«إيلاف» من الرياض:&أثار اعتماد& رقصة المزمار كفولكلور سعودي ، ضمن& قائمة التراث غير المادي في اليونسكو، جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، حيث قال معارضون إن أصل اللعبة أفريقي ولا ينبغي اعتبارها فنًّا سعوديًا أصيلًا، فيما قال مؤيدون إن لعبة المزمار فن حجازي عريق وتسجيله في اليونسكو على انه& فولكلور سعودي& إنجاز كبير لتراث السعودية.

و كانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) قد أدرجت هذا الاسبوع رقصة المزمار ضمن قائمة اليونسكو& للتراث الثقافي غير المادي، حيث قالت اللجنة& المختصة في بيان لها، إن رقصة المزمار تعد من الرقصات التقليديّة في منطقة الحجاز في& السعوديّة، وهي عادة& تمارس لإحياء المناسبات العائليّة أو الاحتفالات الوطنيّة وتجرى& بمشاركة نحو 100 رجل& &

وجاء اعتماد المزمار في اليونسكو بعد جهود ماراثونية قادها عدد من الخبراء والمختصين في فن المزمار من أهالي مكة والمدينة و جدة ، والذين اعدّوا ملفا متكاملا عن& ملامح هذا الفولكلور تضمن تسجيلا توثيقيًا لعدد من الحانه ووصلاته الشهيرة ، حيث تم تقديم هذا الملف الى وزارة الثقافة والإعلام السعودية والتي بدورها قدمت هذا الملف لليونسكو لعرضه للتصويت على الاعضاء الذين وافقوا بالأجماع.

يلعب المزمار لاستقبال العريس

&

فولكلور مستورد&

المعارضون لقرار تسجيل المزمار كتراث سعودي، قالوا إن المزمار تراث مستورد من دول أخرى ولا يمثل السعودية معبرين عن استغرابهم من تجاهل فولكلورات شعبية أصيلة واعتماد لعبة المزمار مشيرين الى إن اللعبة من الألعاب الوافدة من التراث الأفريقي ، لما فيها من إشعال نار والدوران حولها ، وهو من المأثورات ذات الجذور الأفريقية.&

و يعتبر فن المزمار من أكثر الفنون الشعبية انتشارا في مدن الحجاز ويقام عادة في الأعراس والاحتفالات الشعبية ، فيما يؤدي المشاركون &لعبة المزمار وهم يحملون عصا غليظة و يقفون في شكل دائري تتوسطهم النار، و يتم الرقص على دقات الطبول المتناسقة، بحيث يدخل وسط الساحة اثنان من الراقصين& يحمل كل واحد منهم عصا ، و يرقصان لفترة محدّدة ثمّ يفسحون المجال لغيرهما.

و يتغنى المشاركون في لعبة المزمار بالأشعار والأناشيد التي تتباين في مضمونها فهناك أغاني الحماس والبطولة وهناك أغاني الترحيب والتفاخر ، ويصدح كبير المغنين& بالأغنية& ويردد خلفه المشاركون ، وكثيرا ما تستحث لعبة المزمار المشاركين على الحماسة الزائدة والتي تنتهي أحيانا& بالشجار،& ولذلك يقوم كبير المشاركين بضبط اللعب خشية حدوث مواجهات& خاصة في حالة تواجد شباب من خارج الحي .

من التراث المكي ان يشارك العريس في لعبة المزمار

&

موروث حجازي أصيل

من جهته، قال الباحث المكي حمزة شبانه ، إن لعبة المزمار تعتبر أحد الموروثات الحجازية الأصيلة مشيرا& في حديثه لـ"إيلاف" الىأن أصل لعبة المزمار وغيرها من الألعاب الشعبية والغنائية يعود إلى مكة المكرمة ، ومنها انتشر إلى المدينة المنورة وجدة وغيرها من المدن الساحلية،& مبينا أن ما يقوله البعض حول أن لعبة المزمار أصلها من نيجيريا حديث غير دقيق أبدا و ليس له أصل تاريخي، سواء من حيث& الكتب والمصادر أو طبيعة اللعبة.&

و أوضح شبانه، انه مع تقصي ظهور لعبة المزمار وتطورها وحضورها في المناسبات الوطنية والاجتماعية في الحجاز،& تبين أنها تعود للقرن الخامس الهجري ومن ثم تطورت من حقبة الى أخرى، وهي تطورات ناتجة& عن خبرات الحياة وتجاربها وتغير الثقافات والعادات، حيث ادخل أهالي جدة& كمثال عادات جديدة& على المزمار، حتى تتواءم مع عاداتهم كسكان سواحل ، وهكذا اختلف المزمار من منطقة إلى منطقة، لكن بقى جوهره موجودا وحاضرا بين ثقافات أخرى ويعتبر اليوم من ابرز الفنون الفولكلورية في الحجاز والسعودية. &

تجدر الإشارة الى أن المزمار يعد العنصر السعودي الثاني الذي يدخل ضمن قائمة التراث غير المادي، بعد اعتماد رقصة العرضة،& كما يتم حاليا الاستعداد لتقديم فن القط العسيري لقائمة اليونسكو، وفن القط هو& فن الرسم على الحوائط الذي تمارسه النساء في منطقة عسير، ويقصد بالتراث الثقافي غير المادي الممارسات التي تعتبرها المجموعات جزءا من تراثها الثقافي، وهي اتفاقية أقرتها اليونسكو العام 2003 لتكون أداة فاعلة تهدف إلى حفظ التراث من الضياع.

المزمار رقصة تتوسطها النار
المزمار يلقى رواجا لدى السياح
المزمار رقصة رائجة في الحجاز

&