نازحون من حلب

نازحون من شرقي حلب يتجمعون لاستلام معونات غذائية

أبرزت صحف عربية المعارك في مدينة حلب السورية في ظل تقدم الجيش الحكومي في عدة مناطق كانت خاضعة لسيطرة المعارضة في المدينة.

وقد احتفت الصحف السورية الداعمة للحكومة بـ"انتصارات" الجيش السوري، بينما نددت صحف أخرى بـ"انتكاسة" الثورة السورية.

"نتائج محسومة"

قال أحمد حسن في البعث السورية إن نتائج معركة حلب أصبحت "محسومة، عاجلاً وليس آجلاً، لمصلحة الدولة السورية ويمكن اعتبارها، مع الفارق العسكري والجغرافي، مشابهة لنتائج معركة (العلمين) الشهيرة التي كانت نقطة تحوّل بارزة ساهمت في حسم المسار النهائي للحرب العالمية الثانية وجعلته مساراً باتجاه وحيدٍ لا ثاني له".

يضيف الكاتب أن "القرار السوري هو سيّد الموقف، فالعمليّة مستمرّة حتى تطهير كامل أحياء حلب وإعادة المدينة بأكملها إلى حضن الدولة السورية، وأكثر من ذلك، العمليات مستمرة، وستستمر على كل بقعة تراب دنّسها الإرهاب مهما كلّف الأمر، فما بعد حلب، رغم المصاعب التي لا ينكرها إلا كل مكابر، قد أصبح واضح الملامح، ولا ينكره إلا كل مكابر أيضاً".

على المنوال ذاته، كتب علي نصر الله في جريدة الثورة السورية قائلاً إن "حلب تقف على عتبة الخلاص من الوهابيين.... وما زال رهان رُعاة الإرهاب قائماً مُستمراً من تركيا إلى إسرائيل مروراً بالخليج.... وأوروبا العجوز، وانتهاء بإدارة أميركية ينبغي أن يشغلها حزم الحقائب المُتخمة بالفضائح، والاستعداد لمواجهة ما سيتكشّف منها لاحقاً، لا إضافة عناصر جديدة تُحفِّز على نبش ماضيها المُتصل بآخر أيامها التي تسبق مُغادرتها البيت الأبيض".‏

أما أسعد عبود فقد انتقد في نفس الصحيفة تصريحات وزير الخارجية القطري التي تحدث فيها عن استمرار دعم قطر للمعارضة السورية.

قال عبود "قطر لم تتوقف يوماً عن التسليح والتخريب والارهاب وقد أذت عدة دول أذىً كبيراً.. مصر.. تونس.. ليبيا.. العراق.. اليمن.. سوريا.. وهددت الجزائر... لو كانت الأمور تقارن بالأذى الذي يمكن لموقع أن يحدثه لكانت قطر العظمى فعلاً".

"طعنة للثورة"

من ناحية أخرى، وصف عبد الله المجالي في السبيل الأردنية تقدم القوات السورية في حلب بأنه "حرب إبادة شرسة تقوم بها مليشيات مسلحة غير سورية موالية لنظام الأسد مدعومة من إيران وقوات جيش النظام السوري".

قال المجالي إن "بسط النظام السوري سيطرته على كامل مدينة حلب يعني طعنة نجلاء للثورة السورية استراتيجياً، صحيح أنها لن تنهي الثورة ولكنها ستعيدها ثلاث سنوات للوراء".

يضيف الكاتب أن "المأساة لا تقف عند هنا بل بالمصير الأسود الذي ينتظر مئات الألوف من سكان تلك المناطق، حيث التشريد أو الاضطهاد لمن يتبقى".

عبرت موناليزا فريحة في النهار اللبنانية عن وجهة نظر مماثلة قائلة إنه "بقدر ما تشكل انتكاسة حلب ضربة عسكرية موجعة للمعارضة السورية، فهي أيضاً انتكاسة معنوية كبيرة. فالمدينة التي تأخرت في ركوب الموجة الشعبية سرعان ما تحولت عاصمة ورمزاً لها. ولطالما شكل صمودها تحت الحصار والقصف والبراميل المتفجرة بريق أمل في سوريا الجديدة. لذا لن يكون سقوطها أقل من انكسار كبير لما تبقى من روح الانتفاضة الحقيقية".

وتضيف فريحة أن "الخيبة كبيرة للسوريين والأحرار الذين تمسكوا بالانتفاضة مع كل ما شابها من انتهاكات وعلى رغم كل الوجوه المقيتة التي تسللت الى صفوفها وصارت وجهها البشع. ولعل حجم الخيبة أكبر من حجم الآمال التي تضاءلت تدريجاً في السنوات الخمس حتى بلغ الأمر بالكثيرين حد اليأس".

ورأى محمد أبو رمان في الغد الأردنية أن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تخلّى عن المعارضة في حلب. وهو ما تقوله مصادر مقربة من المعارضة الإسلامية ذات الصلة بتركيا، لكنّها لا تصرّح به علناً، خشية من خسارة الأتراك، وهم الحليف الوحيد، تقريباً، المتبقي لهم".

وأضاف أبو رمان أن "التدخل الروسي كان عاملاً مؤثراً جداً في الصراع، ورجّح كفّة النظام السوري والإيرانيين"، بينما يصف الكاتب الموقف التركي من سوريا بأن به "هشاشة وعدم وضوح استراتيجي".