قتل وأصيب العشرات في التفجير

تدعو عزة هيكل في الوفد المصرية إلى الاهتمام بالتعليم والثقافة، و"تجديد الخطاب الديني عبر قرار سيادي رئاسي مجتمعي يصر ويقرر ويبدأ، مع خبراء علم نفسي وتربوي واجتماع وثقافة وتعليم، في تنقيح المناهج وإعادتها إلى طريقها القويم".

وتؤكد الكاتبة أن "الثقافة تحتاج إلى جهد ونظام ورؤية تصل وتنفذ إلى الجميع على قدر الفكر وعلى قدر التنوع والاستيعاب".

وفي العرب العالمية، يرى أحمد أبو دوح أن "تفجير الكنيسة في العباسية فتح جروحًا عميقة لا تريد مصر الاقتراب منها"، محذرًا من أن الإرهاب يشهد خروجًا عن السيطرة".

ويرى الكاتب أن "تقاعس الأزهر وكل المؤسسات الدينية الرسمية في مصر عن الإقدام على أي خطوة تجاه تجديد الخطاب الديني هو نتيجة طبيعية لعدم إيمان هذه المؤسسات بأن الخطاب الديني يحتاج أصلا إلى أي تجديد".

في ذات السياق، يُلمِح سليمان جودة في المصري اليوم إلى وجود تقصير أمني سمح بحدوث العملية، حيث يقول إن "السؤال الذى يتعين أن ننشغل به هو: لماذا نجح الإرهاب في الوصول إلى هدفه في الكنيسة البطرسية، ولماذا فشلنا في منعه من الوصول إلى الهدف؟!".

ويؤكد الكاتب أن "الإجابة عن هذا السؤال، بصراحة، ودون تغطية على شيء، تضمن وحدها ألا ينجح في المرة القادمة".

وعلى النقيض، تنتقد الأهرام المصرية "الذين يوجهون سهام غضبهم نحو الأمن واتهامه بالتقصير"، قائلة إن "الإرهاب يطال رجال الأمن والقوات المسلحة رغم كل ما يتخذونه من إجراءات أمنية في مواقعهم".

"أزمة النظام المصري"

حشود حول الكنيسة في العباسية بعد التفجير

في الغد الأردنية، يرى باسم الطويسي أن التفجيرات الأخيرة "تطرح الأسئلة حول حجم أزمة النظام المصري ومصادرها، وعن حقيقة الأطراف الداخلية والخارجية التي لم تتوقف عن مسعاها الذي بات يتجاوز إلحاق الضرر بالنظام السياسي إلى استهداف الدولة المصرية".

ويشير الكاتب إلى أنه "طوال نصف عقد مضى، بقيت مصر تتنفس بصعوبة، وتعيش بالقرب من غرفة الطوارئ في عهدي الإخوان والعسكر على حد سواء"، ويحذر من أنه إذا "لم تبنِ مصر رؤية للدولة المصرية في ربع القرن المقبل، ورؤيتها للمنطقة، ستبقى بالقرب من غرف الطوارئ".

في الوقت نفسه، تقول النهار اللبنانية إن "الاعتداء على الكنيسة البطرسية ضربة قوية للمسيحيين في مصر موجهة في الوقت عينه الى نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي".

وتشير الصحفية إلى إجماع الخبراء على أن "الاعتداء يضع الحكومة في حرج على أكثر من مستوى"، حيث إنه "يهدف إلى ضرب تأييد الكنيسة القبطية للحكومة المصرية".

من جانبها، تتبنى القدس العربي موقفًا نقديًا من الحكومة المصرية قائلة إن "أكثر ما يثير الارتياب في رد فعل السلطات المصرية على الحادثة هو إعلانها عن خطط جديدة 'لتشديد القوانين' العسكرية والأمنية، كما لو أنها كانت تنتظر هذه الحادثة البشعة لزيادة المشهد المصري بشاعة".

وتضيف الصحيفة أن "النظام المصري لا يتعلم من الماضي "فيما يخص "تسرعه باكتشاف متهمين وأخطائه وتصريحاته العجيبة و'خططه' الجديدة، التي هي نسخ عن خططه القديمة".

من ناحية أخرى، يحمِّل أحمد منصور في الوطن القطرية الحكومة المصرية المسؤولية عن الحادث قائلاً إنه "يلقي بعلامات استفهام كثيرة حول تحركات نظام السيسي المأزوم خلال الفترة القادمة".

ويشير الكاتب إلى أن "الأنظمة الفاسدة المستبدة حينما تتأزم وتفشل في إيجاد الحلول، لاسيما للأزمات الاقتصادية، تسلك مسلكين إما ابتزاز الجيران والأطراف الخارجية، وإما إشعال حرب أهلية داخلية تشغل الشعب بعضه ببعض".