الرباط: تنطلق اليوم الأربعاء في مدينة مراكش اعمال منتدى “الحوار الأطلسي” الذي ينظم من 14 إلى 16 ديسمبر الجاري ، تحت شعار "تغيير خارطة العقليات:استراتيجيات من أجل منطقة أطلسية في طور الانتقال".

ويشارك في هذه الدورة 300 شخصية ضمنهم رؤساء دول وحكومات ووزراء، حاليون وسابقون، وخبراء ومفكرون وأكاديميون ورجال أعمال.

وينظم المنتدى في المغرب كل سنة، منذ أربعة أعوام، بشراكة بين مركز السياسات التابع للمجمع الشريف للفوسفات المغربي &والمؤسسة الألمانية صندوق مارشال للولايات المتحدة، تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس.

ويهدف منتدى "الحوار الأطلسي" إلى مد الجسور بين شمال المتوسط، الذي يركز51 في المائة من الإنتاج الخام الإجمالي العالمي وجنوبه، حيث لا تتجاوز هذه الحصة 6 في المائة بالنسبة لأميركا الجنوبية و1 في المائة بالنسبة &لأوروبا.

وستتميز الدورة الحالية للمنتدى بتقديم أول تقرير للمؤسستين الشريكتين تحت عنوان "تيارات أطلسية 2016"، والذي يتناول المواضيع والقضايا التي تشغل دول ضفتي المحيط الأطلسي، وذلك خلال حفل افتتاح المنتدى بعد ظهر اليوم (الأربعاء).

وينطلق تقرير "تيارات أطلسية" من طرح أسئلة حول الاتجاهات والرهانات التي يعرفها الفضاء الأطلسي انطلاقًا من تعدد وجهات النظر وإختلاف زوايا الرؤية، انطلاقًا من إرادة تجاوز مقاربة التقسيم إلى شمال وجنوب، والسعي إلى إبراز العوامل المحفزة على التعاون والتآزر، وعلى رأسها الأزمات المالية والاقتصادية التي توالت على العالم خلال العقد الأخير.

كما يبحث التقرير فرص وإمكانيات بناء مجموعة أفريقية أطلسية متضامنة، والدور الذي يمكن أن تضطلع به في الهندسة القارية ككل. حيث تم تسليط الضوء على الوسائل والقدرات كالموارد الطبيعية والمناجم والفلاحة، وعلى الحواجز والعراقيل التي تحول دون وضع أجندات أفريقية مشتركة، من قبيل الذاكرة التاريخية والأمن والأنظمة المؤسساتية.

ويخلص التقرير إلى كون الإقتصاديات الأفريقية هي الأقل اندماجًا في ما بينها، إذ يقدر حجم التجارة الإجمالية للحوض الأطلسي بنحو 58.5 في المائة، فيما يهيمن الأجانب على القطاع المصرفي الأفريقي، الذي بدأ يعرف خلال 15 سنة الماضية &صعودًا بارزًا للبنوك المغربية والنيجرية والأفريقية الجنوبية، وهي دول لا تتوفر فقط على قطاع بنكي متطور، ولكن أيضا على صناعة متنوعة.
وفي ما يخص المغرب، يعتبر بنك "التجاري وفا بنك" و"البنك المغربي للتجارة الخارجية" من بين المجموعات البنكية الأكثر حضوراً في أفريقيا. وتعتبر هذه البنوك بمثابة محرك لنمو الإستثمارات المغربية في القارة.

كما أشار التقرير إلى تصدر المغرب وجنوب أفريقيا المستثمرين في القارة السمراء.

كما يتناول التقرير الإستراتيجية العالمية الجديدة للاتحاد الأوروبي وآثارها على القارة الأفريقية، بحيث تم تشخيص وتوصيف التحديات الراهنة، والعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا، ومجالات التعاون ذات الأولوية، إضافة إلى توصيات لتحسين العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا.&

وخصص التقرير فصولاً لتحليل الإندماج الاقتصادي في أفريقيا الذي أصبح ضروريًا في سياق الأزمات المتتالية.
أما في المجال الأمني فيميز التقرير بين بلدان شمال الأطلسي، التي تتوفر على تجربة ناضجة في هذا المجال مع شبكة "أوروبول"، وبلدان جنوب المحيط الأطلسي التي لها مؤسسات أقل خبرة وإشعاعاً، وهو ما يجعل التعاون صعبًا على هذا المستوى. كما تم التطرق إلى رهانات "ثورة الطاقات الخضراء" مع ما يتطلبه ذلك من البلدان المعنية، من توفير موارد مالية، وتأطير سياسي ضروري لتحقيق الأهداف المسطرة.

كما تم تسليط الضوء على الدوافع التي تدفع بعض الفاعلين الماليين وحكوماتهم إلى التموقع في جهتهم، وفي بعض القطاعات المالية دون غيرها.

وسيخصص اليوم الأول للمنتدى، لمناقشة قضايا جوهرية مثل الاتجاهات الاقتصادية والإنعكاسات الإقليمية للعولمة، وكذا آفاق الإزدهار المفتوحة أمام أفريقيا.&

أما خلال اليوم الثاني، سيوجه المشاركون التفكير، بشكل أساسي، نحو مواضيع تمويل التنمية، وأوروبا بعد انسحاب بريطانيا من الإتحاد، ومسألة الأمن في المنطقة الأطلسية، وذلك من خلال دراسة المخاطر، ومواطن الضعف، وسبل التأقلم والمواجهة. وفي اليوم الثالث، ستتم مناقشة قضايا تهم العلاقة بين الدين والسياسات العمومية، وتحديات تزايد النزعات الشعبوية.

ومن أبرز المواضيع الأخرى التي ستناقش خلال المنتدى أثر الابتكارات والتكنولوجيا على الحوكمة، والتغيّرات المناخية، وسبل مواجهة التطرف والإرهاب، وقضية التمييز بين الجنسين وبين الطبقات الاجتماعية، وتحديات الهجرة وتنقل البشر، إلى جانب قضايا ومواضيع أخرى.

وسيتم اختتام الندوة، كما هي العادة، بلقاء "القادة الصاعدين"، وهم مجموعة من ممثلي الشباب بالمنطقة، ومن أصحاب القرار في المستقبل، الذين سيقدمون عروضًا حول رؤيتهم الخاصة لمستقبل المنطقة الأطلسية.