أبوظبي: ضمن فعاليات اليوم الأول من القمة العالمية لرئيسات البرلمانات، والتي ابتدأت أعمالها اليوم تحت شعار "متحدون لصياغة المستقبل" في أبوظبي في فندق قصر الإمارات، ناقشت جلسة "متحدون لضمان الازدهار الاقتصادي لأجيال المستقبل" دور البرلمانات في تطوير سياسات مبتكرة لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية المشتركة، من أجل ضمان تطور اقتصادي وتنمية عادلة لا سيما لجيل الشباب.

وقد استضافت الجلسة، التي أدارها جون ديفتيريوس المحرر المتخصص في أسواق المال الناشئة في شبكة CNN، وجابريلا ميشيتي، رئيسة مجلس الشيوخ ونائبة رئيس الارجنتين، وفيرونيكا ناتانيال ماكامو دلوفو، رئيسة البرلمان، موزمبيق، وريبيكا كداجا رئيسة البرلمان الوطني، أوغندا، وبلانكا رويز الكالا رئيسة برلمان أميركا اللاتينية، ودمبيسا مويو متخصصة في الاقتصاد العالمي، ولها مؤلفات حققت أكثر مبيعات في العالم .

وفي هذا الإطار تحدثت جابريلا ميشيتي قائلة: " يجب علينا كبرلمانيات أن نتباحث بشأن دورنا في بناء مستقبل اقتصادي أفضل للأجيال القادمة. وبالنظر إلى تجربة أميركا اللاتينية في الماضي القريب، كنا قد شهدنا طفرة في المواد الأساسية، حيث كانت الأسواق الآسيوية تقبل على شراء البضائع من أسواقنا ما أدى إلى تحسين أوضاع الكثير من العوائل التي تعاني من الفقر، كما بدوره أتى بتأثير إيجابي على الوظائف، فالوظائف تعزى إلى ارتفاع الاستهلاك، وإلى تزايد الخدمات. ولكن بما أن هذا النمو كان يعتمد على التغير في الاستهلاك لم يعد النمو المستدام والاستقرار متواجداً حيث أصبح معظم هذه العائلات مهددا بالفقر. وهذا ما يجعلنا نتساءل عن كيفية تأميننا للرخاء وتأمين الوظائف! فالعمل ليس مصدرًا للدخل فقط بل فرصة للوجود وتطوير الكفاءات والذات.

وأضافت هذه الوظائف التي علينا استحداثها يجب أن ترتبط بشكل أساسي بمجالات الابتكار والتنمية والتكنولوجيا لتكون وظائف ذات جودة." وقد أشارت إلى تنظيم البرلمان الأرجنتيني العام المقبل لمؤتمر يهدف بشكل أساسي إلى استشارة مختلف شرائح المجتمع بشأن وظائف المستقبل وماهيتها.

يجب&إشراك فئة الشباب في صناعة القرار

&

إشراك الشباب في صناعة القرار

وبدورها تحدثت فيرونيكا ناتانيال ماكامو دلوفو قائلة: " إذا ما أردنا ضمان الرخاء الاقتصادي لأجيال المستقبل، يتوجب علينا إشراك فئة الشباب في صناعة القرار، وتشجيعهم على المشاركة في المجال السياسي، والإصغاء إلى أفكارهم والعمل بمساهماتهم. بالإضافة إلى ذلك علينا العمل على تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص لإتاحة المزيد من الفرص لفئات الشباب، ولتمكينهم من المساهمة في تحسين النمو والاستقرار الاقتصادي. وأرى أن العمل مع الفئات الشابة يجب أن يكون من خلال البناء على أسس صحيحة في البداية وذلك عبر تحسين نوعية التعليم المقدمة لهم إلى جانب الخدمات الصحية وذلك لحمايتهم من الممارسات الخاطئة كاستهلاك المواد المخدرة، وتسليحهم بالوعي الأخلاقي للتركيز على القضايا الهامة”.

&إستباق المستقبل

من جهتها تحدثت ريبيكا كداجا قائلة: " نحن مدعوون للقيام بالمزيد من الجهود لاستباق المستقبل، فإذا ما نظرنا حالة الدول الأفريقية فنحن دول لم نحسن استغلال الموارد المتاحة لدينا، فشعوبنا تعتمد الاستهلاك أكثر ما هي متجهة في إطار الابتكار، فعلى الرغم من الاستهلاك الكبير للهواتف الخلوية في أوغندا، ولكن الدولة لم تدخل في مجال تصنيع هذه الهواتف على الاطلاق. ولهذا علينا أن نعمل بشكل مكثف لتغيير منظومتنا التعليمية كي تصبح شعوبنا أكثر وعياً وإدراكاً لكيفية استغلال مواردنا الطبيعية، والأهم من ذلك التعليم المثمر يتيح لنا الفرصة للاستفادة من الكفاءات وتوظيفها بالشكل الأمثل ما سيؤدي بشكل طبيعي إلى الابتكار والإبداع. " وعلى خطى الابتكار أشارت إلى أن البرلمان الأوغندي أطلق شهادة الابتكار بين الجنسين وذلك لضمان توزيع الموارد مناصفة بين الجنسين.

المزيد من الجهود لاستباق المستقبل

سن قوانين مثمرة

وأوضحت بلانكا رويز الكالا قائلة: " إن ما نوجهه اليوم أصبح أكثر تحدياً من أي وقت مضى، فالتغير المناخي وقضايا اللجوء والهجرة، والجرائم المرتكزة على العنصرية والكراهية، والجريمة المنظمة، والتمييز العنصري، هي بعض ما تواجه دول العالم في الوقت الراهن. هي تحديات تفرض علينا التركيز على دور التنمية في مجتمعاتنا، حيث إننا كبرلمانيين يتوجب علينا العمل والتعاون لسن قوانين واضحة ومثمرة تضمن مستقبلا اقتصاديا أفضل للشباب." وقد أكدت بدورها قائلة: " إذا ما وفرنا تعليم قيم نعمل من خلاله على تسخير التكنولوجيا لكافة المجتمعات بمختلف شرائحها فإننا بلا شك سنكون في الطريق السليم لضمان الأمان الاقتصادي لمستقبلها. وأود أن أؤكد في هذه القمة التي تمثل الوجه النسائي في المجتمع الحاجة لتمثيل أكبر للنساء في القطاعات بمختلفها، فالمرأة هي الأقدر على إحداث التغيير."

وأشارت دمبيسا مويو إلى ستة عناصر رئيسة تلقي بمخاطرها على مستقبل الدول الاقتصادي ألا وهي: السيطرة التكنولوجية الهائلة على الوظائف في مختلف القطاعات بحيث يتم الاستغناء عن الأيدي العاملة البشرية، أعداد الزيادة السكانية المقلقة، عدم المساواة في توزيع الثروات، الشح في الموارد الطبيعية، والديون المتراكمة على المستوى الحكومي وانخفاض الانتاج حتى على مستوى الدول المتقدمة.