نازحون سوريون

تقول المعارضة المسلحة إنها تريد تخفيف المعاناة عن المدنيين الذين تتعرض حياتهم للخطر في حلب.

دعت المعارضة المسلحة في مدينة حلب السورية إلى هدنة لمدة خمسة أيام، لإخلاء المدنيين العالقين في المدينة، وذلك بعد انسحاب مسلحيها من آخر معاقلهم في شرقي المدينة القديمة.

وقالت المعارضة إنها ستساند أية مبادرة لوقف القتال وتخفيف معاناة المدنيين الذين يواجهون خطرا كبيرا حاليا.

ومن جانبها أيدت الولايات المتحدة هذا الطلب وأصدرت بيانا بمشاركة خمس دول غربية أخرى دعت فيه لوقف فوري لإطلاق النار والسماح بدخول مساعدات إلى مناطق المعارضة المسلحة.

لكن الحكومة السورية استبعدت أي وقف آخر لإطلاق النار في حلب.

وأكد الرئيس السوري بشار الأسد، لوسائل إعلام سورية، أن الانتصار في حلب "خطوة كبيرة" نحو إنهاء الحرب الأهلية التي اندلعت في البلاد منذ خمس سنوات، لكنه اعترف أيضا بأن "هذا لا يعني انتهاء الحرب".

وقال الأسد لصحيفة الوطن اليومية "الإرهابيون في كل مكان، وحتى لو أنهينا المعركة في حلب فسوف نواصل حربنا ضدهم".

أعرف مواطنين لم يقترفوا شيئا طوال أربع أو خمس سنوات، أرادوا فقط البقاء في بيوتهم، لكن النظام يعتقلهم الآن

وسام

وفي تطور آخر، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية أن إسرائيل قصفت بالصواريخ قاعدة المزة الجوية العسكرية بالقرب من العاصمة السورية دمشق، ليلا، مما أدى لاندلاع النيران لكن دون سقوط ضحايا.

"كثير من الخوف"

ووفقا للتقديرات فإن عشرات آلاف المدنيين مازالوا عالقين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في حلب، ثاني كبريات المدن السورية.

وحذر أحد السكان من أن تلك المناطق تعج بالمواطنين حاليا وهناك "خوف من اعتقالهم واحتجازهم وتعذيبهم حتى الموت".

سوريون

مخاوف بين سكان حلب من الاعتقال والسجن على يد الجيش السوري حال البقاء في المناطق التي يتقدم بها.

وقال وسام، مدرس وناشط "أعرف مواطنين لم يقترفوا شيئا طوال أربع أو خمس سنوات، أرادوا فقط البقاء في بيوتهم، لكن النظام يعتقلهم الآن".

وأدى القصف القوى طوال أشهر إلى نفاد إمدادات الغذاء وتوقف جميع المستشفيات عن العمل.

وتقول ليز دوسيت، مراسلة بي بي سي في حلب، إن المسؤولين هنا يعدون لهجرة جماعية أخرى، كما تحاول العائلات الفرار تحت القصف وفي ظل وضع مزر للغاية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن انسحاب المعارضة المسلحة من حلب جاء بعد قتال عنيف، وقتل 15 شخصا على الأقل ليلا بنيران المدفعية التي استهدفت بقية المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

وأكدت وسائل الإعلام الرسمية السورية أن الجيش استولى على كامل المدينة القديمة.

يجب حماية المدنيين أو إجلاؤهم إلى منطقة آمنة لا يقعون فيها تحت رحمة الأسد وأعوانه

مجلس قيادة المعارضة المسلحة

وتسيطر قوات الجيش الآن على نحو 75 بالمئة من مناطق شرق حلب، التي سيطر عليها مسلحو المعارضة المسلحة طوال أربع سنوات ماضية.

وانسحب المسلحون من المنطقة الصغيرة التي كانوا يسيطرون عليها في الشمال الشرقي من القلعة بعد تقدم الجيش السوري، صباح الأربعاء، واتجهوا إلى مناطق سيطرتهم في الجنوب.

نداء لوقف إطلاق النار

حلب

الحكومة السورية رفضت جميع دعوات وقف إطلاق النار في حلب قبل القضاء على من وصفتهم بالإرهابيين

وقال بيان لمجلس قيادة المعارضة المسلحة "يجب حماية المدنيين أو إجلاؤهم إلى منطقة آمنة لا يقعون فيها تحت رحمة الأسد وأعوانه".

ودعت الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وكندا في بيان مشترك لوقف اطلاق النار، يوم الأربعاء، وقالوا "يجب السماح للأمم المتحدة بإدخال المساعدات الإنسانية للمواطنين في شرقي حلب".

كما أدانوا الحكومة السورية وداعمها الرئيسي روسيا وذلك "لعرقلتهما وصول المساعدات الإنسانية". واتهموا دمشق وموسكو باستهداف المستشفيات والمدارس.

واستبعدت الحكومة السورية أي هدنة أخرى في حلب، واعترضت كل من روسيا والصين، يوم الاثنين، على مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو لوقف إطلاق النار لمدة أسبوع.

وعلق الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على ذلك، متهما روسيا بـ "عرقلة منهجية ...تعزز نظام بشار الأسد في تحركاته المدمرة التي تضر بالسكان المدنيين العزل".

ووصف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف كل من تبقى من المعارضة المسلحة في شرق حلب بـ "الإرهابيين"، قائلا إنهم متحدون حول جماعة جهادية كانت تعرف سابقا باسم جبهة النصرة الله".

وفي الوقت نفسه، أكدت وزارة الدفاع الروسية مقتل مسشار عسكري روسي في سوريا بعد قصف مدفعي للمسلحين.