هافانا: سيتذكر الكوبيون مطولا على الارجح اين كانوا عند الاعلان عن وفاة فيدل كاسترو، فقد توقفت الموسيقى في جميع انحاء هافانا حزنا على "الاب" وهرع الناس لايقاظ احبائهم وابلاغهم الخبر.

والغيت الحفلات وفرغت الشوارع المزدحمة بعد اعلان الرئيس الكوبي راوول كاسترو، الشقيق الاصغر البالغ من العمر 85 عاما، على التلفزيون الحكومي وفاة فيدل حوالي منتصف ليل الجمعة.

وقالت يامارا غوميز التي كانت تعمل في احد الفنادق انه لدى اعلان الوفاة "اصيب الجميع بالذهول. كانت لحظة حزينة للغاية".

وخلافا لمرات كثيرة على مر السنين، لم يكن الامر مجرد خدعة هذه المرة. فقد توفي الرجل الذي نشأ معظم الكوبيين معه كزعيم لبلادهم.

وقال راوول كاسترو عبر التلفزيون الوطني "بألم كبير ابلغ شعبنا واصدقاءنا في الاميركيتين والعالم بان القائد الاعلى للثورة الكوبية فيدل كاسترو توفي عند الساعة 22,29 هذا المساء".

ولم يفصح عن سبب او ظروف الوفاة، لكن يعتقد ان كاسترو توفي في هافانا في المنزل حيث اقام بعد التنحي عن السلطة عام 2006 عقب جراحة في الامعاء.

وكان ماركو انتونيو دياز (20 عاما) العامل في غسل السيارات يحضر حفلا عندما توقفت الموسيقى فجأة.

وقال لفرانس برس "عدت الى المنزل وايقظت الجميع قائلا مات فيدل فاصيبت والدتي بالدهشة".

-"بمثابة خسارة اب"-

مع انتشار الخبر، في الضفة المقابلة رقصت الحشود واحتفلت في شوارع ميامي موطن لاكبر جالية كوبية مع المتحدرين منها.

لكن في هافانا، كان الامر مختلفا فقد شعر السكان بالحزن.

وقال ميشال رودريغيز وهو خباز يبلغ من العمر 42 عاما، ان فقدان "فيدل مثل خسارة الاب، فهو مرشد ومنارة هذه الثورة".

وكان ميشال لا يزال في متجره في وقت متأخر ليلا عندما سمع الخبر عبر الاذاعة. 

واصدرت الحكومة مرسوما ينص على تسعة ايام من الحداد وامرت بتنكيس الاعلام فوق المباني الرسمية والمنشآت العسكرية.

واضافت انه خلال الاسبوع المخصص لذكرى الزعيم الراحل سينقل رماد كاسترو ليجوب كل انحاء البلاد طوال اربعة ايام.

وستكون الجنازة في الرابع من كانون الاول/ديسمبر في سانتياغو دي كوبا، ثاني مدن البلاد (جنوب شرق) نظرا لاهميتها الرمزية لان فيدل اعلن منها انتصار الثورة.

ومع انتشار نبأ الوفاة في جميع انحاء العالم، بدا ان وسائل الاعلام المحلية اخذت على حين غرة. فقد استغرق الامر خمس ساعات حتى تنشر صحيفة "غرانما" المملوكة للدولة الخبر على موقعها الالكتروني.

-"لن يتم نسيانه ابدا"-

كان كاسترو مكروها من قبل الكثيرين بسبب خنقه المعارضة، لكنه كان محبوبا من قبل الآخرين لتوفير الرعاية الصحية الشاملة والتعليم مجانا.

وتسلم السلطة عام 1959 عندما كان في الثانية والثلاثين بلحيته السوداء وسيجاره بعد الثورة ضد الديكتاتور السابق باتيستا.

سبعون في المئة من الناس في هذه الجزيرة البالغ عدد سكانها 11 مليون نسمة لا يعرفون زعيما آخر غير فيدل.

وتقول ماسحة الشوارع مياكايلا كونسيغيرا (55 عاما) "ولدت في ظل هذه الثورة، وانا حزينة حقا".

وتضيف "كان رجلا فريدا من نوعه، مع اخطائه وفضائله. انها خسارة كبيرة. فهو رجل لن يتم نسيانه ابدا، من قبل اصدقائه او اعدائه".

بدورها، خرجت بلانكا كابريرا وهي ربة منزل تبلغ من العمر 56 عاما، الى حديقتها لتدخين سيجارة بعد سماع الاخبار.

وتقول لفرانس برس وسط حزن واضح على محياها "من الصعب تصديق ان فيدل قد رحل".

واشارت الى آخر خطاب لكاسترو خلال مؤتمر الحزب الشيوعي في وقت سابق العام الحالي عندما توقع ان "دوره" حان لكي يموت قريبا.

وكان كاسترو قال في الخطاب الذي القاه في نيسان/ابريل "قريبا سانتهي كما ينتهي الجميع".

وترى كابريرا "انه كان يحضر الشعب لهذه اللحظة، لكنه سيبقى معنا لسنوات مقبلة وهذا بلسم للالم".