واشنطن: تثير الثقة التي تضعها ادارة الرئيس باراك اوباما في الدور المحوري للقوات الخاصة في مكافحة تنظيمي الدولة الاسلامية والقاعدة انزعاج العسكريين الاخرين في الجيش.

وفي الاسابيع الاخيرة، ادت مقالات صحافية كشفت تفاصيل الدور الاخذ في الاتساع لجنود النخبة في مكافحة الجهاديين الى صب الزيت على النار في هذا الملف ما دفع بقائد القوات الخاصة الجنرال راي توماس الى السعي للتهدئة.

وافادت صحيفة واشنطن بوسط ان "القيادة المشتركة للعمليات الخاصة"، الة القتل الفائقة السرية في القوات الخاصة التي تعمل على قتل او توقيف المتشددين، ستحظى "بمزيد من الصلاحيات للمراقبة والتخطيط وعند الحاجة لشن هجمات على خلايا ارهابية حول العالم".

لكن هذه الصلاحيات حول العالم على مستوى الاستخبارات والتحرك تهدد بالتعدي على صلاحيات وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) او قادة عسكريين مسؤولين عن احدى مناطق العالم على غرار قائد القوات الاميركية في الشرق الاوسط الجنرال جو فوتيل.

وافاد مسؤول كبير في الدفاع الاميركي ان الجنرال توماس اغتنم زيارة اوباما الثلاثاء الى المقر العام للقوات الخاصة في تامبا بولاية فلوريدا ليطلب منه نزع فتيل "التوتر" في البنتاغون والادارة بسبب هذه المقالات الصحافية.

كما توجه توماس الاسبوع الحالي الى واشنطن للقاء مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) جيمس كومي ورئيس لجنة القوى المسلحة في مجلس الشيوخ السيناتور جون ماكين الواسع النفوذ، بحسب المصدر.

- دور "تنسيقي" -واعتبر المسؤول في الدفاع ان دور القوات الخاصة سيقتصر على "تنسيق" حملة مكافحة الارهاب.

ففي العراق وسوريا وافغانستان اكتسبت القوات الخاصة الاميركية خبرات فريدة تشمل جمع المعلومات الاستخباراتية ومشاطرتها وخصوصا استغلالها سريعا عبر غارة او توقيف، كل ذلك بالتعاون مع عسكريين واجهزة شرطة واستخبارات من دول اخرى، بحسب المدافعين عنها.

تابع المصدر ان السؤال المطروح هو "ما هي الطريقة الاسرع لنشر" المعلومات المجموعة في الميدان "وسط مناخ مثقل بالمخاطر المحتدمة".

وافاد موقع ديلي بيست الاخباري ان القيادة المشتركة للعمليات الخاصة ستوسع مركزا سريا في الشرق الاوسط لتجميع معلومات المخابرات حول الشبكات المتشددة.

وتابع الموقع ان المركز يستعد لاستضافة مزيد من ممثلين عن السي آي ايه واف بي آي ووكالة الامن القومي (ان اس ايه) وكذلك شركاء غربيين كالمملكة المتحدة وفرنسا وعربا كالعراق والاردن.

ويعكس الخلاف البيروقراطي حول صلاحيات القوات الخاصة الاهمية التي يكستبها جنود الظل ضمن ادارة اوباما التي استعانت بهم كثيرا لتجنب نشر قوات على الارض قدر الامكان.

-مواجهة نسخة اخرى من القاعدة -طلبت ادارة اوباما من القوات الخاصة تدريب قوات محلية مكلفة مواجهة المتشددين، فباتت عماد "شبكة شركاء" عالمية اشاد بها الرئيس المنتهية ولايته هذا الاسبوع.

كما كلفت هذه القوات مطاردة الشبكات الاسلامية وقادتها اينما كانت حول العالم، ما يتعدى خصوصا على صلاحيات السي آي ايه المكلفة تقليديا مهمة القضاء على اعداء الولايات المتحدة في الخارج.

والخميس كتب الصحافي ديفيد اغناطيوس الخبير في خفايا البنتاغون في صحيفة واشنطن بوست "شنت الطائرات العسكرية بلا طيار حوالى عشرين الف ضربة العام الفائت في افغانستان واليمن وسوريا، فيما تشير معلومات الى ضرب سي آي ايه حوالى عشرة اهداف في الفترة نفسها".

اما مسؤول الدفاع الكبير فيرى حاجة طارئة في جميع الاحوال الى تحديد اسلوب التحالف في مواصلة قتال الجهاديين بعد خسارة الاراضي الخاضعة لهم في العراق وسوريا.

ومن الضروري تفادي سيناريو العراق العام 2010 عندما انكفأ عناصر تنظيم القاعدة في العراق بعد هزائم ميدانية الى مناطق نائية في سوريا والعراق قبل ان يظهروا مجددا بعد سنوات بشراسة تحت مسمى تنظيم الدولة الاسلامية.

وقال المسؤول الاميركي "يمكننا ان نفوز عسكريا، لكنهم سينتقلون الى صيغة متطورة" لتاسيس نسخة اخرى من القاعدة سعيا "للاحتفاظ بسطوتهم الايديولوجية على وقع الهجمات الارهابية".