قالت القوات العراقية المشتركة إن طائراتها لم تقصف مدينة القائم الغربية على الحدود السورية، ما ادى إلى مقتل نحو مئة مدني، لكنها لم توضح أسباب الحادث أو الجهة المسؤولة عنه، وسط تناقض في المعلومات، حيث أشارت مصادر إلى أن الطائرات العراقية هي التي نفذت الضربة خطأ، فيما أوضحت أخرى أن داعش قد فجر مفخخة بوسط المدينة.

إيلاف من لندن: قالت خلية الاعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات المشتركة في بيان عسكري، حصلت "إيلاف" على نصه، "تناقلت بعض وسائل الاعلام أنباء غير صحيحة عما حصل في القائم يوم امس، وعليه نؤكد انه لايصح اعتماد وسائل إعلام وبعض الساسة على دعايات عصابات داعش الارهابية، حيث ان القائم&ما زالت تحت سيطرة داعش ويتعرض المواطنون هناك لبطش ارهابي فظيع، ولا يصدر أي اعلام أو تصوير من هناك إلا تحت سيطرة الدواعش من اجل الدعاية الرخيصة لتوجهاتهم الاجرامية".

وأشارت إلى انه في ما يخص حادثة القائم، فمن الواضح أن مواقع إلكترونية نشرت خبر القصة المفبركة وللاسف هذه القصة روجت لها مواقع أخرى.. وحرصاً على احاطة الرأي العام بالحقائق كاملة نبين الآتي:

أولاً، بالساعة ١٢:٠٠ اقلعت طائرات القوة الجوية العراقية لتنفيذ ضربة على احد اوكار الارهابيين في منطقة الكرابلة وتفاصيل الهدف ( منزل من طابقين يوجد فيه ٢٥ انتحارياً من جنسيات اجنبية المسؤول عنهم ابو ميسرة القوقازي).

ثانيًا، بالساعة ١٢:٥٥ اقلعت طائرات القوة الجوية العراقية لتنفيذ واجب آخر بتوجيه ضربة إلى وكر داعشي ومضافة إنغماسيين الهدف (منزل من طابقين مطلي باللون الأصفر) يتواجد فيه من ٣٠ إلى ٤٠ ارهابياً من جنسيات اجنبية.

ثالثًا، تم تحديد الاهداف بناء على معلومات استخبارية دقيقة وبدلالة وتأكيد مصادرنا في المنطقة.&

رابعاً، تستمر قواتنا الجوية وأجهزتنا الاستخبارية في ملاحقة النشاطات الارهابية وتوجيه الضربات الساحقة لهم لحماية ابناء شعبنا من عملياتهم الارهابية.&

وأكدت قيادة العمليات المشتركة "حرص القوات الامنية وطياري الجو العراقي على سلامة وامن المواطنين الآمنين وتحريرهم من ارهاب الدواعش بأقرب فرصة".. داعية الجميع إلى توخي الدقة والابتعاد عن ترويج دعايات واكاذيب داعش.&

لكنه لوحظ أن قيادة العمليات المشتركة لم توضح الجهة المسؤولة عن الحادث، لكن مصادر غير رسمية أشارت إلى ان تنظيم داعش كان ورائه من خلال تفجيره لمفخخة وسط سوق مزدحم بوسط قضاء القائم على الحدود العراقية السورية، ما اسفر عن مقتل نحو مئة مدني&بينهم نساء واطفال.

غضب ودعوات لتحقيق

وقد اثار الهجوم غضبًا واسعًا ادى إلى فتح تحقيق عاجل في ملابساته، وطالب رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري بفتح تحقيق عاجل في القصف الجوي الذي استهدف سوقاً في قضاء القائم الذي تحتله داعش الواقع في غرب الانبار. وأدان الجبوري في بيان تسلمته "إيلاف" عمليات "القصف الجوي التي طالت المدنيين العزل في مدينة القائم، واستهدفت مراكز تسوق للمواطنين وتسببت في استشهاد وجرح العشرات منهم ".. مشددًا على ضرورة محاسبة مرتكبيه.

واعرب الجبوري عن حزنه الشديد لسقوط "العشرات من الشهداء والجرحى من المدنيين العزل من اهالي مدينة القائم"، محملاً الحكومة المسؤولية عن حدوث مثل هذه الاخطاء"، وطالبها بفتح تحقيق عاجل للوقوف على حقيقة الحادثة وضمان عدم تكرار استهداف المدنيين.

وأشار الجبوري إلى ان اهالي مدينة القائم والاقضية في المنطقة الغربية من الانبار "تعاني منذ اكثر من سنتين من الحصار والاستهداف الممنهج من قبل عناصر داعش الارهابي، وهي اليوم تتعرض إلى عمليات قصف تزيد من معاناة ساكنيها".. مطالبًا القوات الامنية بسرعة تحرير هذه الاقضية واعادة العوائل النازحة اليها.

&ومن جهته، أدان محافظ الانبار صهيب الراوي "المجزرة" التي ارتكبت ضد المدنيين العزل في قضاء القائم داعيًا إلى "تحقيق عاجل عالي المستوى لتقديم مرتكبي هذه المجزرة للعدالة". ووجه المحافظ بتشكيل خلية ازمة من الجهات المعنية في المحافظة، حيث تمت مخاطبة قيادة العمليات المشتركة والجهات المعنية في الحكومة المركزية "لتحديد جميع الاطراف التي تسببت بهذه الكارثة الانسانية، كما قال في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف".

ودعا محافظ الانبار قيادة العمليات المشتركة والتحالف الدولي إلى "تنفيذ ضربات جوية منتخبة ونوعية ومدروسة، وتجنيب المدنيين الذين اتخذتهم عصابات داعش المجرمة دروعًا بشرية، المخاطر التي ترافق العمليات العسكرية".

&وعلى الصعيد نفسه، أكد النائب العراقي من محافظة الأنبار محمد الكربولي مقتل عشرات المدنيين مشيرًا إلى أن عددًا من أقربائه سقطوا بهذا الهجوم. وطالب الكربولي وهو عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية بتشكيل لجنة تحقيقية مشتركة مع قيادة عمليات بغداد للوقوف على اسباب تكرار الأخطاء وعدم دقة الضربات الجوية.. مشيرًا إلى ان القصف الجوي الذي طال المدنيين العزل في القائم واستهدف ثلاثة أسواق ومراكز تسوق في وقت الذروة تسبب في مقتل واصابة العشرات.

ومن جانبها، نشرت وسائل إعلام تابعة لتنظيم داعش صورًا تظهر جثث أشخاص، بينهم أطفال قالت إنها للموقع الذي تعرض للغارات متحدثة عن مقتل 120 شخصاً.. وأشار متحدث باسم مجلس محافظة الأنبار الى أن الغارة شنتها طائرة عراقية وطالب الحكومة بفتح تحقيق.

وقال عيد عماش إن الغارة استهدفت سوقًا في ساعة الذروة، وكان هناك متقاعدون يصطفون لقبض رواتبهم وأشخاص يقبضون رواتب ومدفوعات الضمان الاجتماعي .وأكد ان عائلات بأكملها قتلت.

وامس، قال قائد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش إن الهجوم على التنظيم في الموصل قد يستغرق شهرين آخرين، وإنه حتى في حال هزيمته فسيظل مصدر تهديد للعراق والغرب.

وقال اللفتنانت جنرال الأميركي ستيفن تاونسند إن القوات العراقية حققت تقدمًا كبيرًا منذ اجتياح التنظيم شمال البلاد في عام 2014 وأعلن ما سماه دولة الخلافة التي شملت أيضًا مناطق من سوريا.&واستعادت القوات العراقية حوالي ثلث المدينة حتى الآن لكن وجود حوالي مليون مدني فيها يبطئ تقدمها.

وتواصل القوات الأمنية العراقية المشتركة بمساندة طيران الجيش والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة منذ 17 اكتوبر الماضي عملية استعادة الموصل من سيطرة تنظيم داعش، واستطاعت تحرير ثلثي المناطق التي كان يحتلها النظيم في محافظة نينوى الشمالية، آخر معاقله في العراق.