نصر المجالي: أكد الأردن ونيوزيلندا خلال محادثات قمة جمعت الملك عبدالله الثاني ورئيس الحكومة جون كي في ويلنغتون تعزيز علاقاتهما في مختلف المجالات وخصوصاً الاقتصادية والتجارية والدفاعية. 

ويختم العاهل الأردني زيارة رسمية لنيوزيلندا اليوم الثلاثاء هي الأولى له منذ اعتلائه العرش قبل 17 عاماً، كما زار أيضاً استراليا، وكان النيوزيلنديون استقبلوه بالتحية المعروفة (الهونغي) التي هي أساساً هي التحية التقليدية للسكان الأصليين من قبائل الموري. 

وخلال محادثات الملك ورئيس الحكومة النيوزيلندي التي عقدت في مقر البرلمان النيوزيلندي، تم التاكيد على أهمية العمل على توسيع مجالات التعاون بين البلدين، خاصة ما يتصل بالاستفادة من خبرات نيوزيلندا الزراعية وتقنيات التوفير في استخدام المياه، وفي مجالات الطاقة المتجددة والبديلة، والتدريب المهني والتقني والتعليم من خلال زيادة عدد البعثات الدراسية النيوزيلندية لطلبة الماجستير الأردنيين.

وتم خلال الاجتماع الاتفاق على تحفيز القطاع الخاص في البلدين على القيام بزيارات متبادلة للتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة فيهما بمختلف القطاعات.

الملك يشارك في الاستقبال البروتوكولي (رقصة الهاكا) 

 

محاربة الارهاب

وحسب بيان للقصر الملكي الأردني، فقد تناولت المباحثات الجهود المبذولة في محاربة الإرهاب وعصاباته، حيث أكد الملك عبدالله الثاني موقف الأردن الداعي للتعامل مع هذا الخطر الذي يستهدف الأمن والاستقرار في العالم، ضمن استراتيجية شمولية، وبمشاركة جميع الأطراف المعنية.

وحول مستجدات الأوضاع على الساحة السورية، أكد العاهل الأردني ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية بمشاركة جميع مكونات الشعب السوري.

وتناولت المباحثات الأعباء التي تتحملها المملكة، جرّاء استضافة اللاجئين السوريين، حيث شدد الملك عبدالله الثاني على ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته تجاه الدول المستضيفة، وفي مقدمها الأردن.

كما جرى بحث جهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث تم التأكيد على ضرورة تكثيف الجهود لإحياء المفاوضات بين الجانبين، استنادا إلى حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية.

وتطرقت المباحثات إلى مستجدات الأوضاع على الساحة العراقية، خصوصا ما بعد عملية الموصل، حيث تم التأكيد على دعم استقرار العراق ووحدة أراضيه، ومشاركة جميع أطياف الشعب العراقي في العملية السياسية، إضافة إلى جهوده في التصدي لمختلف التحديات التي تواجهه وفي محاربة التنظيمات الإرهابية.

دور الاردن 

من جانبه، أشاد رئيس وزراء نيوزيلندا بالدور الذي يضطلع به الأردن في تحقيق الأمن والاستقرار على مستوى المنطقة والعالم، وقال إن الكثير من القادة الدوليين الذين التقاهم أشادوا بحكمة قيادة الملك عبدالله الثاني في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية.

وأكد أن بلاده تنظر لزيارة العاهل الأردني على أنها فرصة مهمة لتمتين العلاقات مع الأردن، في مختلف المجالات، مقدرا جهود المملكة في محاربة الإرهاب والفكر المتطرف.

وحضر المباحثات نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، والسفير الأردني غير المقيم في نيوزيلندا، وعن الجانب النيوزيلندي وزراء الخارجية، والدفاع، والتجارة، والصناعة والسفير النيوزيلندي غير المقيم في عمان.

استوديوهات ويتا 

وكان الملك عبدالله الثاني زار استوديوهات ويتا لصناعة الأفلام والإنتاج السينمائي، في العاصمة النيوزيلندية، ويلنغتون، حيث اطلع، خلال جولة له في مرافق الاستوديوهات، على أحدث التقنيات المستخدمة في صناعة الأفلام.

ودعا العاهل الأردني إلى الاستفادة من الإمكانيات الطبيعية التي يتميز بها الأردن، من مواقع سياحية مهمة مثل وادي رم والبترا في صناعة وإنتاج الأفلام السينمائية، مشيرا إلى النجاح الذي شهده تصوير العديد من الأفلام العالمية في هذه المواقع.

الهونغي 

ويشار إلى أن النيوزيلنديين كانوا استقبلوا العاهل الأردني عبدالله الثاني الثلاثاء، بالتحية التقليدية المعروفة باسم (الهونغي). وترمز هذه التحية إلى وحدة الحال بين الضيف والمضيف، بحسب معتقدات النيوزيلنديين.

وتمارس هذه الطقوس خلال استقبال المسؤولين والرؤساء وصناع القرار في العالم، وكثيرا من الشخصيات العالمية المشهورة تعلمت اداء هذه التحية.

كما شارك الملك في رقصة (الهاكا) الحربية التراثية في نيوزيلندا، والتي تأخذ شكلا بروتوكوليا في الاستقبال مختلفا عن دول العالم.