نيقوسيا: شارك قبارصة يونانيون واتراك معًا الاربعاء في مسيرة مشتركة لحث زعيمي الجزيرة المقسمة الى التوصل الى اتفاق في القمة التي ستعقد في سويسرا في الشهر المقبل.

وقدم قرابة 250 شخص من القبارصة اليونانيين والاتراك اعلان سلام الى زعيم القبارصة الاتراك مصطفى اكينجي ثم عبروا الى الجنوب لتسليم نسخة منها الى الرئيس القبرصي اليوناني نيكوس اناستاسياديس.

وحث المشاركون الزعيمين على "المضي قدما دون تردد تجاه توحيد" الجزيرة، مؤكدين ان الفرصة لن تكون متاحة للابد. وردد المشاركون هتافات تقول "قبرص ملك شعبها" و"الحل الآن".

تأتي المسيرة في وقت يستعد فيه الزعيمان للقاء في قمة تعقد في التاسع من يناير في جنيف، على ان تقدم بعد يومين خرائط لمقترحات كل منهما للكيانين اللذين سيشكلان الدولة الفدرالية المرتقبة.

وقبرص مقسومة منذ 1974 اثر اجتياح الجيش التركي لقسمها الشمالي، ردا على انقلاب اراد منفذوه الحاق الجزيرة باليونان. وتبعت هذا الغزو التركي حركة تنقل كبيرة للسكان من هذا الجانب وذاك.

ومنذ ذلك التاريخ لم تعد جمهورية قبرص العضو في الاتحاد الاوروبي منذ 2004، تمارس سلطتها الا على القسم الجنوبي من قبرص حيث يعيش القبارصة اليونانيون.

في المقابل يعيش القبارصة الاتراك في القسم الشمالي من الجزيرة حيث اعلن من جانب واحد عن قيام "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى تركيا. وفشلت محاولات عدة لاعادة توحيد الجزيرة في الماضي.

وهناك خلافات بشان الترتيبات الامنية التي تعقب التوصل الى اتفاق، اذ يرغب اناستاسياديس بمغادرة كل القوات التركية الجزيرة، بينما يصر اكينجي على الابقاء على وجود عسكري تركي. وكان القبارصة الاتراك يشكلون 18 بالمئة من سكان قبرص في 1974. وهم يسيطرون حاليا على اكثر من ثلث اراضي الجزيرة.

ومن المسائل الشائكة التي يتعين حلها عدد اللاجئين من القبارصة اليونانيين الذين سيسمح لهم بالعودة الى المنازل التي فروا منها في 1974.