نصر المجالي: كشف تقرير صحافي تركي عن قلق أنقرة من التزام واشنطن الصمت في ما يتعلق بطلبها تسليم زعيم منظمة "الكيان الموازي" فتح الله غولن المقيم في ولاية بنسلفانيا الأميركية، وتتهمه السلطات التركية بانه وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة في يوليو الماضي. 

وفي تقرير لافت، قالت وكالة الأنباء التركية الرسمية (الأناضول) إن الجهات الرسمية الأميركية المعنية ترفض على الدوام الإجابة على استفسارات مراسلها في واشنطن حول قضية تسليم غولن، كما تتحفظ على التعليق عليها أو كشف سير التطورات في شأنها للرأي العام.

وأضافت الوكالة أن وزارة العدل الأميركية، تصر على التزام الصمت وعدم الإدلاء بأي تصريحات في ما يتعلق بإعادة فتح الله غولن، وكذلك حيال طلب أنقرة توقيفه موقتًا، في ظل متابعة المسؤولين الأتراك ومباحثاتهم مع نظرائهم الأميركيين في هذا الإطار.

استفسارات 

وتقول الوكالة إنه "في كل مرة يوجه مراسل الأناضول، استفسارات للوزارة، يكون ردها "لا نعلّق على القضية"، علاوة عن عدم كشفها سير التطورات أمام الرأي العام"، وتتابع: "ولدى توجيه ذات السؤال لوزارة الخارجية الأميركية، تقول إن "الجواب موجود لدى وزارة العدل". 

يشار إلى أن وزير العدل التركي بكر بوزداغ، كان قام بزيارة هي الأولى من نوعها على مستوى وزير عدل إلى الولايات المتحدة لبحث الأمر مع الأميركيين، في نهاية أكتوبر الماضي، ولإظهار مدى ما يعنيه لتركيا تسليم غولن إليها. 

كلام بوزداغ 

وفي تصريحات خلال وجوده في واشنطن، أكد بوزداغ تصميم بلاده لدى لقائه وزيرة العدل الأميركية لوريتا لينش، على تسليم واشنطن غولن إليها، كما أوضح أن وزارته أرسلت 4 ملفات للجانب الأميركي تتعلق بإعادة غولن.

ورفض المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، الثلاثاء الماضي، التعليق على سؤال صحافي لوكالة (الأناضول)، حول اتهام الاوساط الشعبية في تركيا، بضلوع الولايات المتحدة في المحاولة الإنقلابية الفاشلة التي وقعت ضد الحكومة التركية المنتخبة.

وألقى كيربي باللائمة على وسائل الإعلام التركية، كونها "لم تحاول فعل شيء لوقف هذا الأمر"، في إشارة إلى الاعتقاد بوجود دعم أميركي لعملية الانقلاب الفاشلة. 

سؤال الأناضول

وقالت وكالة (الأناضول) إنها سألت متحدث الخارجية، خلال الموجز الصحافي للوزارة، الثلاثاء، "هل تعتقد أن وجود غولن هنا، وليس الإعلام التركي، هو السبب الرئيس لشعور الشعب التركي بهذه الطريقة"؟. بيد أن اجابة كيربي جاءت "لا أستطيع أن أدخل عقول الشعب التركي، أو المسؤولين الأتراك". وشدد على أن بلاده "ليس لها أي دور في هذا الانقلاب". 

وأحال كيربي مراسل الاناضول إلى وزارة العدل الأميركية، عندما سأله عما "إذا كانت واشنطن قد اتخذت أي اجراءات أمنية لمنع فتح الله غولن من الفرار". وشدد على أن الإدارة الأميركية "تستمر بدعم الحكومة المنتخبة في تركيا وسنواصل العمل مع تركيا كعضو في في تحالف محاربة داعش.

ويختم الوكالة التركية تقريرها قائلة إنه "رغم الاتفاقية الموقعة بين الولايات المتحدة وتركيا، بتسليم المطلوبين، إلا أن واشنطن ترفض تسليمه إلى أنقرة، قبل انتهاء وزارة العدل الأميركية من دراسة الأدلة المتعلقة بدوره في المحاولة الانقلابية الفاشلة".