اسطنبول: قتل 38 شخصًا على الأقل غالبيتهم من عناصر الشرطة، وأصيب 166 آخرون، في اعتداء مزدوج ضرب مساء السبت وسط اسطنبول، على ما أعلن وزير الداخلية التركي سليمان سويلو.

وأوضح الوزير خلال مؤتمر صحافي في اسطنبول، أن 27 من القتلى هم من عناصر الشرطة.

وكانت وزارة الصحة التركية أعلنت في وقت سابق مقتل 15 شخصًا وإصابة 69 آخرين في الاعتداء المزدوج.&

من جهة ثانية، أعلن سويلو أن عشرة أشخاص وضعوا قيد الاحتجاز في إطار الاعتداء.&

وأوضح الوزير أن الانفجار الأول حصل عندما استهدفت سيارة مفخخة سيارة أخرى تابعة للشرطة بالقرب من الملعب الكبير التابع لنادي بيسيكتاس إثر انتهاء مباراة لكرة القدم، مشيراً إلى أن الانفجار الثاني "الذي يبدو أن انتحاريًا نفذه" دوى داخل متنزه ماتشكا القريب.

وندد سويلو بـ"مخطط مقيت للغاية"، في حين لم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الاعتداء المزدوج.

في وقت سابق، قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في بيان "يبدو أن التفجيرين اللذين دويا فور انتهاء المباراة بين (فريقي) بيسيكتاس وبورصة سبور كانا يستهدفان التسبب بأكبر عدد ممكن من الضحايا".

واعتبر اردوغان أن "اسم المنظمة التي نفذت الانفجارين ليس له أي أهمية"، مضيفا "يجب ألا يشكك أحد في أننا سنتوصل إلى هزيمة هذه المنظمات الإرهابية وأولئك الذين يقفون وراءها".&

وضرب الاعتداء المزدوج منطقة سياحية في اسطنبول تقع بين ميدان تقسيم الشهير وقصر دولمبهس الإمبراطوري السابق على الجانب الأوروبي من هذه المدينة.&

وعلى اثر التفجيرين سارعت السلطات إلى إغلاق كل المداخل المؤدية إلى الملعب الذي انتشر بالقرب منه عشرات من رجال الشرطة مزودين مدافع رشاشة وأسلحة ومانعين حركة المرور، بينما حلقت طائرة هليكوبتر فوق المنطقة.

- موجة اعتداءات -

وقع هذا الاعتداء المزدوج في منطقة مزدحمة في الجانب الأوروبي من اسطنبول، على مفترق طرق رئيسية وخطوط النقل العام.

وقال أحد شهود العيان لفرانس برس طالبًا عدم كشف اسمه إنه رأى "أشلاء تتطاير".&

من جهته، رأى مراسل آخر لفرانس برس حافلة تابعة للبلدية تستخدم لنقل عناصر الشرطة وقد تحطمت نوافذها.

وقال فريق بيسيكتاس في بيان إن "إرهابيين (...) هاجموا قوات الأمن الشجاعة التي كانت تؤمن سلامة أنصارنا وأنصار (فريق) بورصة سبور الزائر (...) ونحن نقف ضد هؤلاء الجبناء".&

وحظرت السلطات بث صور متعلقة بالهجوم، وهو تدبير يتخذ إثر حصول أي اعتداء.&

وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن المدعي المتخصص بمكافحة الارهاب في اسطنبول فتح تحقيقاً في الاعتداء.&

وشكلت تركيا هدفًا لاعتداءات كثيرة مرتبطة بالتمرد الانفصالي الذي يقوده حزب العمال الكردستاني أو بتنظيم الدولة الإسلامية، وقد استهدفت تلك الاعتداءات خصوصا اسطنبول وأنقرة.

ويشن حزب العمال الكردستاني وفصيل "صقور حرية كردستان" المنشق عنه هجمات تستهدف بانتظام سيارات تابعة للشرطة. &

وخلف اعتداءان سابقان استهدفا سيارات للشرطة عشرات القتلى هذا العام في أنقرة.

وفي اسطنبول، قتل أربعة سياح وأصيب 36 شخصا في مارس في هجوم انتحاري نسب إلى تنظيم الدولة الإسلامية.&

وقالت السلطات التركية أيضا إن الجهاديين كانوا وراء اعتداء أدى إلى مقتل 47 شخصًا في يونيو بمطار أتاتورك في اسطنبول.

وتركيا عضو في التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، وأطلقت في أغسطس عملية عسكرية في شمال سوريا ضد الجهاديين.&

وردًا على ذلك، توعد تنظيم الدولة الإسلامية مرارا بشن هجمات ضد تركيا.&

وفي ضوء خطر حصول اعتداءات إرهابية في اسطنبول، أمرت الولايات المتحدة في أكتوبر بإجلاء عائلات موظفي قنصليتها من العاصمة التركية.

في المواقف، دانت سفارة الولايات المتحدة في أنقرة على تويتر "الاعتداء الجبان" في اسطنبول، مؤكدة وقوفها "جنبًا إلى جنب مع الشعب التركي ضد الإرهاب".

وأعرب رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز من جهته عن "تضامنه مع المواطنين الأتراك، ومع عائلات ضحايا اعتداء اسطنبول".