موسكو: يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة الخميس الى اليابان لاعطاء التعاون الاقتصادي بين البلدين زخما جديدا، لكن موسكو وطوكيو لا تتوقعان احراز تقدم على صعيد تسوية الخلاف حول جزر الكوريل.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان "روسيا تأمل في ان تعطي هذه الزيارة زخما كبيرا لتطوير مجمل العلاقات الاثنائية". وعلى هامش الزيارة التي تستمر يومين، سيوقع حوالى ثلاثين اتفاقا بين شركات روسية ويابانية، في مجالات الطاقة والصناعة والزراعة والتكنولوجيا المتطورة.

واكد المحلل السياسي الروسي فيودور لوكيانوف ان "المشاريع الاقتصادية ستكون في صلب الزيارة"، مذكرا بأن موسكو تأمل في "اجتذاب الاستثمارات اليابانية الى اقصى الشرق الروسي".

وهذه اول زيارة للرئيس الروسي الى اليابان منذ 11 عاما، لان العلاقات بين موسكو وطوكيو قد تأثرت بخلاف على اربع جزر احتلها الاتحاد السوفياتي في ارخبيل الكوريل منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.

وهذه الجزر البركانية التي يسميها الروس "كوريل الجنوبية" واليابانيون "اراضي الشمال"، تشكل رسميا جزءا من منطقة سخالين الروسية، لكن اليابان تطالب بها. ومنع هذا الخلاف البلدين حتى الان من توقيع معاهدة سلام.

وفي ختام لقاء مع نظيره الياباني فوميو كيشيدا، اشار لافروف الى "جهود قادتنا لايجاد حل مقبول من الطرفين"، موضحا ان ليس من "السهل التوفيق بين المواقف". واضاف لافروف ان روسيا تشدد على توقيع معاهدة سلام باعتبارها "تدبيرا اوليا ملحا، قبل اي شيء آخر".

لكن لوكيانوف قال ان "توقيع معاهدة سلام من وجهة نظر يابانية مستحيل من دون تسوية الخلاف الحدودي".

مقاربة جديدة

خلال زيارته السابقة الى اليابان في 2005، اتفق بوتين مع رئيس الوزراء الياباني في تلك الفترة جونيشيرو كويزومي "على ايجاد حل على رغم الصعوبات". لكن التقدم الذي تحقق حتى الان ضئيل والمفاوضات حول الجزر الاربع متوقفة منذ ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في 2014، والذي دانته طوكيو البلدان الغربية.

وفي بداية سبتمبر، خلال زيارة الى فلاديفوستوك (اقصى الشرق الروسي)، دعا رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي فلاديمير بوتين الى "انهاء هذا الوضع غير الطبيعي" والى فتح "مرحلة جديدة" في العلاقات الثنائية.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال جيمس براون الاستاذ في جامعة تمبل في اليابان ان "شينزو آبي يختلف عن معظم الذين سبقوه... لديه مقاربة جديدة جريئة جدا، وهو عاقد العزم على تحقيق تقدم" على صعيد تسوية هذه المشكلة.

وعلى هامش المفاوضات حول الجانب الاقتصادي في طوكيو، دعا آبي بوتين ايضا الى ناغاتو مدينة اجداده في مديرية ياماغوشي.

وقال شيغيكي هاكامادا الاستاذ في جامعة مديرية نييغاتا لوكالة فرانس بري ان "آبي يرغب في ان يتحدث مع بوتين وجها لوجه، لان قرارا سياسيا يتخذه الرئيسان يستطيع وحده ان يؤدي الى تسوية النزاع الحدودي".

واضاف "لكنه متفائل جدا في ان يساعد عرض تعاون اقتصادي ترغب فيه موسكو على الحصول من روسيا على تنازلات تتعلق بالنزاع الحدودي".

وفي بداية سبتمبر، رفض بيوتين فكرة التنازل عن واحدة من جزر الكوريل لليابان في مقابل تعاون اقتصادي معزز مع طوكيو، قائلا "لا نبيع اراضينا".

ومع اقتراب زيارته الى اليابان، حذر عدد كبير من النواب والعلماء من منطقة ساخالين فلاديمير بوتين في رسالة مفتوحة من "عواقب مدمرة لروسيا" يمكن ان تنجم عن "اي تنازل عن الاراضي".

وقال لوكيانوف "بالنسبة الى الروس، هذه ارضهم، هم الذين يسيطرون عليها، ولا يوافق اي شعب في اي بلد على القيام بتنازلات عن الاراضي".