يبقى الغطاء الدولي لحماية أمن لبنان وإستقراره الشغل الشاغل للدول الغربية، لتأمين مصالحها أولاً بعدم توجه اللاجئين السوريين من لبنان إليها، من هنا مصلحة لبنان تشكيل حكومة سريعًا لكي تباشر الدول الخارجية بتقديم المساعدات إليه.

إيلاف من بيروت: شدّدت أوساط قريبة من الرئاسة الأولى على أن زحمة الموفدين العرب والأجانب لتهنئة رئيس الجمهورية ميشال عون بانتخابه، تعكس اهتمامًا خارجيًا بلبنان وبمؤسساته الدستورية، حيث أبدى رئيس الجمهورية ميشال عون ارتياحه لما سمعه من هؤلاء الموفدين الذين أكدوا أن بلادهم حريصة على استقرار وسلامة لبنان، وأنها لن تتأخر في مد يد المساعدة للمؤسسات الدستورية لتستعيد دورها، وفي تقديم الدعم للجيش اللبناني ليقوم بكل ما يستطيع لحماية السلم الأهلي في لبنان وتأمين الحدود في مواجهة "الإرهابيين"، باعتبار أن الاستقرار في لبنان، في ظل المحيط الملتهب، حاجة دولية لا يمكن اغفالها، وأضافت الأوساط أن من مصلحة اللبنانيين الإسراع في تأليف الحكومة العتيدة لكي تباشر الدول الخارجية بتقديم المساعدات الى لبنان ليتمكن من مواجهة أعباء المرحلة المقبلة بثبات، مشيرة الى أن هناك برنامج زيارات لرئيس الجمهورية إلى عدد من الدول الخارجية، سيبدأها بالمملكة العربية السعودية ومن بعدها فرنسا، بعد تشكيل الحكومة.

والسؤال كيف ينظر الشارع اللبناني إلى الإهتمام الغربي والدولي المستجد باستقرار لبنان والحفاظ على أمنه؟

خوف من النزوح

يشدد سليم طربيه على أن "الغرب حريص على استقرار لبنان خوفًا من أن تتوالى موجات النزوح إلى أوروبا وأميركا".

ويشير إلى أن "لا أولوية غربية حاليًا تعلو فوق الاستقرار اللبناني٬ السياسي والأمني كما الاقتصادي والاجتماعي، لأن اهتزاز أحد هذه الأسس يؤدي تلقائيًا إلى تدهور أو انهيار البقية".

ويضيف: "قد لا تجد دول أوروبا كما واشنطن نفسها معنية إلى حد كبير بتفاصيل اللعبة السياسية في لبنان٬ فكل ما يعنيها فعليًا وضع الأمور في نصابها وتفعيل عمل المؤسسات٬ والأهم بالنسبة للدول الغربية يبقى تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن كي تنطلق عملية دعم حقيقية للبنان بمواجهة أزمة اللجوء السوري"٬ ويلفت طربيه إلى أن ما حصل في السابق من شغور رئاسي وفراغ في المؤسسات في المرحلة السابقة كان سببًا أساسيًا وراء تراجع الدعم والمساعدات.

مؤتمر باريس

يشير أنطوان فياض إلى أن ما حكي عن اجتماعات دولية ستعقد في باريس لتأمين دعم مادي للبنان٬ كما تحريك بعض الهبات المعلّقة تبقى كلها مرتبطة بتشكيل الحكومة٬ ولن يكون هناك أي جديد على هذه الصعد قبل قيام اللبنانيين بواجباتهم وبأسرع وقت ممكن٬ خصوصًا بعد مرور عامين ونصف العام على شلل كبير أطاح بمعظم مؤسسات الدولة اللبنانية.

الغرب والامن

"الغرب يدعم اليوم الأمن والاستقرار في لبنان، وهذا التوجه متفق عليه مع بقية الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن"، يقول جهاد مرعي، ويضيف:" ويبقى رفض دول الغرب التدخل في الشؤون الداخلية للبنان مطلباً جماعياً لبنانياً، وتبقى أولوية الدول الغربية عدم توجه النازحين إليها عبر بوابة لبنان، لذلك تحرص على الإستقرار فيه."

ويضيف: "رغم ذلك تعمل النخب الطائفية والمذهبية في لبنان على إعادة إنتاج نفوذها السياسي عبر تغذية الروح الطائفية والمذهبية وهي بالتالي ستبقى في حالة عدم استقرار رغم الغطاء الدولي، وستبقى بحاجة لإيجاد مواقع دعم خارجية لحماية "حصتها" في السلطة. وغني عن القول بأن هذه الحصة لا تعود بالنفع إلى مجمل الجماعة الفئوية بل إلى شبكة المحاسيب ضمن الفئة على حساب المواطنين جميعًا، إلى أية طائفة أو مذهب انتموا، وعلى حساب المصلحة العامة للبلد.&

ويتابع: "كما أن خصوصية لبنان الظاهرة في اقتصاده الحر كما في ثقافته المنفتحة دائما على التنوع، وليس فقط في نظامه السياسي، هذه الخصوصية قد أكسبت اللبنانيين ماديًا ومعنويًا في المحيط العربي والغربي، وهو المحيط الطبيعي له، فلبنان لا يمكن ان يكون محايدًا بمعنى سلبي أي أن يغسل يديه مما يجري".
&