أحمد العياد من الكويت: على طريقة "التداعي الحرّ للأفكار" يتنقّل الاعلامي جهاد الخازن مع قراء "إيلاف"، من بلد عربي إلى آخر، ومن قضايا السياسة والرياسة إلى قضايا الإقتصاد الإعلام، مع تعريج رشيق على التاريخ، وعلى مقابلات أجراها مع زعماء عرب، بعضهم أطيح به وبعضهم ينتظر دوره.

يواصل الخازن ثناءه على الكويت وديمقراطيتها، ويعتبرها النموذج العربي الأنجح، ينفي تهمة "الافلاس" عن السعودية ويتهكم من المروّجين لها، ويعتبر الوضع في المملكة حسنا للغاية.

ولا يبدي الخازن أي تفاؤل بمستقبل غالبية العرب، خاصة مع ما يجري في سوريا من جرائم، ويعتقد أن وصول ترامب المفاجئ للحكم سيغيّر أمورا كثيرة.

وفي المقابلة مع "إيلاف" يتذكر الاعلامي لقاءات أجراها مع بشار الأسد، والرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي يتأسف على وضعه الحالي ويتمنى زيارته قريبا، كما يستذكر لقاءاته مع علي عبد الله صالح ذلك الزعيم "الغبي" الذي خسر السعودية وأميركا في يوم واحد على حد تعبيره.

في ما يلي متن الحوار كاملا:

قلت في تصريح سابق إنّ الكويت تمثل أحسن وضع عربي من جهة الدخل النفطي العالي ومساحة الديمقراطية الواسعة. فهل مازلت عند هذا القول؟

في الدول العربية، كانت ثلاث دول تمارَس فيها الديموقراطية، الكويت لبنان مصر، الآن الكويت تتقدم على الجميع في هذه الممارسة، لكن صراحة لا أستطيع العيش بالكويت لسبب رئيسي وهو الطقس (يضحك) فالحرارة لمدة ست أشهر تصل إلى 60 درجة مئوية.

رأيك في الوضع في لبنان بعد اختيار الرئيس ميشال عون ؟

أريد أن أرى شيئا ايجابيا ًعمليا من الرئيس ميشال عون، وعموما، ًالناس ترتاح عندما يكون هناك رئيسا، خصوصا ًوأن اللبنانيين بقوا لسنتين بلا رئيس.

قبل سفري إلى الكويت كنت في لبنان، وشاهدت سيدتين كويتيتين، وكذلك شاهدت ثلاث نساء سعوديات كبيرات في السن، فسألتهم ألم تقاطعوا السفر للبنان بسببب الأحداث والإضطرابات؟ أجابوا: "نحن لا نقاطع لبنان".

منذ سنتين كنت مع جاسم الخرافي رحمه الله، قال إن طموحه أن يمشي في "بحمدون المحطة" (قرية في جبل لبنان)، بالدشداشة الكويتية ويتذكر أيام شبابه مع زوجته...إن شاء الله خيرا أتمنى أن يرتاح العرب والخليج ومصر من الأوضاع والإضطرابات التي تعصف بالمنطقة.

الملياردير "النصّاب"

ما رأيك في الوضع في الولايات المتحدة، بعد انتخاب ترامب رئيسا؟

لم أتصور أبدا ًأن ينتصر ترامب في الإنتخابات، لآخر يوم كانت الإستطلاعات بجميع وسائل العالم، تعطي هيلاري 4 إلى 5 % تقدما على ترامب، وكانت النتيجة مفاجئة.

عموما،ً لا أستطيع القول عن ترامب إنه جاهل وغيره من الأوصاف التي يصفها البعض فيها، ببساطة لأنه ملياردير، هو يفهم بالبزنس وهو نصاب كذلك، فقد ادعى للحكومة الأمريكية عام 1995 أنه خسر 920 مليون دولار وكانت النتيجة أنه بقي 18 سنة لا يدفع الضرائب... يا أخي أنا أثناء بقائي في أمريكا طالباً دفعت الضرائب!

ترامب خبير اقتصاد، لكن ليس له علاقة بالسياسة الخارجية، ولاحظنا عليه أثناء حملته وتصريحاته الخارجية، أنه في اليوم التالي لتصريحاته إما ينفي تصريحاته أو يعدلها.

الخازن متحدثا إلى مراسل "إيلاف"

 

أذكر أني قرأت رواية أميركية لا أذكر اسمها، وفيها رئيس يترشح وقلق من النتائج لكن نائبه طمأنه قائلا ً لماذا يخاف؟ أليس الأغبياء هم من يؤيدوننا؟ أليس الأغبياء هم غالبية كل بلد؟ إذا لا تقلق.

ترامب الآن أيده الأغبياء وأصحاب المصالح، وعموما ً أرجو الخير للولايات المتحدة، ولكن أعتقد أن ترامب أنه لن يكون مغامرا ًفي الشرق الأوسط.

وضع عربي محبط

رأيك في الأوضاع العربية بعد 6 سنوات مما يسميه البعض "الربيع العربي" ؟

قضيت عمري متفائلا لكن في المدة الأخيرة لا يوجد سبب للتفاءل، حتى في كوابيسي لم أتصور ما يحدث الآن في سوريا، بشار الأسد أعرفه قبل أن يكون رئيسا وبعد ما صار رئيسا وأنجزت معه ما يقارب العشرين مقابلة، في 2010 زرته ثلاث مرات، احداها وساطة ما بينه وبين حسني مبارك بطلب من المصريين "المرحوم عمر سليمان، وجمال مبارك"، وفشلت الوساطة فشلا ً ذريعا ًحتى أنه طلب مني أن أوصل رسالة لمبارك أقول فيها "دعني وشأني فأنت لست أبي ولست ابنك "!

بشار الأسد فاجأني بتصرفه لم أتوقع أفعاله هذه اطلاقا تصورت أني أعرفه جيدا.

أذكر أن له لمسات لطيفة، فقد سبق أن زرت سوريا مع أصدقائي تفاجأت من دعوة من حرمه أسماء الأسد لي وأصدقائي الستة لشرب الشاي معها، فهذه اللمسات اللطيفة أستغرب أن يخرج منها هذا الشخص العنيف.

كانت لك علاقة مع حسني مبارك وقابلته العديد من المرات هل تحدثنا عنها؟

فيما يخص الرئيس حسني مبارك اتفقت مع ابنه متى ما تم السماح لغير أهله بزيارته أن يخبرني، لأنه يستحق الزيارة، وعموما، حسني مبارك ُظلم بعد 2011، لم يغامر بمصر، كان حذر جدا، والإخوان المسلمون كانوا قليلي الأدب معه واتهموه بأمور لم تحصل.

قرأت مرة في إحدى الصحف أن لحسني مبارك 68 مليار دولار في سويسرا، وبحثت عن مصدر الخبر، فوجدت أساس الخبر جريدة الخبر الجزائرية أيام مباراة مصر والجزائر، والصراع الحاصل بينهما في تصفيات كأس العالم 2010، تخيل أن هذا الخبر نُشر في النيويورك تايمز والجارديان البريطانية!

بخصوص القذافي، هل يوجد من هو أسوأ منه عند الله؟ ليبيا بلد محدود السكان وعنده دخل نفط عال ماذا تريد أكثر من هذا! ومع ذلك دُمر البلد أشد التدمير. في العراق نسمع منذ سنتين أنهم سيدخلون الموصل وحتى الآن لم يدخلوها!

اليمن أنا أعرف علي عبدالله صالح وقابلته عدة مرات لم أتصور بحياتي أن يتصرف هذا التصرف، "خرّب الدنيا على أولاده وأولاد أخوه"، يعني حكمت اليمن 33 عاما ًماذا تريد أكثر من ذلك ؟ 

عندما أصيب صالح في النزاع بحروق، تم علاجه في السعودية وفي أميركا، وبغباءه خسرهم بيوم واحد فقط. ستستمر الحرب في اليمن لأن الخليجيين لن يسمحوا بوجود ايران على حدودهم.

رأيك في الوضع السعودي الراهن ؟

الوضع بالسعودية جيد جدا واستغرب من الحديث عن أزمة مالية ولا يوجد شيء من هذا.

السعودية لديها ثلث بترول العالم لو فلس العالم كله، فالسعودية لن تفلس.

ماهو رأيك في الصحافة العربية؟

نقص الحريات ونقص الأموال، هو ما تعانيه الصحافة، أعطيك مثلا، أهم جريدة في لبنان لم تدفع الرواتب منذ أكثر من سنة، وعموما الصحافة العالمية في طريقها للزوال لكن بما أننا متخلفون، فجرائدنا وصحفنا ستغلق بعد اغلاق الصحف العالمية بعشر سنوات.