الجزائر: شارك مئات الاشخاص الاثنين في الجزائر في تشييع المدون الجزائري محمد تامالت الذي توفي في السجن بعد ان حكم عليه بتهمة "الإساءة إلى رئيس الجمهورية بعبارات تتضمن السب والقذف" كما افاد مصور وكالة فرانس برس.

وشكلت وفاة الصحافي محمد تامالت سابقة في الجزائر، واثارت احتجاجات منظمات تعنى بالدفاع عن حقوق الانسان.

وتامالت (42 عاما) معروف بانتقاده للسلطات وحكم عليه بالسجن عامين في تموز/يوليو بتهمة "الإساءة إلى رئيس الجمهورية" عبد العزيز بوتفليقة في محتويات نشرت على صفحته على فيسبوك.

ونقل الى المستشفى في نهاية آب/اغسطس وتوفي الاحد في مستشفى في الجزائر "بعد اضراب عن الطعام دام اكثر من ثلاثة اشهر ادخله في غيبوبة" بحسب محاميه امين سيدهم.

واوضحت المديرية العامة لادارة السجون في بيان ان سبب الوفاة هو "التهاب في الرئتين اكتشفه الاطباء قبل عشرة ايام وبداوا بمعالجته منذ 4 كانون الاول/ديسمبر".

ودفن في مقبرة باش جراح حيث نشأ، وهو حي شعبي في الجزائر كان معقلا اسلاميا.

وكتبت صحيفة "ليبرتيه" ان هذه الوفاة "لن تحسن سمعة دولة احتلت لفترة طويلة ادنى المراتب من ناحية احترام حقوق الانسان".

وقالت صحيفة "الوطن" ان الوفاة تشكل "احراجا" للسلطات حيال هذه السابقة في تاريخ الصحافة الجزائرية التي دفعت في التسعينات ثمنا باهظا لحريتها مع اغتيال حوالى مئة صحافي على ايدي مجموعات اسلامية مسلحة.

وكان تامالت بدا اضرابا عن الطعام في 27 حزيران/يونيو يوم توقيفه، بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش.

وحكم عليه في 11 تموز/يوليو بالسجن عامين وغرامة بقيمة 200 الف دينار (نحو 1600 يورو) وتم تأكيد الحكم بعد الطعن في 9 آب/اغسطس في محكمة الاستئناف.

ولفتت المنظمة الى ان الاتهامات ضد تامالت تتعلق بمحتويات "نشرت على صفحة فيسبوك، وخصوصا (..) قصيدة تتضمن ابياتا فيها شتم" للرئيس الجزائري.

وكان تامالت يدير صفحة على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي نشرت مقالات تهاجم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومسؤولين آخرين او افرادا من اسرهم، قبل ان يعيد نشر المواد نفسها على موقع الكتروني يديره مقره في لندن.

وكانت هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية طالبتا السلطات بالغاء حكم السجن بحق تامالت الذي يحمل ايضا الجنسية البريطانية.

من جهتها دعت منظمة العفو الدولية الاحد السلطات الجزائرية الى "فتح تحقيق مستقل ومعمق وشفاف في ملابسات وفاة" الصحافي.