إيلاف من لندن: تعلق المصادر السياسية والدبلوماسية الروسية آمالاً كبيرة على الرسالة السنوية التقليدية التي سيوجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم غد الخميس، للجمعية الفيدرالية (البرلمان ) للاتحاد الروسي.

وتعتبر تلاوة الرسالة إلى البرلمان سنويًا، وفقًا للدستور، من واجبات رئيس الدولة، إذ يقوم بطرح تقييمه للأوضاع في البلاد، كما يحدد الاتجاهات الرئيسية للسياسة الداخلية والخارجية للمرحلة المقبلة.

وقالت وكالة (نوفوستي) إن الرسالة هي وثيقة سياسية قانونية، منهجية تعبر عن رؤية رئيس الدولة نحو التوجهات الاستراتيجية لتطور روسيا في المستقبل القريب وتشمل موضوعات أيديولوجية وسياسية واقتصادية ومقترحات محددة حول العمل التشريعي لمجلسي البرلمان، الدوما والاتحاد .

الرسالة 23 

واشارت إلى أن الرسالة العام الحالي ستكون الـ23 في تاريخ روسيا المعاصر والثالثة عشرة للرئيس فلاديمير بوتين. ووفقًا للتقليد المتبع تبدأ الفعالية منتصف النهار بتوقيت موسكو في قاعة غيورغي في قصر الكرملين الكبير.

وسيحضر توجيه الرسالة، أعضاء مجلس الدوما والاتحاد، أعضاء الحكومة الروسية، رؤساء المحكمة العليا والمحكمة الدستورية، المدعي العام ورؤساء اللجنة الانتخابية المركزية، هيئة الرقابة والتفتيش، المجلس الاجتماعي وقادة الكيانات الروسية وبعض الشخصيات الرسمية الرفيعة الأخرى وزعماء الطوائف الدينية الأساسية في روسيا وممثلو وسائل الإعلام. وسيجري بث الرسالة مباشرة عبر محطات الإذاعة والتلفزيون والانترنت.

وأضافت (نوفوستي) أن الرسالة إلى الجمعية الفيدرالية، تعتبر أحد أهم الأحداث الرئاسية في العام وتثير اهتمامًا كبيرًا لدى وسائل الإعلام الروسية والعالمية. وأفاد الكرملين أنه تم اعتماد 616 صحافيًا لتغطية الرسالة السنوية التي يوجهها فلاديمير بوتين إلى الجمعية الفيدرالية.

يذكر أنه تم العام الماضي اعتماد أكثر من 500 صحافي من مختلف الصحف والمجلات ووسائل الإعلام، بينهم صحافيون أجانب، بما في ذلك من تركيا والصين وأوروبا والولايات المتحدة وغيرها.

تنبؤات

وعشية تلاوة الرئيس الروسي رسالته السنوية إلى الجمعية الفدرالية، نقلت الوكالة تنبؤات لبرلمانيين حول ما سيركز عليه رئيس الدولة هذه المرة في كلمته.

ويرى النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، فلاديمير جباروف أن الرئيس سيعلن في الرسالة عن استمرار النهج نحو تعزيز مكانة روسيا في العالم والخطوات اللاحقة الخاصة بالتسوية في الشرق الأوسط وخصوصًا في سوريا. وأشار إلى أنه ليس من المستبعد أنه قد تتطرق الرسالة إلى موضوع علاقات روسيا مع أوكرانيا والوضع في جنوب شرق هذا البلد. وقال "أعتقد أنه سيتم تقديم موقفنا تجاه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وربما سنستمع إلى تمنيات واقتراحات بشأن التعاون البناء مع الشركاء الغربيين".

الوضع العسكري 

من جانبه، قال رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد، فيكتور أوزيروف إنه يتوقع أن يطرح الرئيس في الرسالة، تقييمه للوضع العسكري السياسي الناشئ في العالم.

وأضاف "أعتقد أن الرئيس سيتطرق إلى هذا الموضوع، وكذلك دور ومكانة روسيا في المجال الجيوسياسي الحالي".

واستطرد قائلا: "نحن ننتظر تقييمًا من قبل رئيس الدولة لحالة القوات المسلحة وقدرتها على تنفيذ المهام المكلف بها، بما في ذلك الأخذ في الاعتبار إعداد برنامج جديد للتسلح".

الداخل والاقتصاد

ويتوقع النواب وأعضاء مجلس الاتحاد أن يتطرق الرئيس إلى موضوع السياسة الداخلية قي رسالته.

ومع ذلك، تشير التوقعات الرئيسية للبرلمانيين حول الرسالة إلى المواضيع الاقتصادية باعتبارها الأكثر حدة في الفترة الحالية لتغلب البلاد على الأزمة.

وقال النائب الأول لرئيس كتلة "روسيا الموحدة" في مجلس الدوما أندريه إيسايف: "أعتقد أن الرئيس سيعير اهتمامًا جديًا لدرجة كافية لموضوع التغلب على الأزمة وموضوع تطوير الاقتصاد الروسي".