بهية مارديني: سيطرت قوات النظام السوري والميليشيات التابعة لها على أحياء الكلاسة وبستان القصر والفردوس والصالحين والشيخ سعيد في مدينة حلب، بعد قصف ومعارك عنيفة مع كتائب المعارضة وسط حديث عن ارتكاب الميليشيات لمجازر.

إلى ذلك، أعلنت عدد من منظمات المجتمع المدني العاملة في سوريا، مساء الاثنين، وقف عملها بشكل كامل ردًا على ما قالت إنها مجازر النظام السوري بحق الأهالي في مدينة حلب، فيما أعلنت القوات الحكومية أنها على وشك إعلان النصر في معركة استعادة شرق حلب من مقاتلي المعارضة.

وناشد ناشطون ممن تبقوا في حلب، المجتمع الدولي إيقاف ما يحصل في المدينة، مؤكدين خوفهم من حدوث مجازر واعتقالات في حقهم في حال تمكن القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها من الوصول إلى عمق المناطق التي يقيمون فيها.

وأكدت مصادر محلية وشهود عيان لـ"سكاي نيوز عربية" إعدام القوات الحكومية والميلشيات الإيرانية أطفالاً ونساء في الأحياء، التي سيطرت عليها، الاثنين، شرق حلب.

وأضافت أن عدد القتلى، الذين تمت تصفيتهم وصل إلى 137 قتيلاً من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، خلال القصف وعمليات التصفية التي تمت خلال الساعات الماضية،

وذكرت مصادر في الدفاع المدني أن عشرات الجثث منتشرة في الشوارع، وأن أعدادًا كبيرة من جثث المدنيين لاتزال تحت الأنقاض في حي الزبدية، وسط عجز تام لفرق الدفاع المدني لانتشال الضحايا، فيما لايزال مصير عدد كبير من المدنيين مجهولاً من جراء قصف روسي وسوري مكثف وإعدامات ميدانية نفذتها القوات الحكومية وميليشيات موالية في الأحياء الشرقية لحلب.

وأشارت المصادر إلى تصفية القوات الحكومية والميليشيات الإيرانية كل الأطباء والممرضين بمستشفى الحياة في حي الكلاسة بحلب، مضيفة أن الفريق الطبي تعرض لإطلاق النار بشكل مباشر داخل المبنى الذي كانوا داخله.

وقال المحلل السياسي عدنان علي لـ"إيلاف" إن ما يحدث في مدينة حلب هو من جهة "محنة انسانية كبيرة تعكس بوضوح عجز وتواطؤ الدول الكبرى مع النظام وروسيا لتصفية الثورة السورية، ومن جهة أخرى، يمثل انتصارًا للتخطيط والدهاء الذي يمثله النظام وروسيا وايران على الارتجال والفوضى والشعارات التي تمثلها المعارضة".

وحول لماذا لم يتم الاتفاق الروسي الأميركي الخاص باخراج المسلحين من حلب، أشار الى أن "الروس كانوا يماطلون بهدف كسب الوقت وتمكين قوات النظام من انجاز المهمة في السيطرة الكاملة على حلب، وعندها لن تكون هناك حاجة لهذا الاتفاق".

وردًا على سؤال حول رأيه عمّا يقال عن صفقة روسية تركية في ان حلب مقابل الباب، أجاب "هذا يقال، ويقال أيضًا الرقة مقابل الباب"، لكنه رأى "أن تركيا لا تستطيع وحدها مجابهة روسيا وايران والنظام في ظل تخلي أميركا عن دورها".

وأضاف: "تركيا تحاول انقاذ ما يمكن انقاذه والافادة من تفاهماتها المحدودة مع روسيا لتحقيق بعض مصالحها".

وحول أين مصالح تركيا اليوم، أكد أن "مصلحة تركيا في الدفع لانجاح معركة الباب دون عراقيل روسية، وهي تريد شريطًا حدوديًا خاليًا من داعش والمسلحين الأكراد ويسيطر عليه مسلحون موالون له".

ولفت من جهة أخرى الى أن المعارضة السياسية السورية "تائهة ومشلولة ولا قرار لها حين يغيب القرار الاقليمي الداعم". وقال: "أعتقد انها في مرحلة الاحتضار".

إلى ذلك، قالت صفحات الثورة إن ميليشيات النظام أعدمت 14 شخصاً من عائلات (عجم والحسن ومصري)، و9 أشخاص من آل (سندة)، مع 7 نساء و4 أطفال، و20 شخصاً من عائلات (قصير وحجار وسندة) في حي الفردوس، و25 شخصاً من عائلتي (عكو وفاعل) في حي الصالحين.

وأكد ناشطون نقلاً عن شهود عيان كما أوردته شبكة حلب نيوز، أن ميليشيات النظام حرقت تسعة أطفال وأربع نساء في حي الفردوس بحلب، ونفذت إعدامات ميدانية في حي الكلاسة ومدخل بستان القصر، في حين تحدث آخرون أن عدد ضحايا الإعدامات الميدانية اليوم في أحياء حلب تجاوز 80 مدنياً، بينهم أطفال ونساء.

وقالت الفنانة السورية عزة البحرة على فايسبوك: "أنا ضد النظام للعظم وضد الأسلمة والاسلاميين والكتائب المسلحة وكل الشعارات التي تنادي بدولة اسلامية، وحلب سقطت بأيدي النظام، والنظام انتصر، وانتصار أي من الطرفين بالنسبة لي كارثة انسانية وأخلاقية وفكرية وسياسية ووطنية".

وتساءلت "ولكن ما لا أفهمه ..لماذا كل هذه الابادة ؟"

من جانبه، قال جيش النظام السوري إن معركة السيطرة على حلب دخلت مرحلتها النهائية، بعد أن حققت قواته تقدمًا كبيرًا في جنوب المدينة، وبات مسلحو المعارضة، الذين لم يعودوا موجودين إلا في جيب صغير فيها، على شفا الهزيمة النهائية.

وقال اللواء زيد الصالح، رئيس اللجنة الأمنية في حلب، إنه لم يعد أمام مسلحي المعارضة سوى وقت قصير وعليهم "إما الاستسلام أو الموت".

وتؤكد وكالات الأنباء أن عشرات الآلاف من المدنيين ما زالوا في الجيب الذي تسيطر عليه المعارضة في المدينة، حيث يشح الغذاء والماء.

فيما تقول روسيا إن أكثر من 100 ألف من المدنيين قد نزحوا من مناطق القتال وسلم 2200 من المسلحين أنفسهم وتتحدث وسائل اعلام عن اختفاء فارين من حلب في مناطق النظام دون تحديد مصيرهم ، ويرجح أنهم ما بين الاعتقال والتجنيد الاجباري.