حلب: اعلنت روسيا الخميس وقف الغارات الجوية والقصف المدفعي لقوات النظام السوري في احياء حلب الشرقية بهدف ضمان اجلاء الاف المدنيين الذين تحاصرهم المواجهات.

وبعد اعلان موسكو المفاجىء، اكد المرصد السوري لحقوق الانسان تراجع وتيرة القصف المدفعي والمعارك مع توقف الغارات الجوية.

بدوره، أكد مراسل لفرانس برس في شرق حلب توقف الغارات الجوية وقال ان "القصف المدفعي بات اخف حتى ان اصوات الرشاشات التي لم تكن تتوقف خفت كثيرا" لافتا الى حالة من الهدوء تسود شرق المدينة.

وردا على اعلان لافروف، قال ياسر اليوسف، عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي، ابرز الفصائل المقاتلة في حلب للصحافيين عبر الانترنت "لا علم لنا حول ما تحدث به لافروف عن وقف العمليات النشطة لقوات النظام في مدينة حلب بهدف اجلاء المدنيين والجرحى".

وراى انه "لا يمكن التعامل مع تصريح كهذا الا من خلال خطوات تنفيذية بضمانات الامم المتحدة" مضيفا "رغم تشكيكنا بالتزامهم ولكن من المبكر جداً الحديث عن مدى التزام الروس والنظام بوقف العمليات" العسكرية.

وكان لافروف صرح على هامش اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في اوروبا في المانيا بحسب ما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية "أستطيع ان اقول لكم اليوم ان العمليات القتالية للجيش السوري أوقفت في شرق حلب لأن هناك عملية كبيرة قائمة لاجلاء المدنيين".

وقال "سيكون هناك ممر لاجلاء ثمانية آلاف شخص لمسافة خمسة كيلومترات".

وتعليقا على كلام لافروف، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست الخميس ان "هذا يعد مؤشرا الى أن شيئا إيجابيا يمكن أن يحدث".

الى ذلك، اشار لافروف الى أن مفاوضات عسكرية ودبلوماسية ستعقد السبت في جنيف "لإنهاء العمل (...) الذي يحدد وسائل حل المشاكل في شرق حلب". 

وكانت قوات النظام السوري مدعومة من مجموعات مسلحة موالية واصلت تقدمها نحو الاحياء الاخيرة التي لا تزال تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في شرق حلب، في محاولة لتحقيق "تحول في مجرى الحرب"، بحسب وصف الرئيس السوري بشار الاسد.

ومن شأن استكمال النظام المدعوم من روسيا وإيران، سيطرته على ثاني المدن السورية ان يشكل نكسة كبيرة للمعارضة المدعومة من الغرب ودول عربية عدة. وسيشكل ذلك أكبر إنجاز عسكري للنظام استراتيجيا ورمزيا منذ بدء النزاع في 2011.

وافاد المرصد السوري بان المعارك تركزت الخميس في احياء صلاح الدين وبستان القصر، وان مقاتلي المعارضة ردوا بقصف الاحياء الغربية بالقذائف.

وتزامنت المعارك وفق المرصد مع قصف مدفعي وجوي لقوات النظام على أحياء عدة بينها السكري وبستان القصر والفردوس والزبدية والكلاسة.

وباتت قوات النظام وفق المرصد، تسيطر على اكثر من 85 في المئة من الاحياء التي كانت تحت سيطرة الفصائل المقاتلة منذ 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين.

وقال الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع صحيفة "الوطن" السورية نشرت الخميس ان حسم المعركة في حلب سيشكل "محطة كبيرة باتجاه" نهاية الحرب.

واضاف "صحيح أن معركة حلب ستكون ربحاً، لكن لكي نكون واقعيين لا تعني نهاية الحرب في سوريا.."، معتبرا ان الحرب لا تنتهي "إلا بعد القضاء على الإرهاب تماماً، فالإرهابيون موجودون في مناطق أخرى".

كما اعتبر ان فشل مقاتلي المعارضة وداعميهم في معركة حلب "يعني تحول مجرى الحرب في كل سوريا، وبالتالي سقوط المشروع الخارجي سواء كان اقليميا او غربيا".

وتعتبر حلب حاليا الجبهة الرئيسية في نزاع تسبب على مدى أكثر من خمس سنوات بمقتل اكثر من 300 الف شخص وتشريد أكثر من نصف السكان.

وانتقد الائتلاف السوري المعارض الخميس في بيان "عجز المجتمع الدولي عن القيام بواجبه تجاه حماية المدنيين".

- نداء من "الخوذ البيضاء" -ووجهت منظمة "الخوذ البيضاء"، الدفاع المدني السوري الذي يعمل في الاحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب، الخميس نداء الى المنظمات الدولية طالبت فيه "بتوفير ممر آمن بشكل عاجل لجميع متطوعي الإنقاذ وعائلاتهم والعاملين الآخرين في المجال الإنساني ضمن المدينة".

وابدت مخاوفها من ان يتم "التعامل مع جميع متطوعي الدفاع المدني والعاملين في المجال الإنساني باعتبارهم مجموعات إرهابية".

وجددت الأمم المتحدة الخميس دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار في شرق حلب حيث ينتظر مئات من الأطفال المرضى أو المصابين إجلاءهم من مناطق المعارك. 

وقال رئيس مجموعة العمل حول المساعدات الإنسانية في سوريا يان إيغلاند خلال مؤتمر صحافي في جنيف "يجب أن تكون هناك هدنة".

وأضاف "في الوقت الحالي أولئك الذين (...) يحاولون الفرار يجدون أنفسهم في مرمى تبادل إطلاق النار والتفجيرات وقد يشكلون أهدافا لقناصة معزولين"، مشيرا إلى أن "مئات الأطفال والمرضى والجرحى (...) يجب أن يخرجوا " من الأحياء الشرقية لحلب التي تسيطر عليها فصائل المعارضة وتحاصرها قوات النظام السوري. 

وتم ليل الاربعاء الخميس إجلاء أكثر من 150 مدنيا، غالبيتهم مرضى او من ذوي الاحتياجات الخاصة، من مركز طبي في حلب القديمة إثر سيطرة قوات النظام عليها، بحسب ما اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر.

وتسببت المعارك في حلب منذ نحو شهر بنزوح ثمانين ألف شخص من الاحياء الشرقية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

على جبهة اخرى في سوريا، احصى المرصد مقتل 34 عنصرا على الاقل من قوات النظام والمسلحين الموالين في هجوم مفاجئ شنه تنظيم الدولة الاسلامية الخميس في محافظة حمص، حيث باتت اقرب نقاط وجوده تبعد اربعة كيلومترات من مدينة تدمر الاثرية.