«إيلاف» من لندن: قال وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري في كلمة في مؤتمر روما لحوارات البحر الأبيض المُتوسط (روما - ميد) حصلت «إيلاف» على نصها الجمعة ان هناك مجموعة من المُؤشِّرات التي افرزتها الحرب على داعش وفي مقدمها أنَّ 70% من الاراضي العراقيَّة قد تمَّ تحريرها من سيطرة التظيم، واكد قائلا "أنَّ داعش الآن لا يمتلك منفذاً حُدُوديّاً لخارج الأراضي العراقيَّة وسوريا كما استهدف التحالف الدوليّ قيادات مُهمَّة في داعش وهم يُعَدُّون نواباً للبغداديِّ أمثال "أبو أحمد العدنانيّ" وانخفضت نسبة اجتذاب المُقاتِلين الأجانب إلى 60% بناءً على قاعدة بيانات الآن تتوافر للمُقاتِلين الأجانب بالتعاون مع الإنتربول والدول المعنيَّة بمكافحة الإرهاب".

وأضاف ان اختلاف الدول في نظرتها إلى الإرهاب قد ادى إلى صُعُوبة اتفاقها على المُستوى الدوليِّ بشأن التعاون لمكافحة هذه الظاهرة، واشار الى أن مرحلة ما بعد داعش تشغل العراق كثيراً منذ أن وُضِعَت الخطط لتحرير الموصل على ثلاث مديات، الأوَّل: الإعداد لتحرير الموصل، والثاني: الدخول في المعركة الميدانيَّة وعملـيَّة تطهير الموصل من عناصر داعش، و الثالثة: ما بعد تحرير الموصل. ودعا الى ضرورة توافر الحلول العاجلة للنازحين، وإعادة الاستقرار في المناطق المُحرَّرة من قِبَل صندوقي إعادة الاستقرار الفوريِّ وإعادة الاستقرار المُوسَّع، وقال إنَّ مُشارَكة الخبرات الدوليَّة في إعادة الاستقرار تمثل أفضل الخيارات المُتاحة في هذا المجال .. منوها بأن بلاده بحاجة إلى مُراجَعة مُستمِرَّة للأولويَّات في ضوء ما تفرزه معركة الموصل من تحدِّيات.

واضاف ان الموصل ثاني أكبر مدينة في العراق بعد بغداد وهي مُتعدِّدة التكوين لذا ينبغي التفكير فيها، وإعادة بنائها .. مشددا على ان التحدِّي الأهمُّ الذي يواجه الموصل في الوقت الحاضر هو تحدٍّ إنسانيٌّ نتيجة ما خلـَّفته عصابات داعش الإرهابيَّة من أزمة إنسانيَّة. 

وقال إنَّ هنالك عدداً كبيراً من المُواطِنين من الموصل نزحوا الى الخارج وبعضهم هاجروا خارج العراق وكلُّ هؤلاء عندما يعودون إلى الموصل مثلما عاد إخوانهم في الأنبار وصلاح الدين يُريدون مُستشفيات لمرضاهم ومدارس لأبنائهم لذا فإن العراق يتحرَّك من جانب في محور أمنيٍّ عسكريٍّ قويٍّ تحققه القوات المسلحة ومن جانب آخر يتطلع إلى دعم دوليٍّ لإسناده في هذا الظرف الحادِّ لتذليل العقبات أمام النازحين.

الجعفري خلال مشاركته في مؤتمر روما

التحاق الشباب بداعش

واوضح الوزير العراقي ان الذي يجعل الشباب الذين يدَّعون أنـَّهم ينتمون إلى الإسلام يُمارسون هذا العمل الإجراميَّ هو ثقافة الشُعُور بالحرمان، فهم يشعرون أنـَّهم ينتمون لأغنى أمَّة في العالم، فالعالم الإسلاميّ يمتلك ثلثي احتياطيِّ النفط في العالم، ويمتلك امتداداً ديمغرافيّاً سكانيّاً إلى 51 بلداً في العالم، ويمتلك نفوساً عالية تـُقدَّر بمليار وستمائة ألف، ويُمثـل مُلتقى القارَّات الثلاث: آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، ويمتلك تاريخاً حضارياً عريقاً قديماً يمتد إلى 1400 سنة ومع ذلك يعيشون فقراء، والأنظمة فـُرِضت عليهم، فأصبح لديهم حالة من الشُعُور المُزدَوج أنـَّهم يعيشون في بلدان غنيّة بل من أغنى بلدان العالم، وهم يعيشون في الفقر، أُفقِروا بالقوة فسبَّب لديهم حالة من الانتقام، وأتت نظريَّة داعش، وفلسفة داعش القائمة على إيجاد حالة الرعب عن طريق الترويع، إذ يمارسون الرعب على الضحيَّة يقتلونه بطريقة بشعة حتى يُخيفوا الناس.. ونوه بأن كلُّ نظريَّة داعش تقوم على هذا لذا فهناك أمسِّ الحاجة لطرح المُعادِل الثقافيَّ لهذه الثقافة المنحرفة التي ستبقى تمتدُّ وتؤثر في الشباب، والصغار.

وقال "ان العراق لم يطلب جُنـُوداً، ولم يطلب أفراداً من بلدان العالم ليُقاتِلوا بدلاً من جُنوده، وإنـَّما الجنود أبناء القوات المسلحة بمُختلِف مُكوِّناتهم هم الذين يُدافِعون عن العراق، ويُقدِّمون أنفسهم ضحايا من أجل تحرير مُدُنهم المسلوبة، نعم، طلبنا دعماً خدميّاً، وإنسانيّاً، وسياسيّاً، وإعلاميّاً لأنَّ ذلك يهمُّنا كثيراً خُصُوصاً أنَّ العراق يمرُّ بظروف استثنائيَّة في حربه ضدَّ داعش، ويُواجه انخفاضاً في مُستوى المُوازَنة بسبب انخفاض أسعار النفط، وارتفاع كلفة الحرب عسكريّاً ضدَّ داعش".

طول فترة المعارك بسبب حماية المدنيين

ونوه الجعفري في كلمته بأنَّ المُؤسَّسة العسكريَّة رُبَّما تقسو في بعض الأحيان على أعدائها، وتمارس أعمالاً قد تكون أقرب إلى الوحشيَّة إلا أنَّ القوات المسلحة العراقيَّة استطاعت أن تتعامل بشكل إنسانيٍّ مع المناطق المُلتهبة خُصُوصاً أنَّ هذه المناطق المدنيَّة في قبضة داعش وهذا هو السبب الذي يجعل الوقت الذي تحتاجه القوات لتحرير هذه المُدُن أطول حرصاً منها على سلامة المُواطِنين مع الاخذ في الاعتبار أنَّ عناصر داعش يستخدمون أسلوباً وحشيّاً، وهو جعل المُواطِنين من النساء والأطفال كدُرُوع بشريَّة لحماية أنفسهم، ومواقعهم.

واضاف ان التصعيد الإرهابيُّ في العراق لا ينفكُّ عن خارج العراق سواء كان على الصعيد الإقليميِّ أم الصعيد الدوليِّ، وطالب دول الجوار الجغرافيِّ مراعاة الدور التاريخيَّ والإنسانيَّ الذي يقوم به العراق، وأن تبتعد عن أيِّ بؤرة يُمكِن أن تشغل العراق عن مهمَّته الإنسانيَّة وهو يُدافِع عن العالم كله.

 تصاعد الطلاق لقلة الوعي ومتابعة الافلام الاباحية

من جهته، دعا المرجع الشيعي الاعلى في العراق الى مواجهة الخروقات الامنية واستهداف المدنيين بالتفجيرات وكذلك العمل على الحد من تصاعد حالات الطلاق في البلاد التي اصبحت ظاهرة مخيفة.

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد السيستاني وخطيب جمعة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) خلال خطبة الجمعة وتابعتها «إيلاف» انه رغم الصعوبات والعراقيل التي تواجهها القوات الامنية في الحفاظ على ارواح المدنيين الذين يحتجزهم تنظيم داعش فإنها تواصل مساعدتهم بشكل انقذ ارواح الكثيرين منهم، ودعا إلى إبراز هذه الجهود اعلاميا من اجل اسكات الاصوات التي تحاول الاساءة للقوات العراقية.

وطالب الاجهزة الامنية بتطوير خططها والاستفادة من المعلومات الاستخبارية لمنع الخروقات الامنية التي تستهدف المدنيين في مدنهم.

وعن تصاعد ظاهرة الطلاق بين العراقيين اشار معتمد السيستاني الى ان حالات الطلاق في البلاد قد تزايدت بشكل غير مسبوق منوها بأن احصاءات السلطة القضائية الاخيرة تشير الى ان الشهر الماضي شهد 5 الاف و200 حالة طلاق مقابل 8 الاف و341 حالة زواج، موضحا ان حالات الطلاق شهدت منذ عام 2004 تصاعدا في كل عام عن الذي قبله . 

وحذر من ان ظاهرة الطلاق اصبحت خطيرة تهدد كيان الاسرة بالتفكك والانحلال والتماسك الاجتماعي بالانهيار مع كل ما تتركه من اثار انسانية واخلاقية كارثية. وشدد على ضرورة دراسة الاسباب الحقيقة لهذه الظاهرة وقيام جميع المؤسسات الرسمية ورجال الدين ومنظمات المجتمع المدني والجامعات بوضع الحلول لمعالجتها والحد منها ووقف تصاعدها وتثقيف المواطنين على ضرورة عدم جعل الازمة الاقتصادية التي يمر بها العراق وتصاعد البطالة من دوافع الطلاق وانما التعاون بين الزوجين على مواجهة هذه الازمة. 

 واشار الى ان من اسباب تصاعد حالات الطلاق ضعف الوازع الديني والاجتماعي بالواجبات الاجتماعية وعدم وعي كثير من الازواج بمخاطر الانفصال وخاصة على اطفالهم اضافة الى تأثر الكثيرين بالافكار الدخيلة التي غزت عقول العراقيين والاستخدام السيئ لشبكات التواصل الاجتماعي التي بدلا من ان توظف فكريا وعلميا للفائدة العامة فإنها تستخدم لمشاهدة الافلام والمسلسلات التي قال انها لاتنسجم وعادات وتقاليد العراقيين التي استبدلت بعادات وافكار بعيدة عن اعراف المجتمع العراقي .

 وحذر معتمد السيستاني من خطورة متابعة تلك الافلام والمسلسلات والتي جعلت من القضايا المرفوضة والمحرمة دينيا امورا مقبولة اجتماعيا في اشارة الى الافلام الاباحية المتداولة في البلاد. 

وكانت تقارير احصائية نشرت في ابريل الماضي اشارت الى ان العراق ومصر يعتبران في مقدمة البلدان التي تسجل أكبر نسبة من الزيارات للمواقع الاباحية وتحتل الكويت والسعودية وقطر مكاناً في قائمة الدول العشر الأولى عالمياً في طول الفترة التي يقضيها الزائر في تصفح المواقع الإباحية فيما يشير مراقبون الى آفة كبيرة يواجهها المجتمع العربي وهو إدمان البعض على المواد الإباحية وليس مجرد زيارات بعيدة لهذه المواقع.