في الوقت الذي تكثف الأمم المتحدة جهودها من أجل الوصول إلى عملية سلام بين الأطراف اليمنية، أثار إعلان الرئيس اليمني المخلوع علي عبد صالح والحوثيين بتشكيل حكومة جديدة في صنعاء ردود فعل غاضبة، وصفت الإعلان بالضربة القاضية، فيما أكد الرئيس هادي مواصلة الحرب والدفاع عن اليمن الاتحادي.

إيلاف من الرياض: قال المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد في بيان إن إعلان الحوثيين والمخلوع عن تشكيل حكومة جديدة في صنعاء يمثل عقبة جديدة ومثيرة للقلق أمام عملية السلام، ولا يخدم مصالح الشعب اليمني في هذه الأوقات الصعبة.

وأضاف مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن الثلاثاء إن تشكيل حركة الحوثيين المسلحة وحلفائها السياسيين حكومة جديدة لا يساعد البلاد أو عملية السلام. 

ووجهت هذه الخطوة التي أعلنت عنها وكالة أنباء سبأ الرسمية التي يديرها الحوثيون أمس الاثنين ضربة إلى جهود تساندها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب المستمرة في اليمن منذ 20 شهرًا.

مواصلة الحرب 

من جانبه قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إن إعلان الانقلابيين تشكيل "حكومة مسخ ميتة" هي في الحقيقة إثبات موقفهم الفعلي والعملي من المشاورات بشكل واضح وسوء نواياهم تجاهها وعدم جديتهم نحوها. 

وأضاف هادي في كلمة متلفزة بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال الذي يصادف 30 نوفمبر: "سندافع عن وطننا، سنحارب على الشواطئ، وسنسكن الجبال والتلال، وسنحرس المدن من البغاة ولن نستسلم"، مضيفًا: "إنهم يقضون على ما تبقى من آمل في مسار المشاورات، وينسفون كل جهود الحوار والسلام".

وأوضح "مازالت الأيدي مفتوحة للسلام شرط ان تعودوا عن غيكم وتسلموا بقرار الشعب وتحترموا ارادة الأمة اليمنية التي صاغتها حروفا وكلمات في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني".

 ورحب هادي بالجهود الأممية والإقليمية لاحلال السلام في اليمن، مؤكدا أن مفتاح السلام هو الالتزام بالمرجعيات الثلاث المتمثّلة في المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن وفِي مقدمتها القرار 2216 والذي تضمن إزالة الانقلاب وكل ما ترتب عليه من اجل العودة الى استكمال مسار العملية الانتقالية بحسب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية".

وقال الرئيس هادي "إن الحرب حين تشتعل فهي تأكل حتى من أشعلها، مضيفًا " أن اليمن قد اختارت طريقها يمنًا اتحاديا جديدا، يحترم كل اليمنيين على السواء من دون امتيازات لعرق أو عائلة او منطقة أو جهة أو مذهب أو حزب أو قبيلة، وسيفتح الشعب طريقه الى الحرية والعدالة والحقوق، وأيًا كان من سيقف في طريق الشعب فإن الشعب سيسحقه".

غضب خليجي

وأعربت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اليوم الثلاثاء، عن رفضها واستنكارها لإعلان الحوثيين والمخلوع علي صالح تشكيل "انقاذ" حكومة في اليمن.

وقال الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف الزياني في بيان صحافي نقلته وكالة الأنباء السعودية إن دول مجلس التعاون ترفض رفضًا قاطعًا تشكيل حكومة الحوثي وصالح في اليمن باعتبار أن حكومة الرئيس اليمني عبدربه هادي هي الحكومة الشرعية دستوريًا وقانونيًا، والتي تحظى باعتراف الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي والأمم المتحدة.

وأضاف الزياني أن تشكيل حكومة الحوثي وصالح في اليمن يبرهن على أن الحوثيين وأتباع صالح غير جادين في الدخول في المفاوضات السياسية ويسعون إلى تعطيل الجهود الحثيثة التي يقوم بها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ لوقف الحرب في اليمن وإعادة احياء المفاوضات السياسية بموجب خارطة الطريق الأممية للتوصل إلى حل سياسي وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216.

وكان مصدر مسؤول في الرئاسة اليمنية قد أشار في وقت سابق من اليوم إلى أن الخطوات التي أقدمت عليها ميليشيا الحوثي وصالح في إعلان ما سموه حكومة في صنعاء هو "تأكيد جديد للشعب اليمني وللعالم أن هذه القوى الانقلابية تعزز من نهجها الانقلابي وتدمر وتنهي أي خطوة ممكنة للحوار والسلام ومستمرة بنشر الفوضى والخراب ورعاية الإرهاب والسعي الى تمزيق الوطن".