نصر المجالي: أعلن الكرملين يوم الأربعاء أن تصريح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بأن القوات التركية موجودة في سوريا للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد كان مفاجئًا بالنسبة لموسكو، وإنها تتوقع تفسيرًا من أنقرة.

وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن تصريح الرئيس التركي يشكل بحق كلامًا جديدًا بالنسبة لنا، وأضاف كما نقلت عنه (رويترز) إن "هذا تصريح خطير للغاية ويختلف عن تصريحات سابقة وعن فهمنا للوضع. نأمل أن يزودنا شركاؤنا الأتراك بتفسير ما لهذا الأمر."

وعلى هذا الصعيد، علقت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على تصريحات الرئيس التركي قائلة: "درسنا أمس هذه المسألة. إن هذه التصريحات أثارت ضجة كبيرة، وحاولنا أن نفهم هل قال ذلك بالفعل وكيف نقل ما قاله. إن ما نقل عنه لم يكن تصريحًا مسجلاً له"، مؤكدة "نحن نعتمد على تصريحات علنية" فقط.

وأدان إردوغان في كلمة يوم الثلاثاء ما وصفه بفشل الأمم المتحدة في سوريا، وقال إن توغل تركيا في أغسطس الماضي عندما أرسلت دبابات ومقاتلات وقوات خاصة عبر الحدود كان بدافع السخط. وقال إردوغان "نحن هناك لتحقيق العدالة. نحن هناك لإنهاء حكم الأسد الوحشي الذي ينشر إرهاب الدولة."

زيارة لافروف

ويبدأ وزير الخارجية الروسي يوم غد الخميس زيارة لتركيا ستركز مباحثاته على التعاون في مكافحة الإرهاب الدولي خصوصًا في سوريا.

وقال بيان لوزارة الخارجية الروسية إن وزيري خارجية روسيا وتركيا سيرأسان اجتماعًا لمجموعة التخطيط الاستراتيجي المشتركة يتناول مناقشة العديد من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية. 

ولفت البيان إلى أن "التعاون في مكافحة الإرهاب الدولي خاصة في الجمهورية العربية السورية، وحل الأزمة السورية بالطرق السياسية من خلال إطلاق الحوار الوطني" يتصدران قائمة الاهتمامات. وأقرت الخارجية الروسية بـ"تباين وجهات نظر روسيا وتركيا حيال عدد من القضايا الدولية"، وأكدت، مع ذلك، نية الجانب الروسي "مواصلة الحوار البنّاء". 

ضغوط على موسكو

وإلى ذلك، أكدت وزارة الخارجية الروسية أنه كلما اقترب إيجاد حل للأزمة في سوريا كلما زاد ضغط الغرب على روسيا من خلال فرض عقوبات ضد موسكو.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية في مؤتمر صحفي، اليوم الأربعاء، إن "الضغط على موسكو وسوريا في هذه الأزمة الإنسانية" أهم من حياة المدنيين في سوريا، مؤكدة أن الضغوط الغربية على روسيا لن تنجح، لأن موسكو في الأزمة السورية تقف على "الجانب الصحيح".

وأكدت زاخاروفا أن معظم المساعدات الإنسانية الأممية تصل إلى مسلحين في سوريا، بمن فيهم عناصر تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي، الذين يستعملون هذه المساعدات لمصلحتهم، مضيفة أن 1% من كافة المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة تصل إلى مدينة دير الزور السورية، حيث يحاصر تنظيم "داعش" الإرهابي نحو 200 ألف شخص يحتاجون إلى هذه المساعدات.

شرعية القوات الروسية

وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية في ذات الوقت إلى أن الجانب الروسي مستعد للتعاون مع وكالات إنسانية دولية لتقديم المساعدات إلى المدنيين في سوريا، مشيرة إلى أن موسكو على خلاف غيرها من الجهات لا تتدخل في شؤون سوريا الداخلية، وذكّرت بأن القوات الروسية تعمل في سوريا بشكل شرعي وبطلب رسمي من الحكومة الشرعية.

وقالت إن المسائل الإنسانية يجب ألا تصبح أداة سياسية للضغط وتشجيع الإرهابيين.

وأشارت زاخاروفا إلى نجاح السلطات السورية في بحثها عن مخرج من المواجهة المسلحة، مضيفة أن القوات السورية تمكنت تدريجيًا من فرض السيطرة على أحياء شرق مدينة حلب وطرد المسلحين من هناك.

الخوذ البيضاء 

واتهمت المتحدثة باسم الخارجية الروسية منظمة "الخوذ البيضاء" غير الحكومية بتصوير مقطع فيديو مفبرك لتقديم مساعدة لـ"جريح" في مدينة سورية مدمرة، موضحة أن مقاطع فيديو نشرت في شبكة الإنترنت أظهرت أن موظفين عاديين من هذه المنظمة الإنسانية أرادوا تجسيد "كوارث الواقع السوري".

وقالت زاخاروفا إنه يجب ترشيح "الخوذ البيضاء" لنيل جائزة "أوسكار" للتمثيل بدلاً من ترشيحها للحصول على جائزة نوبل للسلام، داعية موظفي محطة "بي بي سي" الذين حاولوا تبرير خطوة "الخوذ البيضاء" إلى العمل على الأرض في سوريا. وأضافت أن هناك جهات تحاول الاستفادة من مأساة الملايين في سوريا لتحقيق أهدافها.