراهن ان المفاوضات تجري في الاتجاه الصحيح، سيكون نفاقا".

واثناء زيارة الى بروكسل وصف وزير شؤون الاتحاد الاوروبي في تركيا عمر جيليك تصويت البرلمان الاوروبي بانه "اكثر القرارات ظلما في التاريخ" ودعا الى التضامن. وقال "لو جرت مفاوضات موضوعية نزيهة .. لن يكون هناك سبب يمنع من ان تكون تركيا عضوا كاملا (في الاتحاد الاوروبي) اليوم".