إيلاف من واشنطن: بث اختيار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب خمسة من العسكريين المتقاعدين لتولي مناصب حساسة في إدارته، القلق في الأوساط السياسية في واشنطن من أن يصبح هناك نفوذ عسكري على الحكومة التي ستتولى إدارة شؤون الدولة في الـ 20 من يناير المقبل، وهو ما سيكون سابقة في تاريخ البلاد التي تعتبر نفسها رمزاً للمدنية والديمقراطية في العالم.

ولم يحدث أن تولى هذا العدد الكبير من العسكريين مناصب حساسة في الحكومة الأميركية.

وكان ترامب اختار الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس وزيراً للدفاع، والجنرال المتقاعد مايكل فلين مستشاراً للأمن القومي، وجون كيلي وزيراً للأمن الوطني، ومايك بومبيو وهو من خلفية عسكرية وخدم في الجيش في حرب الخليج، &لقيادة وكالة الاستخبارات المركزية، في حين ستيفن ك بانون، وهو ضابط بحري سابق، سيكون رئيس الاستراتيجية في البيت الأبيض وكبير مستشاري ترامب.

فيما يتوقع أن يختار الرئيس المنتخب، الجنرال ديفيد بتراويس لوزارة الخارجية، والأدميرال مايكل روجرز رئيساً للاستخبارات الوطنية، وفقاً لصحيفة الواشنطن بوست.

وعُرف عن هذه القيادات العسكرية تبنيها سياسات متشددة سواء تجاه القضايا الداخلية مثل الأمور التي تتعلق بالأقليات أو الهجرة، أو الخارجية كالعلاقة بالصين وروسيا وإيران أو الموقف من الإسلام والمسلمين.

ورصدت صحيفة الواشنطن بوست اليوم الخميس "قلقاً بين أعضاء في الكونغرس وخبراء في الأمن الوطني من أن اختيار هؤلاء، قد يجعل هناك نفوذ عسكري على الحكومة المقبلة للبلاد".

وذكرت الصحيفة أن ترامب الذي لا يملك أي خبرة عسكرية، يقال إنه مبهور بالقصص التي تروى عن قصص الجنرالات الذين اختارهم في ميادين المعارك.

ونقلت عن كريس ميرفي عضو الكونغرس عن ولاية كونيتيكت وعضو لجنة العلاقات الخارجية، قوله: "أنا قلق... قد يكون كل هؤلاء (الجنرالات) لهم مميزات كثيرة، لكننا تعلمنا على مدى 15 عاماً الماضية، أن رؤية &مشاكل العالم من خلال منظور عسكري، &يجعلنا نرتكب أخطاء كبيرة".

وقال دانيال بنجامين، وهو مسؤول بارز سابق بمكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية في إدارة أوباما، لـ "الواشنطن بوست": "وجود الكثير من الجنرالات في الوظائف المدنية تقليديًا هو مصدر قلق عميق".

وأضاف: "الجنرالات كقاعدة يؤمنون بالهرمية وينفذون الأوامر، لذا لنا أن نسأل عمّا إذا أمرهم الرئيس هل سينفذون بلا مناقشة؟". مشيرًا إلى "أن الجنرالات لديهم مهارات عدة، لكن ليس من أبرزها الدبلوماسية".
&