«إيلاف» من واشنطن: هدد الرئيس المنتخب الأميركي دونالد ترامب في خطاب الأسبوع الماضي بأنه سيوجه في اليوم الأول من دخوله البيت الأبيض دائرة الهجرة "بمحاربة استغلال (الشركات) لتأشيرات العمل".

وستتضرر شركات التقنية الكبرى في البلاد مثل غوغل ومايكروسفت وغيرهما، بشكل بالغ إذا ما عقدت الحكومة الأميركية إجراءات جلب عمّال من الخارج، ومن المتعارف عليه أن هذه الشركات تعتمد بشكل رئيسي على المهندسين الهنود، الذين يتم جلبهم بالآلاف سنوياً إلى البلاد.

فهؤلاء "الهنود هم من يتولون المناصب القيادية في جميع شركات التقنية الكبرى، وحققوا المستحيل، وتفوقوا على نظرائهم الأميركيين"، وفقاً لما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير نشرته في أغسطس العام الماضي.

هذه الشركات أساساً تعاني من التعقيدات في الحصول على تأشيرات عمل لمهندسيها، ففي العام الماضي لم تصدر سفارات أميركا سوى 65 ألف فيزة عمل في مقابل 195 ألفًا كانت أصدرتها في 2004.

موظفون من الهند

والعام الماضي لم توافق الحكومة الأميركية إلا على 12 ألف طلب من أصل 75 ألفاً تقدمت بها شركات تقنية لجلب موظفين من الهند، وفقاً لإحصاءات رسمية.

"من أتوا من الهنود للعمل في شركات التقنية الأميركية قبل عام 2004، تمكنت شركاتهم من مساعدتهم على الحصول على الإقامة الدائمة ومن ثم الجنسية، لكن الآن هذه الشركات بالكاد تستطيع تجديد تأشيرات العمل لموظفيها"، يقول نواز ظهير (28 عاماً) لـ "إيلاف" وهو يعمل في فرع شركة إنتل في مدينة فولسوم شمال كاليفورنيا.

ويضيف: "جئت إلى الولايات المتحدة بتأشيرة عمل قبل ست سنوات وستنتهي في مارس المقبل، ولا اعتقد أنه سيتم تجديدها خصوصاً مع وصول ترامب إلى الرئاسة، ونيته تبني سياسة متشددة في قضايا الهجرة".

ولتحاشي هذه المعضلة، لجأت شركات مثل مايكروسفت وأمازون وغيرهما إلى دفع موظفيها، حتى من أولئك الذين يتولون مناصب قيادية، إلى العمل غالبية الأسبوع من منازلهم.

ويقول رافي براكش (46 عاماً) إنه جاء من الهند عام 2000 للعمل، حيث عمل في مقر شركة أمازون في السليكون فالي شمال كاليفورنيا، التي ساعدته على الحصول على الإقامة الدائمة ومن ثم الجنسية في 2009 : "أنه لو لم تعقد إجراءات الحصول على تأشيرة عمل، لتضاعف عدد الهنود في أميركا، فشركات التقنية تفضلهم على غيرهم من الصينيين والكوريين، لأنهم يجيدون اللغة الإنجليزية، التي يبدأون في تعلمها منذ المرحلة الابتدائية".

ولاحظ "أن أميركا تعاني نقصاً في عدد مهندسي برمجة الكمبيوتر نتيجة تأسيس مئات من شركات التقنية في البلاد خلال العشرين سنة الأخيرة، ما أجبرها على جلب موظفين من الخارج".

 وقال إن هذه الشركات تحاول تجاوز تعقيدات الحصول على تأشيرات عمل، بمحاولة نقل خبرات موظفيها من الهنود إلى الأميركيين، لافتاً إلى "أن جزءاً رئيسياً من عمل كثير من ابناء بلاده هو إقامة الدورات التدريبية لموظفي شركاتهم".